محمد سعيد أبو النصر

قراءة القرآن في رَمَضَان الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ هُدًى وَنُورًا، وَيَسَّرَ تِلاَوَتَهُ تَيْسِيرًا. وبعد. إِنَّ الْقُرْءانَ الْكَرِيمَ كِتَابٌ مُبَارَكٌ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) وَرَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَاقْتَضَتْ حِكْمَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْءانُ فِي رمضان ،وفي الليلة المباركة وَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) الدخان : 3. وبتلاوة القرآن تَنْشَرِحُ الصُّدُورُ، وَتَسْكُنُ النُّفُوسُ، وَتَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، قَالَ تَعَالَى:( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). الرعد : 28. إِنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْءانِ تُهَذِّبُ السُّلُوكَ، وَتُحَسِّنُ الأَخْلاَقَ، وَتُقَوِّي اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ، فَمَنْ عَمِلَ بِأَوَامِرِ الْقُرْءانِ وَاجْتَنَبَ نَوَاهِيَهُ فَقَدْ تَخَلَّقَ بِخُلُقِ الْقُرْءانِ، ومَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَرَأَ الْقُرْءانَ وَتَدَبَّرَهُ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ؛ تَحَقَّقَتْ لَدَيْهِ التَّقْوَى، وَسَعِدَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَلِمَاذَا نَقْرَأُ الْقُرْءانَ أَيُّهَا الصَّائِمُونَ؟ نَقْرَأُهُ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنَا بِذَلِكَ فَقَالَ:( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءانِ) المزمل : 20. وَقَدْ وَعَدَ سُبْحَانَهُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى تَرْتِيلِ ءايَاتِ الْقُرْءانِ وَتَدَبُّرِ مَعَانِيهِ بِالأَجْرِ الْعَظِيمِ، وَالثَّوَابِ الْكَرِيمِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا، أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ (الم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي وَعِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْءانِ الْكَرِيمِ تَعُمُّ السَّكِينَةُ، وَتَتَنَزَّلُ الرَّحْمَةُ، فَالْقُرْءانُ شِفَاءٌ لِلْقُلُوبِ، وَجلاَءٌ لِلْهُمُومِ، وَذَهَابٌ لِلأَحْزَانِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء : 82. إننا نَحْرِصُ عَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْءانِ فِي رَمَضَانَ؟ لأَنَّ الْقُرْءانَ وَالصِّيَامَ يَشْفَعَانِ لِلإِنْسَانِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَيَجْتَمِعُ لَهُ الشَّفِيعَانِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :« الصِّيَامُ وَالْقُرْءانُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْءانُ: رَبِّ، إِنِّي مَنَعْتُهُ النَّومَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيُشَفَّعَانِ» رواه أحمد فاحرص على تُعَلِّم قِرَاءَة الْقُرْءانِ وَتَرْتِيلِه وَتَجْوِيدِهُ، واستثمر أَوْقَات الأَبْنَاءِ فِي تَعْلِيمِ الْقُرْءانِ وَحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ؛ وهذا لَهُ فَضْلٌ عَظِيمٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْوَالِدَيْنِ وَأَبْنَائِهِمْ. أَيُّهَا الصَّائِمُونَ: نَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمُ الصِّيَامَ وَالْقِيَامَ، وَالذِّكْرَ وَتِلاَوَةَ الْقُرْءانِ، فَاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تِلاَوَةَ كِتَابِكَ ءانَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنَّا، وَشَفِّعْ فِينَا الْقُرْءانَ وَالصِّيَامَ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. المراجع/ ينظر : دار الفتوى، بتصرف وإضافة .

janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 18 مايو 2018 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

328,793
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية