مجموعة صغيرة تتواجد داخل الفصل تتميز عن باقي الطلاب بحدة الذكاء والرغبة في المعرفة والمناقشة وإبداء الرأي هذه الفئة إذا استثمرت إمكاناتها يمكن أن يخرج منها المبتكرون والعلماء فى مجالات متعددة وإذا وجه المعلم طاقته لتعليم الغالبية من متوسطي الذكاء فانة طبعا سيظلم هؤلاء المتفوقين سيضيع هذه طاقات الخلاقة , وهذا ما تدعوا إلية التربية الحديثة التى تحاول إعداد البرامج الخاصة بتعليم الموهوبين والمتفوقين.
أسباب إهدار قدرات المتفوقين:
*نقص أساليب التنافس والتحدي وبرامج تعليم هؤلاء الطلاب.
*نقص الأساليب المساعدة على إظهار التميز لديهم.
*عدم وضوح مفهوم الفائق وتحديده.
* نقص الفرص التعليمية المقدمة لتنمية مواهبهم واستثمارهم.
الدور التربوي لتحديد الفائقين والتعامل معهم.
يجب أن تساعد العملية التعليمية على اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وتنمية مواهبهم، وتوفير الفرص المناسبة والتشجيع المستمر والبرامج التشخيصية لتحديد مجالات التفوق لديهم، وبرامج التدريب عليها ثم وسائل تنمية هذه المجالات واستثمارها، إذ أن الفائق إنسان في حاجة لاهتمام من نوع وتوجيه خاص يمكنه من استثمار طاقاته وتوظيفها.
بعض المجالات التي يظهر فيها الطالب الفائق.
يعرف الفائق المتميز ويمكن للمعلم أن يتعرف عليه من خلال تعامله مع زملائه وأصدقائه واشتراكه فى أنشطة متنوعة تظهر فيها قدراته على الابتكار والمواقف التي تحتاج إلى قيادة أو اتخاذ قرار ومواقف الاتصال والعلاقات والتخطيط والتنبؤ أو التوقع ومجالات الأداء الفني الحركي والنشاط النفسحركي كما يظهر الفائق قدرة عالية على الإنجاز وذلك يتطلب تقديم فرص للطلاب العاديين لنظير الفائق منهم من خلال المواقف والمجالات السابقة وفى ذلك ينبغي مراعاة عدد من العوامل هي:
عامل الوقت:
ينبغي ألا تختلط السرعة والمهارة مع الموهبة، ببعض الموهوبين يعملون بسرعة وذلك لأن الموهوب أحيانا يحتاج لوقت يتأمل فيه ويفهم ويتعمق ويتذوق.
ويتصل بعامل الوقت ظهور الموهبة التي لا تتقيد بعمر معين للإنسان وكثيرا من الموهوبين كانوا فى طفولتهم بطيئ التعلم أو أشخاص عاديين والعكس ومن هنا ينبغي الاهتمام بعنصر الوقت فى تقديم الفرص التعليمية للتلاميذ وإعطاء الفرصة كاملة كى يفكر ويتعمق ثم ينتج.
عامل الثقافة:
يمكن إرجاعه إلى التأثير الاقتصادي والأسرى، فمن الأسر من يقدم للأبناء فرص الثراء أو التعليم المتميز من حيث التنوع اللغوي كإلحاقهم بمدارس اللغات الأجنبية وهنا من يسعى للحصول على الثقافة والتعمق فيها لذلك ينبغي لنا أن نخلط بين المستوى الرفيع العميق من الثقافة و ( التفوق ).
الشعور بالذات:
يتأثر الطلاب الموهوبين بتقدير الآباء والمدرسين والزملاء لهم عند التعامل معهم مما يخلق تفاعلات لها أثر عميق على الطالب الموهوب أكثر من غيره.
حاجات الطلاب الفائقين:
من هنا يتضح أهمية إعداد برامج خاصة للطلاب الفائقين لتنمية مواهبهم بناء على حاجاتهم والتي من أهمها توفير الآتي:
1- توفير خبرات و فرص التحدي والتنافس لصقل مواهبهم.
2- توفير خبرات تعمل كبواعث للابتكار وذلك من خلال إتاحة الفرصة لاستغلال الطاقات وحب الاستطلاع والتعبير عن الذات.
3- توفير خبرات للتجريب والمحاولة والخطأ من خلال إجراء التجارب والاشتراك في أنشطة.
4- التفاعل مع مستويات كثيرة ومختلفة من الناس كلما أمكن حيث أنه من الخطأ عزل الموهوبين إذ يؤدى هذا إلى ضيق الأفق وكبت التفكير.
5- خبرات الفهم لمختلف المستويات من البشر.
6- توفير نماذج لحياة الكبار والنابغين والقادة.
7- الحاجة للحب والاحترام لأن الشعور بالرفض أو عدم التقبل الرغبة في الابتكار.
دور المعلم في التعامل مع الفائقين.
يجب على المعلم عند التعامل مع الفائقين أن يراعى الأتي.
1- أن يبحث عن الموهبة فى جميع التلاميذ ولا يركز على الفئة البارزة منهم فربما يكون هناك موهوبون في انتظار الفرصة.
2- أن يطور أسلوب تدريسه باستمرار ويقدم خبرات جديدة تناسب المواهب المختلفة للتلاميذ.
