كتب الباحث السياسى /مجدى منصور
الحقيقة انا بتابع ما يحدث فى فرنسا،تحديدا ما تخرجه مراكز البحث المتخصصة، هناك اتجاه تبنى "نظرية الموأمرة"(بأن تلك الاحتجاجات مرتبة من امريكا ردا على تصريحات ماكرون بإنشاء الجيش الاوروبى الموحد)، وده بيروج له المطبلتية فى الاعلام المصرى ، لكن هؤلاء ناسين أنه لا "أحد يستطيع أن يستغل الا ما هو قابل للإستغلال" بمعنى انه حتى ولو صح ذلك فالحق على السياسة الفرنسية لأنها خلقت فجوات استغلها آخرين لخدمة اهدافهم. وهناك من يرى بأن النظام الفرنسى بأكمله بحاجة لتغيير ليس فقط على مستوى الأشخاص بل والأهم على مستوى الأفكار والرؤى، وهناك فريق يجتر الماضى ليشكل الحاضر على مقاسه(وعلى رأس هولاء الديجوليين) ويقولون: ان ازمة فرنسا هى ازمة قيادة، وأن فرنسا ينقصها قيادة قوية ذات روئية ثاقبة ، يقتنع بها الفرنسيون ويؤمنون بها ويسيرون خلفها مطمئنين، ولكن هولاء ينسون بأن (ماكرون ليس حاكم لدولة من العالم الثالث قادم للحكم على الدبابة او مفروض بالوراثة، بل هو حاكم منتخب من شعبه ، وبالتالى معه شرعية الحكم التى بالفعل تأثرت وضعفت نتيجة الاحتجاجات الأخيرة) ، وهناك فريق اعمق روئية وابعد نظرة وأكثر غوصاً فى التحليل ، وهم يقولون" بأن الرأسمالية الجديدة New Liberal التى انتهجتها فرنسا منذ فترة طويلة تواجه أزمة ، والدليل أن الاحتجاجات تلك مرشحة للانتقال بقوة لعدد اخر من بلدان أوروبا ، لنفس الاسباب تقريبا وملخصها احساس أغلبية المواطنين بالظلم الاجتماعى فى بلدانهم نتيجة المحاباه الشديدة للأغنياء على حساب الفقراء ، ونتيجة لأمتيازات كبيرة للأغنياء وواجبات واعباء كثيرة وكبيرة على الفقراء ، كل ذلك سبب احتقانا يجب ازالة جذوره من المنبع بتطوير الفكر الرأسمالى.
أخيراً هناك حكمة اغريقية تقول: "أن الالهة عندما تغضب على أحد ، تسلط عليه نفسه وكفى"
أخيراً هناك حكمة اغريقية تقول: "أن الالهة عندما تغضب على أحد ، تسلط عليه نفسه وكفى"