قصيدة الموصل الحدباء
ابومهدي صالح
وفيك التراب الذي صعيده التيمـمُ
وعرقك الناضحُ وضـوءه الـمـوصلُ
بكفِّــك الجامــع طـهْـــرٌ مــنارتـــهُ
فانْحـنـت نَـظْـرَةً لكـفِّــكَ الـمُقـْبــِـلُ
والـمـنارة الحــدباء رأيـتُـها عـلــماً
ترفـرفُ النّـارُ فيها كـفّــكَ الافضلُ
يلـتـفّ في عنـقـك الـمعطاء ساريةً
تلك الـمنارة ُ في حـدبائها هلهــلوا
فيها ســقاءك مُبْـتهــلٌ لهـــا بَشِـــرُ
والـــدّمُّ خارطــتها مرســومةٌ تهطـلُ
فاليــوم قـد علـــق التــرابُ في ولــهٍ
غطّــاك عاشــقـكَ الولهــان مبـتهـلُ
فـيك الصــلاة وأنــت مقْــدَمُ اليـُمنُ
وأنـت أنـت علـى ضـيّائـها مَحْمـــلُ
وانـت فخــرٌ لنـا ، والفــخر فيك لهم
بعـضٌ لبعْـضٍ عراقــنا لـها مُـكْـمِـلُ
صـافاتها زجـرٌ ، والراجــمـات بـها
صــفٌّ، كـــرامٌ بــناتـها بـها مكحلُ
ســلْ عن جــوارح نائباتها شـــخبٌ
جــرح الأحبّةِ يســري ماءَه الحنظلُ
أصـار فقْـدُ الحبيبِ فيـك تسْـلـيـةً ؟
وصـار فـيها الفـداء والـدمى مبتذلُ
لَـبّـى نــداء الحــياة نــذرهــا تـــربُ
تـيـمّـمَ الـموصـل صلاتك الـموصــلُ
نـــذرٌ علـــى دين أحمــد الذي نزفَ
فيهـا الحـياء على أقـراطها مســدلُ
كفّـي علــى كـفّــهـا مـنـارةً وعــــــلا
ورجــلك الطّــاهِــرةُ فـوقــها مشــعـلُ
لاتـكـتـبـوا في مـراثـيـكــم بأنّــه قـــد
دنـــا لنـا الـمـوت أو أتى لنا الـمقـتلُ
لنا الحسين الشهيد في الوغى مَـثَــلُ
وفــي أبــيـهِ الكــــرارُ صــوْلـةٌ أمـثــلُ
نكـيـلـهـم كــيـــل حــيــدرةً وفـالـقـــها
هـامـاً وهــاماً وخـنـدقُ الذي يحــفــلُ
وتحــت نعـلـيك قـد رجفّ الثرى وجـلاً
وما ثــريّـاك فـــى رجــيـفـها مُـمْعِــــلُ
حــنّــتْ مـلابســـك من تـرابــــها نصرُ
حـنَّـاكَ كان الـوريـــدُ نازفــاً أخـضــلُ
قصـيـدةُ الـمـوصل الحــدباء نظّـــمُها
جيـش العـراق وحشدٌ قدسه الـموصل
قد لـمْلمتْ جرْحـها الحــدباء شــامخةً
والناس صـارت وروداً فيك يامــوصــل