بقلم سيدمحمدالياسري
قد يسخر الكثير من هذا العنوان ، ربما لان المحيطين بنا يؤمنون بالله ، وقد نرى ونسمع ان بعض الناس والقلة منهم لايؤمنون بوجود الله !؟ لكن في الحقيقة الملموسة ان الذين يؤمنون بالله هم القلة ! وسنرى الارقام والحسابات لمن يريد مواصلة القراءة ، لكن مادعاني لكتابة هذه المقال ، امرأة مترفة اتاها الله خيرا وتدعو وتتضرع لله لنصرة دولتها( الامارات) ؟ وتدعو الله ان يرحم شهداء دولتها الذين قتلوا في ارض المعركة ( اليمن) تبعد عن دولتها وليس مجاورة لها بل تفصل بينهما دولة اخرى ، وكلا الدولتين ، يعبدان الله ، وكتابهما القرآن ، ونبيهما محمد ص، ودينهما الاسلام ، ودولتها مترفة بالنفط متخمة بالسعادة ، مملوءة بانواع واصناف الترف ، والتي تدعو عليها مملوءة بالفقر ، مخمصة البطن ، فما الذي دعا امرأة لم تهتم حتى بلباسها الاسلامي ، ولايظهر عليها التدين ان تكتب عن الدين لتؤيد مذهب لم تلتزم به وتسخر من مذهب لا تعرفه ؟ وفي الوقت ذاته يفتح بلدها معبدا جديدا ويفتخر به ، لعبادة البقرة ، احتراما للهنود الذين يعملون في بلدها!؟ وقد احيطت بهالة من النقاد والقرّاء يتلقفون اشعارها وكتاباتها ، وهي بالعرف امرأة مثقفة ، انها الشاعرة اسماء القاسمي ، وبكل هذه الثقافة والتي اتيحت لها مع التعليم والسفر خارج البلاد والتعايش مع مجتمع يختلفون عنها لغة وثقافة ودينا ، ترى كل هذا وهي تسخر من مذهب يتبعه ملايين من المسلمين !؟ معتقدة انها تدافع عن بلدها ضد اليمن وايران ! هذا يعني ان العرب لازالوا لا يفهمون الوطن ، وانهم لم يتخلوا عن رواسب دينية في داخلهم ، على الرغم انهم يتصورون انهم يحملون شعارا ( الدين لله والوطن للجميع )، لكنهم لم يتخلوا عن القومية ( العرق) كذلك فتراهم مرتبطين بها ارتباطا وثيقا الا انهم يتصورون ان العشائرية تخلف وهي عائلة القومية ونواتها الحية التي لاتموت ، وتراهم يحكمون ضمن مشيخة حتى في الجمهورية والفدرالية والملكية ، فاصبح الولاء للملك او الرئيس او الشيخ وأما الوطن عبارة عن مساحة يتشاجرون فيها وعليها!؟وبهذا انهم لم يجدوا انفسهم ديّانون ، ولا هم وطنيون وان كانوا يقاتلون عن الدين او الوطن!؟
الحروب اليوم التي ابتلى بها الشرق الاوسط هي ليس حروب دينية ولا طائفية ، علما ان الطائفة تعني الجماعة التي تختص بالدين كما ورد في القرآن (( ولتكن منكم طائفة)) التي فرضها الله على الامة ان تكون هناك مجموعة يهتمون بدراسة الدين ولايقاتلون كي يفسروا ويحترموا ويبعدوا الامة من الهلاك اذا شجر بينهم خلاف !؟ معلومة قد لا يرتاح لها البعض لكن هذه الحقيقة ، ان من لفظ كلمة طائفية كمصطلح سيء وانتشر بشكل كبير ، هو يعمل على افراغ الدين الاسلامي من مصطلحاته الجميلة ويحولها الى قبيحة، وان الابواق الفارغة صرحت معه وجعلت نفسها تشتم بنفسها ، أهذه سخرية الاحتلال ! ام عجز العقول من فهم مايجري حولها! ولا ابريء نفسي ، فكلنا استخدمنا الكلمة ولازلنا على ذلك !
