موقع الأستاذ / خالد مطهر العدواني

يهتم الموقع بالموضوعات المتعلقة بالتربية والتعليم

الأمــــومــــــــــة ... والأيتـــــــــام الجــــــــــدد

بقلم / خالد مطهر العدواني

الأسرة هي النواة الأساسية التي يتخرج منها جيل المستقبل ، فإذا كانت الأسرة على قدر كبير من الاهتمام والتربية فإنها سوف تخرج جيل صالح من الشباب والشابات وكذلك العكس إذا كانت الأسرة مستهترة غير مبالية بأهمية دورها في تنشأت الجيل .. فالأسرة هي مركز التدريب على العلاقات الاجتماعية وتختلف هذا التدريب من أسرة إلى أخرى ومن مجتمع لأخر فنجد مثلاً أن الأسرة في الدول الغربية الكافرة قد نحت منحى فرويد في نظريته الجنسية حيث قرأ العلاقات الأسرية قراءة جنسية وبنت الأسرة هناك علاقاتها على أساس الجنس وأصبحت الأسرة في الغرب منحلة لأسباب لم تعد خافية ، والاقتصار على علاقات جنسية إباحية موقوتة ، قد تتجاوز إلى استخدام الحيوانات تحت عنوان الصداقة ، وذلك خلاف الأسرة المسلمة التي تعد النواة الأساسية لتربية الجيل تحكمها علاقات اجتماعية سليمة ..

إلا أنه وفي واقعنا المعاصر قد لا نجد هناك فرق كبير من حيث النتائج التي تخرج بها الأسرة بين الأسرة الغربية وأسرة ما تزال ترتبط بعقد شرعي لكنها تقتصر على علاقات الجنس !! أما مسؤولية الأمومة والطفولة والأبوة وما إلى ذلك فهي تسير إلى الضياع على يد الأم البديلة سواء كان الشارع أو الخادمة أو الجيران أو الحضانه ، على الرغم مما يترتب على ذلك من مخاطر لغوية ونفسية وصحية واقتصادية وأمنية ، لا تدرك بسهولة ، وعند ظهورها وإدراكها تصعب معالجتها ..

فنتج عن ذلك ما يسمى ( بالأيتام الجدد ) ، فالأطفال اليوم في كثير من بيوتنا هم أيتام ، أو هم الأيتام الجدد ، على الرغم من وجود أبوين من الناحية الشكلية لا يدرون عنهم شيئاً ويتركونهم للجيران أو للشارع أو للتلفاز وغيرها من وسائل الإعلام الهابطة ، الأب مشغول في عمله ليل نهار ، تاركاً تربية الأبناء على الأم التي هي الأخرى لا تحسن التعامل مع أطفالها وقد تكون مشغولة بالحديث مع صديقاتها أو أمام التلفاز أو أنها قد تكون تعمل أصلاً خارج البيت تاركه أبناءها إما مسجونين داخل البيت عند التلفاز والإنترنت أو الألعاب التي تدمرهم عقلياً ونفسياً أو تتركهم للشارع وما أدراك مالشارع وكيف يكون من رباه الشارع .

ومع ذلك كله لا يزال الكثير منا لا يعتبر عكوف المرأة للأمومة والرضاعة والتربية عملاً ، على خطورة ذلك وأهميته ! ومن العجيب العجاب أن نفتح كليات التربية ونكتب عن أهمية التربية والتنمية واستشراق المستقبل ، ونوبخ أنفسنا بمغادرة جيل المستقبل وضياعه وندعه إلى قدره غير مدركين إلى أي مستقبل يصل إليه هذا الجيل ، لأننا نعتبر الأمومة عطالة وحبساً للمرأة وتعطيلاً لطاقاتها ونعمل على إخراج المرأة للعمل حتى في ابسط الأعمال وأشقها على حساب العمل الأخطر الذي هو تربية جيل المستقبل .

ويلقى ذلك استجابة عند المرأة ؛ لأنها أيضاً لا تدرك مهامها ومسؤولياتها في الأمومة والتربية وتعتقد – بسبب عطالتها – أنها إذا لم تعمل فسوف تتحول إلى مهمة التنظيف والطهي ..

وقد لا ترى من الأمومة إلا الانحباس في البيت والحرمان من الخروج ، لذلك قد تكون المرأة العاملة أقدر على التربية من المرأة الهامله ..

فالأمومة المطلوبة ليست في عدم الخروج من البيت ، فما فائدة القعود في البيت إذا غابت الرسالة والعلم والفهم بالمهمة والمسؤولية ؟!

وما قيمة الأم الجاهلة التي قد لا تغادر البيت وهي لا تدرك مجتمعها ومشكلاته ، ومن ثم تعد أبناءها للتعامل مع ذك المجتمع ؟ إن مثل هذه الأم لو جلست في البيت فقد يكون ضررها أكبر من نفعها ..

فالأم تسهم بل هي الأساس في تكوين جيل من الأطفال يتمتع بحنان الأمومة الساحر ، ومن ثم جيل من الشباب القوى ، يتمتع بالانتماء أسرته ، ووطنه ، وليس محروماً من ينبوع الحنان ، من صدر أمه ، ومن ثم النهوض بالمستوى الفكري لأطفال المدارس حيث أن الأم هي المسؤول الأول عن ذكاء الأطفال ومستقبلهم الفكري والثقافي ..

وأوجه نداء إلى جميع الأمهات والأباء أحسنوا التعامل مع أبنائكم امنحوهم أُبوتكم ، أدوا حقوقهم حتى لا يكونوا أيتام وأنتم موجودين بينهم ، وأنادي المجتمع عليكم بالمرأة ، اعتنوا بها ربوها تربية سليمة ، اجعلوها تعمل في مجالها الذي خلقت من أجله ، علموا نسائكم أمور دينها ودنياها ، انتبهوا للبنات فهن صانعات الأجيال في المستقبل .

  • Currently 42/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 440 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2011 بواسطة kadwany

د. خالد مطهر العدواني

kadwany
موقع شخصي يهتم بالدرجة الأساس بالعلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

642,667