لقد انتشر هذه الأيام في الأسواق وبين النساء زي ولباس جديد باسم الحجاب الإسلامي والذي يدعـى ( البالطو الفرنسي ) أو ( البالطو الحديث ) ، لكنه يختلف عمّا عرفناه وألفناه في السابق .. فهو اليوم مخصر (ضيق) من الوسط ومفتوح من الأسفل ، فأصبح يبين جميع الملامح وأجزاء الجسم ، وشفاف يكشف ما تحته من لباس أو زينة ، كما أنه مطرز بالخيوط المذهبة وأنواع مختلفة من التطريز والألوان وتكون الأكمام واسعة ومطرزة تتيح للناظر من خلالها النظر إلى أجزاء من ذراعي المرأة ، ويصاحب هذا الزي ذاك (البرقع) الذي يعصب على الرأس مبيناً حجمه وتفاصيله ويبرز مفاتن العينين لدى المرأة .. ويكمله حذاء مرتفع (شبك) ملون ومطرز ليضرب به في الأرض ويفتن به من كان فـــي قلبه مرض – من الرجال – وأصبح ذلك اللباس سفوراً وتبرجاً بدلاً من أن يكون حجاباً وتستراً !!
لقد حز في نفسي أن أرى ذاك (البالطو) المخصر الشفاف المطرز الذي يبين تقاطيع جسم المرأة وقد لبسنها بنات المسلمين ، الذين تخلوا عن حشمتهم وسترهم بعد أن كانوا أهل الغيرة والفضيلة !! وأبت غيرتي على نساء المسلمين إلا أن أشارك في تبيين خطر هذا اللباس على المرأة والمجتمع . وقد تتساءل صاحبة ذلك (البالطو) وماذا في الأمر ؟! وأين السفور فيه ؟ أليس يستر المرأة ؟ أليس هذا هو الحجاب ؟ أليس من حقنا أن نلبس (الحجاب الحديث) الذي يواكب العصر والحداثة بدلاً من ذلك الحجاب القديم ؟ ... أقول لمثل هؤلاء إن الأمر جد خطير .. لأنكِ تركتِ تعاليم الإسلام استبدلتِ بها غيرها !، ثم أين الستر هداكِ الله وأنتِ تعلمين أن هذا (البالطو ) أو العباءة ليست من صنع بلاد الإسلام ، وأن أعداء الفضيلة قد صنعوها لإغواء بناتنا وفتياتنا ؟ وذلك بما يسمى (البالطو الفرنسي ) وغيره .. ومتى كان الغرب يعرفون شروط الحجاب الإسلامي والتعاليم الإسلامية التي تخص الحجاب حتى يصنعون لنا الحجاب الإسلامي .. فلقد صنعوا لبنات المسلمين لباساً (فاضحاً) كان بديلاً للحجاب الإسلامي المشروع وذلك باسم الموضة ، والعصرنة ، وتحتج من ترتديه بأنها لا تقصد الإفساد والانحلال والانحراف ، كل ما في الأمر زينة وتقدم وعصرية وموضة جميلة .. وهي لا تعلم بأن هذا الكلام قاله غيرها قبل عشرات السنين حينما أرادوا أن يسقطوا الحجاب عن رؤوس المسلمات ، ولكن المشكلة أننا نخدع أنفسنا أو نكذب عليها ، ونظن انه بالإمكان أن نخادع الله جل وعلا .. وأتساءل هنا .. وأوجه تساؤلي هذا .. إلى صاحبة ذاك البالطو المخصر .. ألا ترين أن هذا ... البالطو الذي ترتدينه يلفت أنظار الرجال إليك ؟ بالله عليك ألم يصبح (( هذا النوع من البالطو)) بالنسبة للمرأة التي تلبسه علامة على قلة الدين وضعف الإيمان وضياع المروءة ؟ قولي بربك .. كم مرة كان سبباً في مضايقة الشباب للفتيات ؟؟ ( ألم تعلمي أن نسبة مضايقة الرجال للنساء بسب هذا اللباس تصل إلى 86% في دراسة علمية دقيقة )... بل قد يصل الأمر إلى أشد وأعظم من ذلك ، فإن الأمر قد يصل إلى ما لا تتوقعه الفتاة التي اغترت بفتنة ذلك البالطو وموضته ... ولقد صارحني بعض الشباب عندما سألتهم عن سبب ملاحقتهم بنات المسلمين ومضايقتهن بقولهم أننا لا نتعرض إلا للفتيات آلائي يلبسن البالطوهات المخصرة والمطرزة والتي تبين مفاتنهن وتقاطيع أجسامهن , وصاحبات البراقع التي يبرزن جمال العيون وصاحبات الحذاء المطرز والكعب العالي الذي يبين مفاتن القدمين ... فهن بلا شك يبحثن عن من يلاحقهن .. وقد سمعت أحد طلاب الجامعة وهو يتحدث عن البالطوهات التي ترتديها طالبات الجامعة اليوم إن هذا(البالطو) بحاجة إلى حجاب أخر ليستر ما فيه من زينة وتبرج . وغريباً حقاً حالنا , نسارع في أخذ الأوامر والنواهي من غير ديننا , وما أشد غفلتنا عن تعاليم الله تعالى لنا ، فعلى نساء المسلمين أن يتقين الله فينتهين عما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى لا يسهمن في إدباب الفساد في المسلمين وحتى لا يكّن سبباً في استجلاب العيون الخائنة والقلوب المريضة إليهن فيأثمن ويؤثّمن غيرهن ، وليتق الله أولياء