3- أن يحافظ على قدرات الفائقين وينميها ويثبتهم عليها.
مهارات المعلم للتعامل مع الفائقين.
ويحتاج توفير ما سبق إلى توافر مهارات معينة فى المعلم ليسهل عليه التعامل مع الفائقين هذه المهارات:
1- مهارة التعرف على الموهبة وجوانب التفوق وفهم الجوانب المختلفة وطرق استثمارها.
2- المرونة والتهيؤ المستمر للموقف غير المتوقعة وعدم الاعتماد على نظام موحد فى التعامل والتدريس للتلاميذ.
3- مهارة المناقشة وإدارة الحوار.
4- الشعور بعدم التهديد بمعنى ألا يشعر المعلم بأن الطالب الفائق يشكل تهديدا للمعلم وإيذاء لذلك يقوم المعلم بإعداد درسه إعداد عمليا جيدا حتى يمكنه الرد على تساؤلات الطالب الفائق.
5- الفطنة وحضور البديهة.
6- التعليم المستمر والتفاعل مع التلاميذ.
7- الحكم الناضج وروح القيادة في التعامل مع الجامعات للموازنة بين حاجات الفرد والجماعة والتغلب على المشكلات والمشاحنات والتنافس الزائد.
برامج الفائقين:
مما سبق يتضح مدى أهمية إعداد برامج خاصة للطلاب الفائقين لتنمية مواهبهم بناءا على احتياجاتهم.
ويتميز البرنامج المقدم للطلاب الفائقين باحتوائه: -
يجب توفير المرونة فى إجراءات التدريس والنظام المدرسي بوجه عام لأن النظم التقليدية الجامدة لا تناسب حاجات الفائقين، كذلك تنوع إجراءات التدريس وأساليبه لتستشير طاقات الفائقين.
1- أساليب تقويم متنوعة: ينبغي أن يتوفر لدى المدرسة معايير وأساليب تقويم وأدوات قياس مختلفة لقياس مستويات مختلفة من التفكير وعدم الاقتصار على اختبارات نوعية محددة كاختبار الذكاء مثلا بحيث تتناسب هذه المقاييس حاجات الفائقين ومجالات تفوقهم وقدراتهم العقلية المختلفة.
2- مصادر التعلم: يجب أن توفر البيئة التربوية جميع ما يلزم الفائق لتكون حصيلة علمية وثقافية وذلك عن طريق تنوع مصادر المعرفة من كتب ومجلات وأفلام علمية ورحلات وندوات ومناقشات. . الخ.
3- الإدارة المدرسية: لابد من وجود أشخاص أكفاء يتمتعون بروح الابتكار ويشجعونها من الإداريين والمدرسين لأن الطالب الفائق في حاجة دائمة لفرص تمكنه من التعبير عن ابتكاريته في النشاط والعمل والتوجيه فى مختلف النواحي والاهتمامات.
4- التقدير: الفرص المناسبة لتقدير إنجازات الفائق من أهم العوامل في تنمية مواهبه وقدراته بشرط ألا يؤدى الإفراط فى التقدير لخلق مشكلات بين التلاميذ أو يؤدى للغرور والتسيب.
5- التسامح والحرية: يجب إتاحة الفرصة للتلميذ للاكتشاف والعمل مع توضيح الفرق بين الحرية الموجهة والحرية المطلقة والتنبيه على أن الحرية حق لا ينبغي إساءة استخدامه.
6- المرونة: أن يتسم البرنامج بالمرونة حتى يمكن القيام بأعمال استقلالية تمنح الموهوب فرصة الاعتماد على النفس وتنمى لديه التنظيم الذاتى لأن البرامج المفيدة تضيق الخناق على الطلاب الفائقين والمرونة أيضا فى الوقت لأن عملية الانضباط الزائد في جدول الحصص يعوق ويحد من فرص النمو للفائقين حيث يحتاج الفائق وقت أكبر لإنجاز عمله، وكذلك المرونة فى المكان فلا يلزم بحجرة الفصل فقط الاهتمام بالأنشطة خارج أسوار الفصل والمدرسة.
يضاف إلى ما سبق مراعاة طبيعة مرحلة النمو وأثرها على الطالب نفسيا وجسميا وانفعاليا ومراعاة حساسية الطالب الفائق الزائد تجاه المشكلات والتغيرات الاجتماعية والخاصة به مما يجعله في حاجة الاهتمام بالشعر والأدب والموسيقى كذلك ينبغي مراعاة الوعي الأخلاقي في المجتمع الذي يتغير ويتطور سريعا.
مراحل عمل برنامج الفائقين.
يمر عمل برنامج الفائق بثلاث مراحل.
1-فهم عملية تعيين الفائقين ودراسة الأهداف.
2-تخطيط الأنشطة التى تساعد على التعرف على الفائقين والأنشطة المحفزة للإنجاز
3-تخطيط محتوى البرنامج لتنمية القدرات والموهبة وتوفير مصادر المعرفة والتطوير المستمر لأساليب التقويم والتدريس والوسائل التعليمية وقد أثبتت الدراسات التى أجراها (كنجزلى kingsley ) ان الطلاب الموهوبين إذا درسوا البرامج الموجهة للطلاب العاديين دون معاملة خاصة فإنهم لا يستغلون ألا 40% من طاقتهم وقدراتهم فى حين يستغل العاديون 80% من قدرتهم.
ساحة النقاش