الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

بطيئ التعلم هو الشخص لديه القدرة على التعلم ولكن بدرجة أقل من الشخص العادي وهذه القدرة تحدد عن طريق اختيارات الذكاء من 75-90 وليس هناك حد ثابت من القدرة العقلية يمكن القول بأن من يقل عنه يطلق عليه بطيئي التعلم، ولكن من الشائع اعتبار أن الأشخاص ذوى معامل ذكاء أقل من 91 يمكن للفرد أن يتعامل مع المهام العقلية في المنهج المدرسي ويطلق على هؤلاء الطلاب العاديين.

والبطء فى التعلم يشير إلى مقدرة الفرد على تعلم الأشياء العقلية وهذه القدرة تقاس عن طريق اختبارات الذكاء اللفظية.

     هذا وتوجد تعاريف متباينة لمصطلح التلميذ بطيء التعلم، كما يوجد أسماء مختلفة تعبر عن  ذات المصطلح وهي: انخفاض مستوي التحصيل وانخفاض مستوي اكتساب الخبرات التعليمية  والتأخر الدراسي، و التعوق الدراسي، والتخلف الدراسي وتخلف التلميذ عن أقرانه العاديين، والتلميذ غير الطبيعي جزئياً نعرضها فيما يلي:

يستخدم مصطلح التلميذ بطيء التعلم للتعبير عن الطفل الذي لا يكون مستوي تحصيله في نفس مستوي زملائه في الدراسة، أي أن يكون في مستوي أقل من مستوي الصف الذي يجب أن يكون فيه، وهي تشير إلي التأخر العقلي ونسبة ذكائه تقع بين 75-89، ويشكلون حوالي 20% من التلاميذ.

     ويعرف البعض التلميذ منخفض التحصيل علي أنه طفل له قدرة كافية ليستمر في الدراسة بالفصول العادية ويحصل علي درجة في التحصيل تصل إلي 30% من الدرجة الكلية  بقياس المدرس أو بالقياس المدرسي المقنن، وأن حالة البطء العقلي تقترن بسعة عقلية موروثة أو لعوامل بيئية.

ويعرف (دونفان (Donvan,1972المتعلم بطيء التعلم: هو المتعلم الذي لا يمكنه أن يستمر في الدراسة مع الفصل العادي، ويصفه أيضاً  علي أنه منخفض التحصيل، ويحدد التلميذ منخفض التحصيل بأنه التلميذ الذي يحصل علي أقل من 30% في درجاته التحصيلية للأسباب التالية:

*   انخفاض الإدراك العقلي: فعلي الرغم من أن قدرة التلاميذ لم تقاس بدقة بواسطة مقاييسنا الثقافية، فإن لديه قدرة قليلة علي إدراك العلاقات وليس لديه مقدرة علي التعميم  و لديه صعوبة في نقل المعرفة و يحصل علي درجات IQ أقل من 90 و تحصيله في الرياضيات و القراءة متأخر سنتين أو ثلاث سنوات تحت مستوي أقرانه ويحتاج للتعلم من هذا المستوى

*   عدم النضج الانفعالي:  يحتاج التلميذ عادة  للتقبل و المحبة و الأمان و النجاح، و هذا النوع من التلاميذ  يأتي للمدرسة بدون طموح، وهو مكره علي التعامل مع المدرس والمدرسة  ومنبوذ و محبط و غير محبوب من السلطة، ويتجلى ذلك  في جنوحه وثوريته، ويكون غالباً مرتبكاً و يفتقد للثقة بنفسه، ولا يدرك أسباب الصعوبات التي تواجهه، ويفتقد للحنان والحب، ومن الأفضل للمدرس أن يبني الثقة لديه و أن يريه بوابة النجاح.

*   عدم النضج الاجتماعي: و يظهر ذلك في خبرات التلميذ الثقافية الضئيلة  في المنزل والمجتمع و المدرسة،  وهو متحيز ومتعصب، ويفتقد لخبرات القيادة، ولا يحب المشاركة في الأنشطة الجماعية، ولا يجد الشخص الذي يتعامل معه، وهو عدواني وقلق، و كثير الغياب.

*   العجز البدني: ربما يرجع انخفاض التحصيل التلميذ لضعف الصحة، و عدم كفاية الغذاء، أو فقر التغذية، أو عدم الراحة الكافية أو لضعف البصر أو السمع أو الحركي، أو يدمن المشروبات. 

*   العجز النفسي: و قد يرجع ذلك لضعف التركيز والانتباه و انخفاض مستوي مهارته في  القراءة و ضعف التخيل والتمثيل البصري و ضعف مهارته في حل المشكلات والابتكار و يفتقد للدافع.

