موقع الأستاذ / خالد مطهر العدواني

يهتم الموقع بالموضوعات المتعلقة بالتربية والتعليم

بقلم/ خالد مطهر العدوانيلقد أصيب العالم الإسلامي اليوم بأوجاع سقيمة وألام مبرحة ، من جراء الغزو الصليبي العسكري والفكري ، حتى أصبح التناقض واضحاً جلياً بين ((  مبادئ الإسلام )) وواقع المسلمين ، ووجدنا كما يقولون مسلمين مع وقف التنفيذ ، مسلمين بحكم الاسم والولادة والموقع الجغرافي ، وانصرفنا عن الشرق المسلم إلى الغرب الكافر وخيمت علينا عُتامه في الفكر وغشاوة في البصر وانحطاط في القوى ، وأصبحت أراضينا مستعمرة ، بسبب تقاعسنا وتراخينا عن التمسك بديننا الحنيف ، والذي كان ظهوره هو أعظم ما رأى العالم من أحداث ، وأكبر فتح في تاريخ الإنسانية والبشرية جمعاء . فنرى المسلمين اليوم وقد كانوا قادة العالم بالأمس في الفكر والحضارة والثقافة يوم كانت دولتهم ، وقد أصبحوا اليوم قوماً تابعين في الفكر والثقافة الصالح منها والطالح ، وجاوز ذلك الأمر إلى تقليد تلك المجتمعات الغربية في ميادين السلوك والتصرفات والأعراف حتى لو كانت لا توافق ديننا أو مجتمعنا . فنجد المسلم منى يحمل أسم الإسلام فحسب أما تصرفاته وسلوكه فتجده يزاحم الأوربي في عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وذلك من خلال التقليد الأعمى لهم فأصبح يقلد المظاهر الأوربية في جميع جوانب حياته المختلفة . فنرى كثيراً من الشباب العربي ، فقد توازنه النفسي وصارت تستهويه التقاليد الغربية التي يرى عليها الشباب الأوروبي وطفق يأخذ من هذا وذاك دون تمييز بين الغث والثمين ، والنافع والضار ، حتى أصبح تفكير الشباب يحفل بأفكار مشبوهة عن العلاقة بين الجنسين ، وقد وصل التقليد إلى تصفيف الشعر أو إهماله أو تركه متدلياً على الكتفين . أما بالنسبة للمرأة فقد أصبحت في بعض البلاد الإسلامية تكشف عن ساقيها إذا خرجت إلى الطريق العام أو إلى أماكن العمل ويتدلى شعرها على كتفيها ولا تبالي كما تفعل الأوربيات ، لا تحس بمقت من مجتمع أو نهي من دين أو إرشاد من ولي أو زوج . وصارت المرأة تتعلل بسنة التطور وغاب عنها أن المجتمعات الغربية نفسها تنظر نظرة إعجاب والتقدير إلى كل امرأة ذات شخصية مستقلة وقيم أصيلة وحضارة متميزة وثقافة خاصة . من العجيب أننا نرى الراهبة في أوربا أو في الشرق فخورة بدينها ترتدي زياً متأنقاً يستر كل البدن ولا يكشف إلا عن الوجه والكفين ، ولا تكشف أبداً عن ساقيها ، رداؤها يحجب عنها كل نظرة خبيثة ويردها على أعقابها ، وهي لذلك موضع احترام وتبجيل ممن ينتمون لدينها ، ولم يستنكر ذلك أحد أو يطالبها بأن تتحرر من زيها بدعوى الرجعية . ولقد كان لوسائل الإعلام الدور الكبير في نقل الأفكار الغربية إلى أذهان أبناء المسلمين فأصبحوا يتابعونها باستمرار ويقلدون ما وصل إليهم عبر تلك الوسائل من أفكار وتقاليد منحطة تدمر القيم النبيلة للسلام والأخلاق العالية لدى أبنائه ، فنجد أن البث المباشر ينحدر انحداراً شديداً نحو أفلام الجنس الرخيص ومشاهدة الإثارة العنيفة حتى في أفلامها التي قد تحمل لافتات وطنية أو دينية ، وأصبحت برامجها مليئة بالأفكار الغربية ، هذا بالإضافة إلى ما تلمحه عادة من الاستهزاء بالنكت اللاذعة والكاريكاتير الساخر من رجال الدين . لكم يتطلب الأمر أن تقوم الحكومات الإسلامية والمؤسسات المعنية وذوو الحاسة الإسلامية عن طريق حكوماتهم بحيازة اكثر أدوات الاتصال والإعلام تقدماً وخطراً للوصول بالكلمة والصورة إلى الأذان والأفهام حتى تستقبلها النفوس راضية ويعود المسلمون إلى دينهم ويصبحوا مسلمين بلك ما يحمله الإسلام من معاني وقيم وأخلاق ومفاهيم ، فالإسلام هو تاريخ المرحلة المقبلة والأفق الجديد للفكر الإنساني والبشرية كما يقول الفيلسوف الفرنسي المعاصر المسلم (جارودي) فنحن بحاجة إلى إنقاذ واقع المسلمين واستئصال كل رذيلة علقت به من جراء الغزو الفكري وهو ما يتطلب منا التسلح بالصبر الجميل في مجال العمل الإسلامي الجاد والذي يقع على عاتق علماء هذه الأمة وذوي الحاسة الإسلامية فيها .

  • Currently 24/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 219 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2011 بواسطة kadwany

د. خالد مطهر العدواني

kadwany
موقع شخصي يهتم بالدرجة الأساس بالعلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

619,926