الأمور من أب أو ابن أو أخ أو زوج ونحوهم ، إذ ولاّه الله أمر امرأة أن تنحرف عن الحجاب إلى السفور ومن الاحتشام إلى الاختلاط , والحذر من تقديم أطماع الدنيا وملاذ النفوس على ما هو خير وأبقى من حفظ العرض والأجر العريض في الآخرة ، كما يجب شرعاً على جميع نســـــاء المؤمنين التزام الحجاب الشرعي الســــاتر لجميع البدن – بما في ذلك الوجه والكفين – والساتر لجميع الزينة المكتسبة من الثياب وحلي وغيرها عن كل رجل أجنبي وذلك بالأدلة المتعددة من القرآن والسنّة والإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومروراً بعصر الخلافة الراشدة , فتمام القرون المفضلة مستمر العمل إلى انحلال الدولة الإسلامية إلى دويلات من منتصف القرن الرابع عشر الهجري ، ويشترط في البالطو الشرعي أن يكون كثيفاً , لا شفافاً رقيقاً وألا يكون به خاصية الالتصاق – وأن يكون واسعاً لا يبدي تقاطيع الجسم , وان لا يكون هذا البالطو زينة في نفسه , ولا بإضافة زينة ظاهرة إليــــــه مثل التطريز والزخارف والعلامات والكتابات ...فكثير من الناس تغيب عنهم مقاصد البدايات ، كما تغيب عنهم معرفة مصادرها ، كما في تجديد : ( الأزياء ) – الموضة – الفاضحة ، الهابطة فإنها من لدن : النساء اللائى خسرن أعراضهن ، فأخذن يعرضن أنفسهن بأزياء متجددة ، هي غاية في العري ، وقد شحنت بها الأسواق ، وتتبارى النساء في السبق إلى شرائها ، ولو علموا مصدرها المتعفن لتباعد عنها الذين فيهم بقية من حياء.. ففي الوقت نفسه الذي بدأت فيه المرأة في أنحاء العالم تبحث عن ذاتها بالعودة إلى الحشمة والستر والحجاب ... تحاول الكثيرات من المسلمات إيجاد المخرج والثغرات هنا وهناك ليعللن أن الحجاب ليس واجباً دينياً !! أو أن الداخل أهم من الخارج !! وبين هذه الآراء وتلك .. يتردد صوت شجي خالد إلى يوم القيامة ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) .. وأنتِ أيتها الأخت الغالية يا من تلبسين البالطو المزين وتفتنين به الرجال .. وتقولين لا أستطيع تركه ... استمري على لبسه : فالله لا يحتاجك ، أنتِ لا شيء عند الله حتى تقولين لا أستطيع تركه لله .. ولو عذبتِ في النار آلاف السنين ما ضررتِ الله في شيء ولا أنقصتِ من ملك الله شيئاً .. فالدنيا كلها لا تمثل جناح بعوضة عند الله .. فعليكِ أنتِ أن تفعلي ما يأمرك به الله ، لأنك أنتِ من يحتاج لله ، أنتِ من يحتاج رحمته ورضاه ... وأين أنتِ من ماشطة ابنت فرعون التي هددوها بحرق أبنائها بالزيت المغلي حتى تترك دينها فأبت .. فأخذوهم منها واحداً بعد الآخر وأحرقوهم أمامها وهي صامدة في سبيل الله ، حتى أخذوا منها الرضيع الذي كان يرضع منها : ورموه في القدر .. فطفت عظامه أمامها ، وهي صامدة ، حتى ماتت في سبيل الله .. وأنتِ ! ماذا قدمتِ لدينك ؟ ما الذي ضحيتِ به لأجله ؟ أنتِ ترتدين ما حرمه الله .. وتتابعين وترتدين الموضة المحرمة ثم تقولين هذه الموضة لا أستطيع تركها أو تغييرها !! الماشطة ضحت بأبنائها الأربعة وأنتِ لا تستطيعين أن تضحي بالموضة ، لا تستطيعين التخلي عن البالطو الفاضح وتلبسين الحجاب الشرعي السليم تعبداً لله وتقرباً إليه سبحانه وتعالى .. فيا بنات المسلمين .. يا أهل الغيرة والحشمة .. يا حفيدات عائشة وفاطمة ، وزينب ورقية .. احفظن على أنفسكن الستر والفضيلة ، لا يغرّنك (البالطو) المخصر والمطرز والشفاف وتلك الموضة الغربية ، وأعلمن أن الفتاة يجب عليها أن تفتح آذنها وقلبها لداعي الله ويغلقنها أمام داعي الشيطان وأعلمن إننا في بلد الحكمة والإيمان ، هذا البلد الطيب لا يقبل على أرضه إلاّ الطيب ، ولن يسمح للفساد بكل صوره أن ينشر ألوانه القاتمة على رباه الطاهرة ..
اللهم اهد فتياتنا إلى الحشمة والوقار ، وأهدهن أن يلبسن البالطو الساتر الفضفاض ، وأحفظ عليهن دينهن وأعراضهن ووفقهن إلى الخير والصلاح إنك سميع مجيب .
وللمزيد من الفائدة عن هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى كتاب ( حراسة الفضيلة ) لفضيلة الشيخ / بكر بن عبد الله أبو زيد .