الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

خصائص المفهوم:

يتميز المفهوم بالآتى:

التمييز: وتعنى تلك الخاصية أن المفهوم يميز من خلال السمات التى يشتمل عليها بين مفهوم وغيره، فنقول مثلا في النحو: إن كلمة " لم يقوموا " مثال على الأفعال الخمسة فى حالة الجزم وأنها مجزومة وعلامة الجزم حذف النون. فى حين أن كلمة " قاموا " ليست مثالا على الأفعال الخمسة وإن كانت مشتملة على واو الجماعة كالكلمة السابقة ؛ لأنها افتقدت سمة من السمات المميزة للمفهوم وهى أنها ليست فعلا مضارعا.

التعميم: ومن الخصائص التى يتميز بها المفهوم: التعميم بمعنى إمكان تطبيق الحالات الفردية على الحالات العامة فالفعل " كتب " فعل ماض وخصائصه المميزة: دلالته على الحدث، وحدوثه فى زمن الماضى. وكل ما كان كذلك يعمم عليه الحكم ويصبح مثالا على مفهوم الفعل الماضى ولهذا نقول: إن هذه الأفعال الآتية أفعال ماضية ( قام – سعى – صام – صلى ).

 التجريد أو الرمزية: وتعنى هذه الخاصية أن المفهوم مجرد غير محسوس، يرمز له بمجموعة من السمات المجردة للدلالة عليه كالأمثلة التى قدمنا فكلها أمثلة لأشياء مجردة. وهذه الخاصية هى ما يضفى على المفاهيم النحوية بعض الصعوبة.

تمثل المفاهيم بنية المعرفة، ومنذ الستينيات من القرن العشرين، بدأ التربويون وأساتذة الموضوعات الأكاديمية يؤكدون على أهمية المفاهيم، وأهمية تعليم بنية المادة التعليمية، وطريقة التفكير والبحث فيها. وبناء على ذلك، أعيدت صياغة الكثير من الموضوعات بحيث ضممت حول مجموعات من المفاهيم المحورية.

فالمفاهيم يجب أن تكون المحور المنظم لمعظم المناهج الدراسية وليس الحقائق والمعلومات. وتوجه المفاهيم وعناقيد المفاهيم الإدراك وتمكّن الإنسان من تصنيف وتقويم المعلومات، ومن تفسير الخبرة والتوصل إلى الاستنتاجات مما يمكنه من بناء مخططات عقلية (Schemes)

إن الطفل يكتسب اللغة في السنوات الأولي من عمره ويمر تطور النمو اللغوي منذ الولادة

وتستمر لما بعد العام السادس بقليل، وتعتبر البيئة المحيطة بالطفل من العوامل المؤثرة لاكتساب اللغة، ونظراً لأهمية دور الأسرة يجب مساعدة الطفل في المنزل (أثناء التفاعل اليومي معه) لتحفيز نمو اللغة لديه.

عند التفاعل مع الطفل يجب:

- اختيار الوقت المناسب.

- مواجهه الطفل أثناء الجلوس.

- التحدث ببطء.

- التركيز علي تعبيرات الوجه لتوصيل المعنى.

- الحديث عن “الآن” 

وفي ضوء ما سبق:

<!--يجب ألا نترك الطفل وحيداً لفترات طويلة أمام التليفزيون أو مع الخدم. بل من الأفضل أن يتواجد مع أفراد أسرته ويتفاعل معهم.

<!--اختيار أنشطة ولعب محببة للطفل ومن الأفضل مشاركته هذه الأنشطة.

<!--محاولة جذب انتباه الطفل حين التحدث إليه والاستجابة لجميع محاولاته للاتصال (لفظية أو غير لفظية).  

<!-- التوقف من فترة لأخرى حين التحدث مع الطفل لنسمح له بالاستيعاب واعطاؤه فرصة للرد.