السياسة هي التي تدير كل شيء، لا وجود للحرب من اجل الله ، مجرد الحرب تقام للدفاع عن تكتلات سياسية لاعلاقة الله بها ، لا عن قريب او بعيد ، فالعبادة في هذا الزمن لاتحتاج الى حرب ، والاسلام هو سلام ، وتعريفه الدقيق كما ورد بالحديث : المسلم من سلمت الناس من يده ولسانه . فلم يقل المسلم من سلم المسلمون او المؤمنون بالله بل ذكر كلمة الناس وهي الذكر والانثى من دون تحديد هوية المعتقد او القومية !؟ المسلم الذي اصبح بالمرتبة الثانية مع الاحصائية ان التكفيرين والمجرمين الذين يذبحون ويفجرون بالاسواق ويقتلون الناس من دون اي رحمة ، مختلفين حتى في هذه الكلمة الاسلام دين رحمة ، قد اصبح من حيث التعداد مع مجرميه الذين يفوقون المعتدلين عددا مع من كتب بالجنسية مسلم وهو يمارس طقوس الالحاد كان مرتبتهم الثاني بعد المسيحية التي اصبحت الاولى بمعدل النسب ٣١,٥٪والاسلام بمعدل ٢٣,٢٪ اي ان الاثنين هما ٥٤,٧٪ حسب التعداد الذي هو مجرد الكتابة على جنسية المولود انه مسلم ويبقى يحمل هذه الصفة على الرغم ان المعتقد عندما يكبر يتغير!؟ اي ان المسحيين عددهم ٢,٢ مليار والمسلمين عددهم ١,٦ مليار اي مجموعهما ٣,٨ مليار مع النسب الاخرى التي بدأت بالتناقص كاليهود الذي كان عددهم ١٧ مليون في عام ١٩٦٦وتناقصوا الى ١٤ مليون في عام ٢٠١٣ من دون حروب او ابادة جماعية!؟ هذا التعداد من ٧مليار من تعداد سكان المعمورة، كما ان المسلمين الزيادة التي فيهم هي عن طريق التناسل ، فلاوجود بنسب عالية كما هو الزيادة في المسيحية التي تأتي عن طريق التبشير اذ يعتنق المسيحية حسب اخراحصاء سنة ٢٠١٢ م ثلاثين مليون (٣٠) من ديانات اثنية في افريقيا وشمالها كان حصة الكاثوليك ١٥,٥ والباقي بروتستانت وارثوثكس واخرى ، اي بمعدل ( ٢٣,٠٠٠ الف )يومياً، وسأكرر الرقم ٢٣,٠٠٠ الف يوميا، وقد صرح البابا ان المعتنقين - كما نشرته جريدة اليوم السابع المصرية- بفضل المبشرين الذي تحتل مصر الدولة الاولى فيه ، بينما لم يسجل اي احصاء ملموس من ان المسلمين حصلوا على ارقام اعتناق من ديانات اثنية ، ليجعلوا العالم يؤمن بالله بل في الاحداث الاخيرة فيما عمله داعش تناقص او بالاحرى توقف من الانتشار ، لانه افرغ من اهم عاملين التي تعمل بهما المسيحية الان ، هو الحكمة ( حرية الرأي ) والرحمة ( الانسانية) ، والحقيقة الملموسة ان سجل الاخير هو الاهم، وهو جعل الاثني يؤمن بالله ، علما كما قلنا ان في الديانات ان كانت مسيحية او الاسلام او اليهودية ، مجرد وجود الاسم بالمعتقد في هويته( الجنسية) والا لو دققنا بالنسب حسب معطيات الاسلام ( وهي فرضية قابلة للخطأ ) ان نسبة ١٥- ٢٥ ٪ هم في الجنسية يحملون المعتقد الا انهم لا يمارسونه او يؤمنون به حتى، وان نسبة ١٠-١٥٪ يؤمنون بوجود الله الا انهم لا يؤمنون بالطقوس الدينية ، وان نسبة ٤٠-٥٠٪ يؤمنون بالله والطقوس الدينية الا انهم لايمارسونها اي ١٠- ٣٥٪ هم يمارسون الايمان والطقوس وهم في المسيحية مشغولون بالصراع المذاهب الستة ( الكاثوليك ، البروتستانت، الارثوذكس، ارثوذكس المشرق، كشهود يهوه ، كنيسة المشرق الاشورية ) والمسلمين مشغولون بين السنة والشيعة ومذهب ثالث الذي فاقهما هو التكفير، وان المتحولين من الاسلام الى المسيحية كمافي الارقام التالية:
