كتب/ حازم خزام
للتعرف على ما لا تنشره وسائل الاعلام وما لا تعرفه الاكثرية ..!!
«داعش، عزة الدورى، حزب البعث العراقي السابق هو تنظيم داعش الإرهابي !!»..
بعد هزيمة العراق فى حرب تحرير الكويت 1991، أقنع الدورى صدام بالتراجع عن علمانية البعث، دعماً لشعبيتة، نظم «الحملة الإيمانية»؛ أضاف “الله أكبر” الى علم العراق، نظم دورات فى الفقه لكوادر البعث، طبق عقاب “قطع يد السارق”، والإعدام بقطع الرأس، خاصة ضد العاهرات، ووفر الحماية للضباط السلفيين والمتشددين داخل الجيش!!، الحملة قادها “فدائيو صدام”، تخللتها ممارسات دموية، أصبحت نموذجاً، إحتذت به داعش.
قبيل الهجوم الأميركى 2003، إستقدم الدورى آلاف المقاتلين الأجانب، بحجة التصدى للغزاة، سلطات الإحتلال أدرجته بقائمة المطلوبين، فاختفى ليقود المقاومة، إعتقلت ضباط البعث السلفيين، فاختلطوا بالمتطرفين، وتحولوا للفكر الجهادى التكفيرى، سرحت 400.000 من الجيش، وأوقفت معاشاتهم، دون تجريدهم من أسلحتهم، فأصبحوا هدفاً للتنظيمات المسلحة.. بعد إعدام صدام، واختياره أميناً عاماً للبعث 2006، نجح الدورى فى إقناع الصوفية بحمل السلاح!!، وشكل جيش «رجال الطريقة النقشبندية»، باعتباره الجناح العسكرى للحزب، انتشر فى كركوك وديالى وتكريت والموصل وسامراء.. الدورى جمع 14 تنظيم مسلح فى «جبهة الجهاد والتحرير»، ضمت داعش والقاعدة، وجماعات إنبثقت عن جيش النقشبندية والإخوان، وأخرى بعثية وليبرالية، انتُخِب قائدًا لها 2009، وسافر متخفياً لسوريا وتركيا واليمن وشمال لبنان والسعودية، لترتيب اوضاع التنظيم ودعم تحالفاته ومصادر تمويله.
الدورى وداعش والقاعدة إستغلوا إحتجاجات 2013 بالمناطق السنية “الرمادي، صلاح الدين، الموصل، كركوك”، للفرز والتجنيد، وتوسيع قاعدة الأنصار، وبعد فض إعتصام الرمادى نهاية ديسمبر، شكل مجالس محلية عسكرية، تولى إدارتها الضباط البعثيين السابقين، ومجالس للمحافظات بقيادة أبناء العشائر، إضافة لـ”المجلس العام لثوار العراق” كواجهة سياسية، كانت مهمتهم الرئيسية السعى لإجهاض محاولة الحكومة إحياء تجربة الصحوات، حتى لاتُجهِض خطة الإستيلاء على نينوى وصلاح الدين التى كان يتم إعدادها.
قبل إجتياح الموصل 10 يونية 2014 توصل الدورى لإتفاق مع داعش، تضمن: توليه السلطة فى حالة سقوط بغداد، تكليف الجناح الأمنى للنقشبندية، الذى يضم ضباط مخابرات سابقين، بحماية قيادات داعش، قصر المراكز القيادية بالتنظيم على العراقيين، تعزيز قيادته العسكرية بالمزيد من ضباط الجيش السابقين، وقد رشح الدورى بعضهم، توظيف الشبكة التى شكلتها المخابرات فى التسعينات لتفادى العقوبات الدولية، فى دعم أنشطة داعش “التجنيد، التسلل والتهريب، تسويق النفط، التسليح…”، الإتفاق مكَّن داعش من الجمع بين تكتيكات الجيوش النظامية وحرب العصابات، وشكل محاولة لإستعادة دولة البعث، واحتواء التنظيم.
