فضيلة السيخ دردير محمد خليل عبد المنعم من مواليد العديسات قبلى 11/ 5 1980
يقول الله الحي القيوم سبحانه وتعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186) }(آل عمران ) .
ويقول الله المحيي المميت جل جلاله : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} ( ، الفجر ) .
في الذكرى السنوية الأولى لوفاة والدي رحمه الله ، تستحضرني هذه الكلمات بطعم الحزن والأسى والفرح و الرضا بقضاء الله وقدره :
أبي ها قد أكملت اليوم سنة كاملة وأنت تحت التراب .. لقد غاب جسدك الطاهر عن الزوجة والأحباب، الأبناء والأصحاب .. فيفــتــقــدك منزلك والحارة، وبيت الله و والدكان ؛وأشجار اللوز والزيتون ؛ والنحل العسل الذي أحببته وأحبك ….نعم….احتجبت تمام الاحتجاب .. فلبيت نداء ربك العلي القدير ، المحيي المميت فانتقلت لجواره بعد إيمان و حسن عبادة وصيام وحج وقيام وابتعدت عنا بعد الاقتراب .. فالله نسال لك العفو والرحمة والغفران بعد أن عشت حقبة من الأحقاب وأنجبت ذرية صالحة إن شاء الله من البنين والبنات
فآنسابت الدموع بعدك من العيون غزيرة لابتعادك عن الأهل والأحباب .. فأنت يا ابي وأجدادي وجداتي ، وأعمامي وعماتي ، ومعظم السابقون ونحن اللاحقون ومصيرنا إلى التراب .. فالأرض التي أحببتها وجاهدت من أجلها وحافظت عليها ، يا أبي الكريم في قريتك قد ضمت رفاتك وأصبحت أعضائك وأطرافك في ثناياها تراب في تراب .. من تحتك تراب ومن فوقك تراب ومن جانبيك ومن الجهات الأربع والسقف ، تراب وتراب .. فتوحد جسدك بالتراب المقدس إلى جوار إخوتك ووالدك ووالدتك وأجدادك وقرب قبر أختي التي سبقتك بسنين عديدة .. ونُحنُ الحنين والشوق الكبير إليك ونتذكر كلامك وهمتك العالية وصبرك على نوائب الدهر والكلوم والهموم والشجون والمرض فنلت الأجر والثواب .. فهذا هو مصير الإنسان حياة ثم موت ثم بعث لملاقاة ربه يوم الحساب ، فنحن الآن لا نستطيع إلا أن نهديك بعض السور القرآنية المجيدة من الكتاب المقدس والذي كنت تحبه أكثر من نفسك ؛ ولا نملك لك إلا الدعاء ثم الدعاء …….. والجميع من أبناءك ذكورا وإناثا ، يذكرك بالحسنى ، فأأنا أتوق إليك يا أعز الأحباب .. فكم بكيتك وترحمت عليك بالليل والنهارودعوت ربي وربك ليغفر لك ويدخلك في .في جنة الفردس الأعلى.مع النبيين والصديقين والشهداء
والدي العزيز يا أعز الأهل والأقارب والأصحاب .. يا صاحب العطف والحنان ، والقول الرنان المجاب …. لقد كنت واصلا للرحم والأرحام ، استجابة لحكم الله العزيز الوهاب .. وامتثالا للمصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أول الأحباب .. كما كنت دائم العبادة لله الواحد القهار ، ومناديا بتحقيق الحقوق الإسلامية للجميع بلا استثناء ، رغم جميع الفتن والصعاب ..ودعوت لوحدانية الله , ولم تهب إلا الله الواحد القهار .. وعمرت الأرض ، وعمرت المساجد الإسلامية وكنت المسلم الأواب .. ودائم الإنفاق في سبيل الله بجميع الاتجاهات ومعزٍ مواسٍ للأصحاب .. يا مقرض المحتاجين والمعسرين وقت الحاجة ،لتمكين الحياة الصعبة للقريب والأغراب .. يا من كنت فلاحا طيبا بسيطا جديا بين الصحبة و.والأحباب
. لا ولم ولن ننساك حيا في نفوسنا في الذهاب والإياب ، ما بقيت الأرواح فينا لن ننساك.. فقد ربيتنا بالود والمحبة والمودة والإيثار ونهيتنا عن الغضب ، وحرضتنا على كظم الغيظ والصبر ، حين يعز الخطاب .. فبذلت الجهد تلو الجهد لرعايتنا ، وحرصت على تربيتنا وتعليمنا ذكورا وإناثا دون ٱستثناء فجزاك الله عنا الفردوس الأعلى يا أغلى أب ..