أسيا: ٦,٩٦٨,٥٠٠ وهي الاولى وتليها افريقيا : ٢,١٦١,٠٠٠٠ وهي المرتبة الثانية وهي كما مبين ان الثقل الاسلامي متركز بالقارتين الا ان الذين تركوا الاسلام واعتنقوا المسيحية فاق القارات الاخرى التي فيها جميع الديانات وحركة الهجرة كما في امريكا الشمالية التي احتلت المرتبة الثالثة باعتناق المسلمين الديانة المسيحية : ٤٩٣,٠٠٠ ويليها بالمرتبة الرابعة لبة الديانة الاسلامية وصاحبة الدعوة والنبوة ( الوطن العربي ) بمعدل : ٤٨٣,٥٠٠ وان الاحصائية بلغت من ( ١٩٦٠-٢٠٠٥) ذروتها في السودان اذ بلغ عدد المتحولين الى ٥,٥٠٠,٠٠٠ بينما تأتي المرتبة الثانية الجزائر ٣٨٠,٠٠٠ مسلم اعتنقوا المسيحية وتاتي بالمرتبة الثالثة معقل المسلمين الجزيرة العربية المتمثلة بالسعودية : ٦٠,٠٠٠ مسلم سعودي ، يليها المغرب بالمرتبة الرابعة : ٤٥,٠٠٠ والمرتبة الخامسة مصر ١٤,٠٠٠ والمرتبة السادسة الاردن : ٦,٦٠٠ والمرتبة السابعة العراق : ٥,٠٠٠ وهكذا تأتي النسب بعدها ولو حصرنا النسب حسب التعداد السكاني مع وجود المسيحية اصلا في البلاد( اصول مسيحية) كما هو الحال بالسودان ومصر والعراق والجزائر ومصر نجد ان المرتبة الاولى هي : المملكة السعودية ، بغض النظر عن السودان لما تداخلت فيه من صرعات بين الاسلام والمسيحية كعنف ، وتدخل المنظمات فيها ، هذا كله يجعلنا ان نسأل كم شخص يعتقد من السبعة مليار انسان ، ان الله خالق كل شيء وهو الرب الواحد ؟ بالطبع ستكون الاحصائية ان الذين لا يؤمنون بالله مابين الالحاد او يعبدون وثن ، هم الاكثر عددا في المعمورة وان خلال رحلة البشر من آدم الى يومنا هذا بزخم ٢٤,٠٠٠ الف نبي منهم خمسة اولي العزم ، لم تؤمن نصف البشرية ، اي لو حسبوا اهل ( لااله إلا الله) واجتمعوا مسيحا واسلاما ويهودا ، لو وجدوا انهم الخاسرين كديانة في العالم ، علما ان الدين اليهودي لايكسب الديانة اليهودية ابدا الا ان يغيروا دينهم وهذا مستحيل وهو مختصر عليهم كنسل اسرائيل( يعقوب عليه السلام) الا من دخل عبر الاف السنين واندثر معهم كعائلة ، لكن اليهود هم الان الذين يمارسون الاكثر بتمزيق وحدة ( لا اله الا الله) ويليها المسيحية ثم الاسلام الذي ظل يأخذه فكر ويرجعه فكر اخر منذ اخر نفس لنبي الاسلام محمد صلى الله عليه واله وسلم ، اذ لازال حتى في طبقة المثقفين عندما يقرأ مقالا او يحاول ان يشتري كتابا يسأل : الكاتب سني ام شيعي ام تكفيري، ولازال عدم قبول الرأي الاخر وكل ما يتقدم الزمن لانرى تقدم بالاتلاف ، فلاهم اصحاب اسلام ( وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) و( لا اكراه في الدين ) و ( لكم دينكم ولي دين) ولا هم اصحاب قومية ( دولة عربية ) ولا هم اصحاب وطن ( وطنية ) مجرد انهم تتجاذب بهم الافكار ، ولم يأخذوا من المسيحية ، كيف تجاوزت محنة حرب المذاهب وحرب القومية ، لازلنا نتقاتل على الفروع ولايصدق احدنا الاخر ، لازال الكاتب عندما يدافع عن بلده يدافع عن مذهب وليس بلد ، ولا يشعر ان في بلده هذا المذهب الذي يسخر منه وعده عدوا له ، لم يشعر ان سخر (يستهزيء)منهم هم يحملون نفس الشعور ، لازال الحاكم يمثل مذهبه ، ويلقي خطب رنانه بالمساواة ، وعندما تضعه تحت المعيار تجده لا يمثل مذهبه ولا دين اصلا بل يمثل ( الانا) الحاكمة والسياسة التي تقود الى كفة الحكم ( فرق تسد) وما المذهب او الدين الا غطاء للحكم والبقاء فيه او السعي اليه ، لم تكن هذه الحروب الا من اجل الحكم والرئاسة، فلولا هذه الحروب لعرف الناس ( الله) ، ولعبدوه ، لو فكرت الامارات ان ترسل ملايين الاطنان من الغذاء الى اليمن من دون تميز ، لما احتاجت الدعاء اسماء القاسمي