المدخل التكامليApproach . Integrative
يرى أنصار هذا المدخل أن اللغة في أساسها وحدة، فهي كل متكامل يتضح في التفاعل بين أنظمتها المختلفة(النظام الصوتي، النظام الصرفي، النظام التركيبي، وأخيرا النظام الدلالي) حيث تتفاعل هذه النظم لتشكل كيانا واحدا له مجموعة من الأعضاء الفاعلة والمتفاعلة مع. كما يرى البعض أن تقسيم اللغة إلى فروع يفسد وحدتها، ويمزق كيانها، ويصنع حواجز بين أجزائها، لذا فإن تعليم اللغة العربية القائم على التكامل يحقق فوائد عديدة منها ضمان أن يكون النمو اللغوي عند الطلاب نموا متعادلا لا يطغى لون على آخر فالكل يعالج معا وينمى في ظروف واحدة.
ونظرا لسيادة منهج المواد الدراسية المنفصلة في تعليم اللغة العربية، ساد اعتقاد بين الدارسين في مجال تعليم اللغة العربية مؤداه: أن هناك انفصالا بين تعليم فروع اللغة العربية وبعضها البعض، حيث يقسم هذا المنهج اللغة فروعا، لكل فرع حصته وزمنه المخصص له بل إن لكل فرع درجته الخاصة به. وبطبيعة الحال انعكست تطبيقات هذا المنهج على تدريس فروع اللغة، يتضح ذلك من خلال عناية بعض المدرسين ببعض فروع اللغة وإهمال البعض الآخر، بل ويمتد ذلك إلى مجال البحث التربوي فيلاحظ اهتمامها بكل فرع على حدة.
ويتخذ التكامل أشكالاً عديدة، فقد يكون بين فروع اللغة، أو بين المهارات اللغوية أو بين منهج اللغة مع مناهج المواد الأخرى. وللتكامل بين فنون اللغة مزايا عديدة منها تنمية المهارات اللغوية الإنتاجية والاستقبالية، الاهتمام بالممارسة اللغوية والاستخدام ذي المعنى، تنمية قدرة الطلاب على حل المشكلات والإبداع، وتزويدهم بخبرات لغوية متنوعة.
هذا ويستند تعليم اللغة ككل متكامل عبر المناهج الدراسية على عمليات القراءة والكتابة معا، وقد استفاد هذا الاتجاه من معطيات علم اللغة الاجتماعي وعلم النفس اللغوي، مع تبنيه عملية الكتابة كاستراتيجيه يستخدمها التلاميذ في اكتساب الخبرات المختلفة والربط بين هذه الخبرات وحياتهم التي يعيشونها. كما أن ربط منهج اللغة العربية بمناهج المواد الأخرى يؤدى إلى التكامل المعرفي لدى التلميذ، ويؤدى إلى إحداث نوع من الانسجام بين نوع المفردات وكميتها، ونوع التراكيب المقدمة من خلال المناهج الدراسية المختلفة.
ساحة النقاش