المسلحون الذين أسقطوا الموصل كانوا فى حدود 3000 مقاتل، ثلثهم يرتدون ملابس داعش السوداء ويرفعون أعلامها، ومثلهم من رجال الدورى بالزى العسكرى الزيتونى الخاص بالأجهزة الأمنية زمن صدام، والباقى ميليشيات مدنية، صور الدورى انتشرت بكثافة أزعجت داعش، فكلفت عناصرها بتمزيقها، مما ادى لإحتكاكات عديدة، تفاقمت بإدراك التنظيم ان خطة الدورى تعتمد على التنسيق معها وتوظيف قوتها للسيطرة على محافظتى نينوى وصلاح الدين، ثم تسليم إدارتهما للعشائر، بحجة ان داعش ليست واجهة مقبولة، لاعربياً ولادولياً، وحتى يجهض الخطة إعتقل التنظيم قرابة 40 ضابط من قيادات الدورى، واختطفت أربعة بعد إكتشاف تخطيطهم لإنقلاب ضده، أعلن الخلافة 29 يونية، إنفرد بإدارة الموصل، وظهر البغدادى للعامة 4 يولية، فى إستباق واضح لتثبيت سلطته، وطلب داعش من كافة التنظيمات مبايعتة، فانهار التحالف، بعد أسبوعين من إجتياح الموصل، لكن الدورى لم يترك الساحة، وبث تسجيل صوتى -لأول مرة- 11 يولية، حاول فيه إحتواء الخلافات، وحيا “الفصائل العسكرية البعثية والسنية التى شاركت فى اجتياح الموصل، وفي طليعتهم ماوصفهم بـ«أبطال وفرسان القاعدة وداعش»”، واعتبر “يومي تحرير نينوى وصلاح الدين من اعظم ايام تاريخ العراق والعرب بعد الفتح الاسلامي”، دافع صراحة عن داعش والقاعدة متهماً قوى الامبريالية العالمية بالسعى لوصم الثوار والمسلحين بالارهاب زورا وبهتانا ودجلاً!!.. داعش لم تستجيب للتهدئة، فاستغل البعث فرضها للجزية على المسيحيين، ليصدر بياناً اعتبرها “مشروع لتخريب الثورة”، وحاول الدورى تشكيل كتائب “سيف الحق” لمواجهتها بالقوة، لكنه اكتشف ان تحالفه معها قد قضى على نفوذه، وأعجزه عن ذلك.
داعش تعرضت لهزائم إستراتيجية خلال 2015، تحررت تكريت عاصمة صلاح الدين، وبعدها الرمادى عاصمة الأنبار، وبدأت الإستعدادات للمعركة الفاصلة بالموصل، لذلك طرح الدورى نفسه كبديل للبغدادى، والبعث بديلاً لداعش.. تصريحات ضرغام الدباغ الأمين العام لمجلس الثوار، خلال مشاركته بمؤتمر عرب الأهواز بكوبنهاجن أكد صراحة “نطرح أنفسنا كبديل عن كل ما هو موجود على الساحة”، ووصف موقف الدورى من داعش “ليس على وفاق.. ليس فى حرب!!”، وهو موقف إنتهازى، إقترن بحملة لرفض الدعاوى المطالبة بتدخل روسيا ضد داعش، باعتباره تعزيزاً لدور الدولة، بينما يسعى الدورى لإستعادة سيطرة البعث.
حديث الدورى لـ«الوطن» سقطة رجل فى أرذل العمر، لا من واقع تاريخه الأسود فحسب، إنما بنص كلماته.. فقد إستبعد المواجهة مع داعش، بإعتبارها معركة جانبية.. دافع عنها لأنها “لم تقتل ولم تهدم ولم تخرب بمقدار 1% مما قتلته وخربته وحرقته إيران وعملاؤها بالعراق”.. أشاد بمقاتليها باعتبارهم “ضمن الفصائل التى حررتنا…”، إدعاؤه ان التحاق البعثيين بداعش تم بصورة فردية، ينفيه تاريخ تعاونه معها، وأعدادهم التى تقدر بـ12 ألف، يحتلون معظم مناصبها القيادية.. أشاد بالدور الوطنى للإخوان!!، مدعياً إقتصار تعاونهم مع حكومات الإحتلال الأمريكى على “الحزب الإسلامى”، مبدياً حسرته لغيابهم عن الساحة فى مصر “كان أملنا ألا يصل التقاطع مع الإخوان لما وصل إليه”!!، وعندما ارتدى القناع العروبى، مؤكداً حرصه على دول الخليج، نسى انه رغم علاقات الصداقة التى ربطته بالملك عبدالله، ومسئوليته عن ملف المشاكل الحدودية مع الكويت، خان الجميع، واجتاحها بجيشه.. متى يدرك الرجل ان الصمت فى الشيخوخة أبلغ من أى ثرثرة؟!.