الى قتلى الامارات الذين قتلوا المئات وهدموا الدور بالقصف ،لو فكروا فقط ( دولة هي تحل مشاكلها الداخلية) لم يدم الصراع لحد الان وان دام فهو بشكل اقل ، ولاصبح الاقوى كما هو في الدول العربية هو الحاكم ، مجرد خوفهم من مذهب ، ان يعتلي الحكم ، ولو فكروا بالسياسة ما احتاجوا الى ان يتهجم المذهب على المذهب، ما يضر الامارات ان صار المواطن شيعيا او سنيا، يعبد الله بطريقته الخاصة ، مايضر الامارات والسعودية ان يحكم اليمن الشيعة ، لا شيء انها حرب من اجل ترسيخ حكم وليس وطن لان المواطنة الحقيقية الانتماء للوطن وليس للحاكم ، وان العبادة الحقيقية هو تهذيب النفس مع الله من الشوائب لا الحرب على نفس الاله وعلى نفس النبي بمجرد ان احد الفريقين اتخذ الصحابة (رض)طريقا والاخر اهل البيت (ع )، بينما الملحدون هم الذين من حولنا اكثر ، اتمنى من كل من يقرأ هذه الارقام المخيفة عليه ان لايهدي مسلما ، وعليه ان يقرأ عندما يريد ان يتكلم عن مذهب ، اي مذهب ، من المذهب نفسه وليس من عدوه وعليه ان يدخل ويمارس الطقوس ويرى هل حقيقة مايقال؟ لازال الالحاد ينتشر والمسلمين يتقاتلون ، واسماء تسخر من الشيعة انهم يؤمنون ان في نهاية المطاف مخلص صادق امين يحمل سمات النبي ص سيغير العالم ؟ حتى بثقافتها لا تتقبل حلم المستضعفين بالارض! بينما تترك قلمها صامتا امام مايفعله التكفيريين وهم يذبحون الانسان كالنعاج كفيديو ينشرونه بمقصبة( مجزرة ) وملايين الجرائم التي جعلت المسلمين يغيرون دينهم من الاسلام الى ديانات اخرى او الى ترك الدين اصلا ففي عام ٢٠١٤ اجرت مؤسسة وين غالوب الدولية للابحاث في السعودية ان ٥٪ من السعوديين ملحدين، هذا اذا اعددنا القوانين السعودية صارمة اتجاه الالحاد ، والارقام بتزايد كلما زاد التناحر وكثر الجهل ... لعل نسبة ٥٪ في المملكة السعودية اثارت بعض الكتاب بين نفي او اثبات الا ان نسبة ٥٪ في تعداد ٢٠ مليون او اقرب لذلك هو مليون ملحد في المملكة ، كما تنتشر العرقية واللادينية والهندوسية والسيخية والبوذية والبهائية وغيرها يشكلون نصف العالم او اكثر من النصف اذا وضعنا معيار ممارسة الطقوس الدينية وليس كتابتها بالهوية المدنية ، كأجراء ولادي، ولعل من ابرز توقف انتشار الدين وقوف رجل الدين مع الحكام وتبرير اخطاءه للرعية؟ والاجتهاد الفوضوي الذي جعل الفرد مع تماسه بالثقافات التي اصبحت مفتوحة معه يتسائل عن هذه الاضداد ، مع اغراق الحاكم باخطاء اصبحت مكشوفة جدا واصبح المبرر له اداة قمع للظلم لا اداة تنوير للمظلوم مع ترف رجال الدين بالمقابل يقف امامهم يتوسد التراب فاذا جاءته فرصة يبعث فيه روح الحياة فهل يبقى على دين مرسومة خارطة بالسكين واللون الاحمر ، وتاريخ لازال محطة خلاف يصعد منها المقاتلون المدافعون والمهاجمون!
في نهاية المطاف اشكر الشاعرة اسماء صقر القاسمي على السخرية التي كتبتها كمقالات حول مذهب الشيعة ؟ لانها دعتني للبحث ووجدت ان الذين يعبدون الله ويعتبرونه خالق هم ٥٠٪ من البشر باعتبار مايكتب على الهوية وليس مايمارس من عبادة او طقوس دينية في الكنيسة او الجامع ، وبقى ٥٠٪ لايعرف الله فهل توجه مع الاقلام التي معها عنايتها الى هؤلاء بدل ان تسخر من الشيعة ينتظرون امام عادل للمسلمين ينقذهم من هذا الظلم الدائر بالمعمورة ؟ او اوجه لها السؤال : هل تعلمين ان نصف البشر لايعتبرون ان الله خالق الكون ورب يستحق العبادة ؟
نشرت فى 9 يونيو 2017
بواسطة janjeel