*   الخبرات الثقافية المحدودة:  و هو التلميذ الذي لديه خبرات قليلة مثل السفر والقراءة، ويفتقد للهوايات، و ينحدر من مجموعة لهجتها محدودة، وتفتقر حياته للأدب و الدراما والموسيقي و الفن.

*   ضعف الخبرات التربوية.  فخبراته الرياضية السابقة ضعيفة و عادات الاستذكار وتحصيله غير كافيين و توجهه المهني أكثر من توجهه الأكاديمي، والتعليم بالنسبة له ليس له معني، و لا يتميز بالعقلانية و العملية، و لا يجذبه الحديث و لا القراءة، ولا يعرف كيف يطرح أسئلته، و لا كيف يستذكر دروسه و قدرته اللفظية من المحتمل انخفاضها، ومن ثم "فدونفان " يعتبر أن مصطلح منخفض التحصيل مرادف لمصطلح بطيء التعلم.

 سمات بطيئي التعلم: -

هناك العديد من السمات التي يتصف بها بطيئي التعلم منها:

السمات الجسمية:

يحتمل وجود عيوب خلقية في بطيئ التعلم كضعف السمع والبصر بنسبة أكثر من الطلاب العاديين كما يلاحظ بمرور الوقت أنه اقل نموا من التلاميذ الآخرين وهذه السمات تعد أحد عوامل البطء في التعليم فالتلميذ الذي يعانى من ضعف في السمع لا يستطيع أن ينطلق أو يعتبر بشكل وكذلك الذي يعانى من ضعف في البصر لا يمكن متابعة ما يجرى حوله وبذلك يتأخر دراسيا.

السمات الانفعالية:

يتسم بطيئو المعلم بالانبهار الزائد والحساسية المفرطة والخجل واللامبالاة والفتور والكبت  وهذه السمات تبدو شائعا بين التلاميذ بطيئي التعلم عنها بين التلاميذ العاديين.

السمات العقلية:

يتسم بطيئو التعلم بضعف القوى الانتباهية على الرغم من أن الانتباه يرتبط بالمثير ومدى استثارته وكذلك الموقف والمعانى المرتبطة به، ومع ذلك فالتلاميذ بطيئو التعلم يلاحظ عليهم قصر الانتباه ويجب هنا أن ندرك مفهوم الانتباه.

الانتباه: يتسم بطيئو التعلم بضعف القوى الانتباهية وعلى الرغم من أن الانتباه يرتبط بمدى جاذبية الموقف والمعاني التي يحملها لكن لا يزال الأطفال بطيئو التعلم يتميزون بقصر مدى الانتباه لديهم بالنسبة لغيرهم من التلاميذ العاديين والعلاج لتلك المشكلة هو أن تقدم لهم مواقف مثيرة وجذابة وزاخرة بالمعاني وكذلك الأنشطة والمواد الدراسية يراعى فيها عنصر الإثارة والتشويق لانتباههم أثناء التدريس.

ومن المهم التعرف على بطيئي التعلم فى مرحلة مبكرة جدا منذ الطفولة المبكرة فهم بطيئون فى بداياتهم من حيث: ( تعلم الجلوس، تعلم المشي، تعلم الكلام ).

ويمكن جمع البيانات عن هؤلاء المتعلمين من خلال: -

-         ( الجلسات المدرسية، المتابعة فى المنزل والمدرسة والتنسيق بينهما ).

-   الملاحظة الموضوعية من قبل المعلمين ثم فى المنزل من قبل الأسرة على أن تحتوى بطاقة الملاحظة التي تستخدم لهذا الغرض بعض سمات بطيئي التعلم حتى يسهل التعرف عليهم والتعامل معهم والأخذ بأيديهم.

كيف يتعلم بطيئو التعلم ؟

1-  كغيرهم من التلاميذ يتعلم بطيئو التعلم بالخبرات والتجارب والتقليد والمحاكاة والتعليل والتخطيط والتفكير ولكن قد تستغرق هذه العمليات وقتا اكبر مما يستغرقه الطالب العادي.

2-  كذلك يمكن للطالب البطيء أن يقوم بالتقسيم والاستفادة من المواقف السابقة في اكتساب الخبرات الجديدة ولكن لا يتم هنا بنفس الدرجة التي يفكر بها التلميذ العادي.

3-     بطيئو التعلم أقل قدرة على التخيل من العاديين أو فرض المترتبات.

4-     يصعب عليهم استخلاص النتائج أو استنتاج النهايات دون توجيه.

5-     يمكنهم الاستجابة للمثيرات وتقبل الحلول العلمية.

