العنصر الثاني من العناصر المؤثرة على تدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية هو التلميذ، فالمعلم حين يدخل حجرة الفصل يتعامل مع مجموعة من التلاميذ من نوعيات مختلفة تختلف في مستوى التحصيل والذكاء والتفكير، هذا الاختلاف يمكن أن نطلق عليه الفروق الفردية، وتتنوع هذه الفروق فى الكم والكيف من فرد لأخر، والمعلم الواعي هو الذي يتوقع وجود هذه الفروق ويخطط للتعامل معها ومعرفة أسبابها واستثمارها.
وهنا تأتى أهمية دراسة علم النفس حيث تعطى صورة واضحة لخصائص التلاميذ في المراحل العمرية المختلفة خاصة مرحلة المراهقة التي يكون فيها التلاميذ مزيج من الانفعالات المتضاربة المختلفة والمعلم الواعي هو القادر على النفاذ إلى داخل التلاميذ لمعرفة خصائصهم المختلفة لتحديد كيفية التعامل معها وذلك بإقامة علاقة طيبة معهم وكسب ثقفتهم وتوجيههم الجهة السليمة واستغلال طاقتهم الاستغلال الأمثل. وتعتبر عملية التشخيص أو المعرفة خصائص التلاميذ وحاجتهم من أصعب المهام التي يقوم بها المعلم وأكثرها تعقيدا. إلا أن نتائجها مثمرة للغاية لكل من المعلم والتلميذ.
ويعد فهم المعلم وشخصية تخطيط المعلم للخبرات التي يمكن أن تسهم في عملية إشباع الحاجات خاصة أن التلاميذ يختلفون في حاجتهم كما وكيفا ويختلفون تبعا لذلك في الوسائل التي تشبع بها هذه الحاجات ويمكن إعطاء نموذجين للتلميذ الفائق والتلميذ بطئ التعلم بوضعهما قطبين لما يمكن أن تكون عليه الفروق الفردية بين تلاميذ الفصل حيث إن الغالبية العظمى تكون من متوسطي التعلم أما الفائق وبطئ التعلم فيحتجان لجهد خاص ومعاملة خاصة لذا يجب الإشارة إليهم.
ساحة النقاش