<!--تسمية الأشياء المحيطة ببيئة الطفل.

<!--التعليق علي ما يقوم بفعله الطفل من خلال الحياة اليومية (مثلا أثناء الطعام – ارتداء الملابس ……)  وذلك باستخدام كلمات واضحة وسهلة وجمل قصيرة.

<!-- يجب تشجيع الطفل علي إصدار الأصوات والكلمات وتشجعيه بصورة ثابتة علي محاولته للنطق.

<!--تصحيح الكلمة التي تم نطقها بصورة غير صحيحة وتكرارها.

<!--مساعدة الطفل علي طلب الأشياء وعدم الاستجابة الفورية لإشارته للشيء الذي يريده بل من الأفضل أن نسأل الطفل (ماذا تريد ؟…. تريد…. )

<!--حين يبدأ الطفل في زيادة الحصيلة اللغوية وإصدار جمل يجب زيادة طول الجملة(بإضافة كلمة أو فعل أو وصف) إلي الكلمة التي تم نطقها.
    وأخيراً وكلما تعرض الطفل للتفاعل مع أسرته والأطفال في مثل سنه
 كلما زادت حصيلته اللغوية والمهارات الاجتماعية لديه.

 وتسير تنمية المفاهيم جنباً إلى جنب مع تنمية القاعدة المعرفية لدى المتعلم، فالتفسير والمقارنة والتصنيف ثلاثة مكونات جوهرية لتنمية المفاهيم، ويضيف أن على المعلم تيسير عملية اكتساب الطلاب للمفاهيم ومراقبة عدد ودرجة صعوبة المفاهيم التي ينبغي اكتسابها بما يضمن استيعاب الطلاب لها، وتعميقها لديهم، وتجنب سوء الفهم الذي قد ينجم عن الخلط بين مجرد تذكر الكلمة التي تمثل عنوان المفهوم وفهم مضمون المفهوم وخصائصه.

فعملية تكوين المفهوم عملية معقدة تتطلب من المعلم تهيئة البيئة التعليمية بصورة تدفع الطالب إلى إدراك العلاقات بين أشياء وحوادث منفصلة كي يكون معنى منها، فتلك الأشياء والحوادث والحقائق بوجه عام لا تقدم معنى في ذاتها وهي منفصلة، ولكن الطالب يكون معنى من خلال إدراك العلاقات فيما بينها.

إن الدعم النظري والعملي يدعم أهمية التعليم والتعلم من خلال المفاهيم، و سبب هذا الدعم يعود إلى ربط عمليات تطور واكتساب المفهوم بكيفية عمل الدماغ؛ فقد أظهرت بحوث علماء التربية من مثل بياجيه وبرونر وأوزوبيل وتابا وجاردنر وغيرهم كيفية تطور التفكير المفهومي لدى المتعلمين، وكيف أن طرقا محددة لتعليم المفهوم ذات تأثير كبير في عمليات التعلم، وقد ربط أولئك الخبراء في دراساتهم بين المفاهيم والمستويات العليا من التفكير؛ حيث إن تعلم المفهوم أكبر من تصنيف الأشياء ووضعها ضمن قوائم متميزة، كما أنها أكبر من تعلم كلمات جديدة ومسميات محددة وتطبيقها على مجموعات الأفكار والأشياء فتعلم المفهوم يعني بشكل جوهري بعمليات البناء المعرفي وتنظيم المعلومات ضمن بنية عقلية شاملة ومحددة.

ويمكن تلخيص أهمية تدريس المفاهيم في الجوانب الآتية:

- تيسر فهم المادة العلمية وتوضحها من خلا لتجنب التركيز على التفصيلات الجزئية.

- تحفز عملية تطور النمو الذهني وتطور مهارات التفكير.

- تساعد الطلاب في مواجهة المشكلات والعمل على بحث الحلول لها.

- تعد خطوة منطقية ومقدمة إلى بناء المبادئ والتعميمات.

