التوحد طاعون العصر

يزداد معدل تشخيص التوحد بشكل عام في المجتمعات حسب الدراسات المنشورة مع مرور الوقت وهنا يمكن لنا أن نتساءل هل التوحد في ازدياد؟
في بداية السبعينات من القرن الماضي كانت الإحصائيات حول مدى انتشار التوحد تدور حول الرقم 1 الى 2 لكل 3000 نسمة وفي فترة الثمانينات كان الرقم 1 الى1000 وفي بعض البلدان 2 الى 1000بعد ذلك ازدادت النسبة بمعدلات مرتفعة في جميع البلدان ففىالولايات المتّحدة الأمريكية وفى ولاية كاليفورنيا بالتحديد تم تشخيص 21,669 حالة توحد بين الأطفالمن عمر 6 الى 11 سنة في عام 1996 فقط وفي عام 2001 تم تشخيص 64,096 حالة توحد بين الأطفال من نفس الفئة العمرية وفي عام 2005 تم تشخيص 110,529 حالة توحد بين الأطفال من نفس الفئة ويرى العديد من الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية أن الكشف المبكر عن المرض وإدخال الحالات الخفيفة ضمن تصنيف التوحد هو السبب الرئيسي لزيادة عدد أطفال التوحد. لكن عند تقييم هذا الإدعاء من قبل الدكتور هيترز-بيتشيوتو من جامعة كاليفورينا وجد أن عدد أطفال التوحد الأصغر من خمس سنوات قد ازداد الكشف السنوي للتوحد من نسبة 0.8 سنوياً لكل 10.000 طفل عام 1990 إلى 11.2 عام 2006. وارتفع التعداد السكاني لأطفال التوحد من 6.2 لكل 10.000 عام 1990 إلى 42.5 عام 2006.وعند مراجعة الحالات القديمة بين عامي 1990 و1996، وجدت الدراسة أن الزيادة التي أثرت عليها إضافة الحالات الخفيفة تراوحت بين 54% إلى 61%.إن تغير عمرالكشف عن التوحد يفسر زيادة 12% من الحالات فقط ، كما يفسر إضافة الحالات الخفيفة نسبة 56% من الزيادة. لذا يشدد الباحثون على ان الزيادة الباقية قد تكون حقيقية، ويقول الدكتور هيترز” حان الأوان للبحث عن العوامل البيئية المسئولة عن الزيادة الهامة في التوحد في كاليفورنيا”.
وأخيرا قد يكون سبب هذا التضارب راجعا إلى خطأ في التشخيص واختلاف في عمر الطفل موضوع الدراسة .
وفى الدنمارك ذكرت دراسة نشرت في عام 2003 ان هناك ارتفاع في نسبة انتشار التوحد منذ عام 1990 ففي هذا العام كانت النسبة 0.5 حالة لكل 10,000طفل وفي عام 2000 كانت النتيجة 4.5 حالة لكل 10,000 طفل اما في الصين وفى دراسة في هونج كونج نشرت عام 2008 كانت نسبة انتشار طيف التوحد 1.68 لكل 1000 من الأطفال تحت عمر 15 سنة وقريب من ذلك الرقم في استراليا.