6-  لديهم الرغبة فى المعرفة وخاصة الفروض التي تبنى عليها الأنشطة التي يقومون بها خاصة إذا كان النشاط مطلوبا من شخص آخر.

7-  الملل الشديد من طول الموقف التعليمي ولذلك هم يميلون للنتائج السريعة ويمكن بسهولة أن يفقدوا الرغبة في مواجهة أي تحدى؛ خاصة فى المواقف التي لا تعود عليهم بفائدة أولا تستثيرهم.

8-     يقلدون السلوكيات الاجتماعية دون تفكير لتحقيق الشعور والانتماء واحترام الذات.

     يشكل التلاميذ بطيئي التعلم شريحة كبيرة من التلاميذ تمثل نسبة تتراوح بين 16% - 30% من التلاميذ ففي عام 1976 شكلت تلك الشريحة في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 16 مليون تلميذ، و الاهتمام بتلك النوعية من التلاميذ يحمي التلاميذ من الإحباطات الناشئة عن الفشل الدراسي، ومن اتجاهات المجتمع السلبية نحوهم مما يجعله يلفظ المجتمع الذي رفضه بالاعتداء أو بالانسحاب أو بالانطواء، كما أن الاهتمام بالتلميذ بطيء التعلم يعكس تكافؤ الفرص بين التلاميذ، و يشكل جانب إيجابي حيث يوجه طاقة بشرية لشريحة كبيرة من التلاميذ نحو الإنتاج والفاعلية الاجتماعية.

إن الطفل بطيء التعلم يكون بطيء النمو العقلي وضعيف الإدراك، أو غير متكامل الإدراك البصري الحركي، ويقترن بثقافة متأخرة وصعوبات شخصية أو عدم التوافق، و عادة يؤثر أكثر من عامل علي تعلم  التلميذ بطيء التعلم، وهو يحتاج إلي تعديل و تطوير تربوي لمقابلة الحاجات العامة والدائمة للطفل بطيء التعلم، وهذا يعني تعديل المناهج وتوجيه أهداف المدرسة و أفكارها لتناسب حياة التلميذ بطيء التعلم، كما يحتاج لتربية مصححة Corrective Education مصممة لتجاوز الفجوة في معارفهم وخبراتهم ومهاراتهم، والتي  تجعل من إمكانيات تعلمهم محدودة، و تربية علاجية Remedial Education مصممة لحذف أو تطويق ضعف قدرات التعلم الناشئة من عدم الكفاءة أو الفشل في الجهاز الحركي – الإدراكي.

 إن التلاميذ بطيئي التعلم يعانون من صعوبات متنوعة في تعلم اللغة، و يصنفون علي أنهم منخفضي التحصيل، أو بطيئي التعلم، وهذا المصطلح يعني في اللغة شريحة كبيرة من التلاميذ الذين لا يتعلمون الكتابة والقراءة  بنفس سرعة تعلم أقرانهم أو بنفس السرعة التي يتوقعها منهم معلميهم. و يضيف بل Bell  أنه يوجد أسباب عديدة لنقص سرعة التعلم لدي تلك الشريحة من التلاميذ، فعلي الرغم من أن بطيئي التعلم يمكن أن يكونوا غير قادرين علي تعلم اللغة لأنهم معوقين ذهنياً، أو لديهم مشكلات نفسية، فكثير من التلاميذ لا يؤدون بشكل جيد في اللغة لأنهم و لأسباب متنوعة غير قادرين علي تعلم المواد بسرعة عرض المدرس لها، فكثير من المدرسين يعرضون المادة بشكل يناسب 60% أو 70% من التلاميذ، لذي يري بل Bell أن بطيء التعلم هو التلميذ الضعيف في الرياضيات لأنه يتعلم بشكل أبطأ من زملائه.

و يمكن القول أن  بطء التعلم هو صفة لشريحة من الأطفال تشمل ضعيفي القدرة اللذين يعانون من مشكلات تعلم، ولا يسيرون بنفس سرعة أقرانهم الطبيعيين، وذكائهم أقل من المتوسط، و يطلق عليهم أسماء مثل: منخفضي التحصيل و المتأخرين دراسياً و المتخلفين عقلياً، وأن التلميذ بطيء التعلم يصنف حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من التلاميذ الذين يعانون من صعوبات تعلم – وهو مصطلح فضفاض - و يستثني من ذلك التلميذ الذي يعاني من نقص المعارف والذي يتحول لتلميذ عادي بعد تصحيح الخلل المعرفي لديه، ونظراً لتشابه الأساليب المستخدمة لتدريس شريحة الطلاب منخفضي القدرة والتلاميذ بطيئي التعلم.

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 557 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,965