- يسهل استدعاءها من الطالب كما أن بقاءها يستمر لمدة طويلة لديه مقارنة بالحقائق.

لقد شهدت الدراسات الحديثة اهتماما كبيرا بأساسيات العلم التي تعنى بدراسة المفاهيم والمبادئ, التي يمكن على ضوئها فهم العديد من الحقائق وتطوير النظم التعليمية.

وهناك فوائد عديدة يجنيها التلاميذ عند استخدام المفاهيم العلمية, فنجد في مادة علوم الطبيعة والحياة تشبه المفاهيم خرائط الطرق للعالم الطبيعي الذي نعيش فيه, وتؤدي إلى المساهمة الفعالة في تعلم التلاميذ بصورة سليمة. إنها بمثابة عملة نقدية ثابتة القيمة للعمليات الذهنية, وتبقى بالنسبة للتلميذ وثيقة الصلة بالحياة التي يحياها.

وتساعد المفاهيم التلاميذ على التعامل بفاعلية أيضا مع المشكلات الطبيعية والاجتماعية للبيئة, وذلك عن طريق تخفيفها للأجزاء التي يمكن التحكم بها, وهنا تساعدنا المفاهيم على تسهيل وتنظيم عدد لا يحصى من الملاحظات, أو المدركات الحسية, إنها تقلل من ضرورة إعادة التعلم, فما إن يتعلم التلميذ المفهوم حتى يستطيع تطبيقه مرات ومرات في عدد كبير من المواقف التعليمية المتشابهة (التعميم) دون الحاجة إلى تعلمه من جديد. وتساهم المفاهيم كذلك في حل بعض صعوبات التعلم, خلال انتقال التلاميذ من صف إلى آخر, أو من مستوى تعليمي إلى آخر, فما يأتي أولا يخدم كنقطة ارتكاز Stepping Satone, لما سيأتي بعد ذلك. وتقدم المفاهيم وجهة نظر واحدة للحقيقة أو الواقع أيضا, وهي تستخدم في الغالب لكي تحدد لنا عالمنا الذي نعيش فيه, حيث لا نستطيع أن نفكر, أو ندرك الأمور بدونها، وفوق ذلك لا نستطيع الاتصال بالآخرين, أو إقامة مجتمع سليم, أو إنجاز النشاطات المختلفة في غياب هذه المفاهيم, إذ يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بالقدرة على فهم المفاهيم واستخدامها.

وتعتبر المفاهيم من الأدوات المهمة أيضا في طريقة التدريس بالاستقصاء (InquiryTeaching), لأنها تؤدي إلى طرح الأسئلة ذات العلاقة بتجربة ما, أو بمعلومات أو بيانات ما, من أجل جعلها ذات معنى, كما تعمل أيضا على تنظيم المعلومات المتباينة وتصنيفها تحت رتب, أو أنماط معينة لتوضيح العلاقات المتبادلة وجعلها ذات معنى, ولا تمثل المفاهيم في هذه الحالة المعرفة فقط, بل وتنتجها أيضا.

وتساعد المفاهيم كذلك على تنظيم الخبرة العقلية, حيث يقرأ الأفراد المعلومات, ويمرون بالخبرات العديدة في حياتهم اليومية, وقد تكون هذه الخبرات مباشرة أو غير مباشرة عن طريق استخدام الوسائل التعليمية, والكتب المختلفة, والمحادثة وأسلوب المناقشة. وتمثل الوسيلة التي يمكن بها تنظيم هذه الخبرات العديدة في تشكيلها حول مفاهيم محددة.

كذلك تساعد المفاهيم على البحث عن طريق معلومات, وخبرات إضافية وفي تنظيم الخبرات التعليمية ضمن أنماط معينة تسمح بالتنبؤ بالعلاقات المتطورة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1178 مشاهدة
نشرت فى 13 ديسمبر 2021 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,675,770