ظهرت إرهاصات الأخذ بمدخل التواصل اللغوي في تدريس اللغة الإنجليزية في بريطانيا، وذلك في أوائل السبعينيات من القرن المنصرم، بعد أن أثبتت الدراسات والبحوث قصور الطرائق التقليدية مثل الطريقة السمعية الشفوية، والطريقة الشفوية السمعية عن تحقيق الأهداف المنشودة. 

و قد أشارت الأدبيات التربوية إلى عدة عوامل كان لها عظيم الأثر على سيادة الاتجاه التواصلي في تعليم اللغات منها: أن نتائج الأبحاث العلمية آنذاك قد أثبتت أن محتويات المناهج بعيدة كل البعد عن الحياة الواقعية، ولم تفسر حاجات التلاميذ، بالإضافة إلى النقد الكبير الذي تعرضت له الأساليب الشفوية السماعية(MAO) وأيضاً الأساليب السماعية المرئية، واهتمام المؤتمرات الدولية المسئولة عن اللغة بتطوير الكتب المدرسية من أجل تحقيق كفاءة الاتصال، وبالفعل تم بالجهود الدءوبة تشغيل الرابطة الدولية للغويات التي سعت جاهدة إلى تطوير المناهج، وتغير واقع التعليم في أوربا، فضلاً عن زيادة التواصل والتداخل بين الدول الأوربية، مما أظهر الحاجة الماسة إلى تعليم الصغار والكبار اللغة في ضوء اتجاه التواصل اللغوي. 

وقد استفاد هذا الاتجاه من معطيات اجتماعيات اللغة، التي تؤكد على أن الإلمام بمظاهر الحياة في المجتمع تساعد التلميذ على فهم اللغة واستيعابها سواء ما يتصل باكتساب مهاراتها أو تراكيبها، مع التأكيد على أن يترجم كتاب اللغة كل ما هو موجود في بيئة التلميذ، وأن يعكس جميع جوانب ثقافة المجتمع، بالإضافة للاستخدامات الاجتماعية للغة، وأن يضع في الاعتبار الأبعاد التاريخية للمجتمع، كما يتم التأكيد على بث المعتقدات والقيم داخل النصوص اللغوية المقدمة للتلاميذ.  وفي هذا السياق يتم اقتراح تصحيح بعض الأفكار المسيطرة والشائعة في المجتمع نحو بعض طبقاته، وذلك عند وضع محتوى كتب اللغة.