والدي الغالي .ندعو الله أن يغفر لك ويرحمك الرحمة الواسعة ويسكنك فسيح الجنان.
حبيبي الغالي..لقد تركت لنا ورثة من الأرض والأشجار المثمرة ورفضت بيع أي منها لتورثها لأبنائك الأحباب .. فسلام ربي ورحمته عليك يا والدي ،، فالموت نعمة كبرى أيضا من نعم الله وأن يجد الإنسان أناس يصلون عليه ويترحمون عليه ويوارونه التراب .. ومن نعم المولى كذلك الموت على الفطرة الإسلامية مؤمنا تقيا بسمعة طيبة بين أهلك وأصحابك..كما كنت تتمنى دائما ؛ وسلمت الروح لبارئها وأنت ثابت ومبتهج للقاء ربك فطوبا لروح صعدت إلى السماء وآخر كلامها من الدنيا هي تلاوة القرآن ثم الشهادة ……لقد رحلت روحك المسلمة عنا وغاب بدنك الطيب عنا منذ سنة طويلة وعديدة الشهور والأيام ، ولكنها قصيرة مرت كمر السحاب .. فطوبى لروحك الطيبة الطاهرة ..
لقد تركت دارا بنيتها بعرق جبينك ، وعشنا بها سوية سنوات وسنوات من العمر فبقيت موحشة مليئة بعد الغياب ..
يا أبي الغائب عنا بجسده الباقي فينا بروحه الطيبة
فطب نوما في نومك في حياة البرزخ المؤقتة ، بعدما قضيت 72 عاما( 41 19 – 2013 ) في الحياة الدنيا بين الأهل والأحباب والأصدقاء ، وسيأتي يوم البعث العظيم لنلتقي جميعا بانتظار دخول الجنة إن شاء الله رب العالمين ، بصحبة رسول الله المصطفى الذي زرته في قبره بالمسجد النبوي الشريف ثلاث مرات تقبلها الله منك ياغالي،،.
. والله نسال أن يدرجك في قوائم المحسنين المتقين والشهداء .. فنم قرير العين يا أفضل أب بين الآباء .. لقد كنت أبياً وتحبنا حبا جما حتى وافتك المنية بعد عصر ذات يوم الذي كان يوم الثلاثاء .. 15 صفر الخير 1435 هجرية؛ والموافق ل 17 دجنبر 2013ميلادية ، فغسلوك وكفنوك في ذات الليلة؛وقرأوا عليك القرآن الذي كان لا يفارق لسانك والذي قرأته بنفسك لنفسك بثبات تام وأنت تحتظر؛فقد خيرك آبن أختك ماذا نقرأ لك ياخالي ؟؟؟؟؟؟ فأجبته فلنقرأ سورة يس و نعم لقد قرأتها كاملة كما يجب أن تقرأ بقواعدها التامة دون تلعثم لأنها طبعا راسخة في صدرك أما ٱبن أختك فيقرأ معك وهو يتصحف المصحف الشريف ؛ثم طلبت أن تقرأ معه سورة الملك فقرأت نصفها ثم فاضت روحك الطاهرة إلى الباري عز وجل
فحملوك في الغد إلى المسجد الذي كنت تفضله فصلوا عليك هناك صلاة الظهر؛ .. نعم لقد صلواعليك كما كنت تصلى على غيرك السابقين من الموتى تقبل الله منك كل خطوة خطوتها في سبيله ثم إلى مقبرة قريتنا لتوارى الثرى هناك في ظهر يوم الأربعاء فليرحمك الله ياخير أب وناصح لنا ؛ وأوفى صديق للجميع ؛ وأكرم جار لكل سكان القرية
فلن ننساك من الدعاء .. لن ننساك من الدعاء .. لن ننساك من الدعاء .. ونرسل لك هدية قرآنية ، فالفاتحة والدعاء والصدقة الجارية والعلم النافع ، والابن الصالح ، فنعم الهدية والإهداء .. فنم قرير العين حتى نلقاك بإذن الله؛ بانتظار نفخة الصور العظيم من إسرافيل للبعث الأكيد بأمر الله الإله الواحد في الأرض والسماء .. يوم يحشر الله جميع الخلائق بالأرض المقدسة ، أرض المحشر والمنشر
ساحة النقاش