بقلم / محمد السعيد
وجفت الأوراق
قالت :
كل رسائلك لم تعد تكفيني
فقد باعدت الأيام بينك وبيني
قلت :
حقًا رسائلي باعدها السِّنِين
قالت :
كل ورداتك لم تعد تنسيني
بعدك والهجر فيها يشقيني
قلت :
ورداتي تحمل الجمال
لمن آدام الوصال
قالت :
كلما حل المساء
صار الليل يعزيني
قلت :
العزاء في المساء
ستر عليك وضياء
قالت:
كنت بالوعود تمنيني
فالأوراق جفت
ونضب نبع كان يرويني
والأحداق ذبلت
فأين دموع تلهيني
قلت :
لم أعد الا بخير
وأوراقي سارية كالزهر
وأحداقك ستعاود الفرح
ولا دموع كالملح
فقالت
أما آن تأتى
وترضى قلبي وعيني
فقلت :
دققت الباب من بدري
ولكنك لا تدري
فقالت :
كل رسائلك ذهبت
ومداها صار يبكيني
سأنثرها وإن كثرت
عساها لاتذكرني وتشجيني
فقلت :
رسائلي بقت حية
وهل لسعتك كالحية
فكم لأيامك ملأت
ولحبك أحيت
فقالت
:كل رسائك سقطت
في بحر نسيان سنيني
فلو شئت ما نفدت
فيها آهات بالهوى تناديني
فقلت :
كل رسائلي حية
وهي تجريي كالميه
لتحيي قلبك المحزون
فقالت :
أذاقتني من ويلات الحنين
فساعة تصفو وساعة
تجتر عذاب الحائرين
عشت معك حائر الخطو
ملتاع الجفن والعين
صرت أعجوبة الهوى
وليس بعدك أعاجيب
وكنت في هواك كالغريب
فقلت :
أعجوبة أنت حين تعشقين
وقد هويت طرفك وتلومين
خاطبت روحك لو تذكرين
فيها غناء صارخ حزين
فيا لك صداحة بالأنين
طرقت قلبك عله يستكين
فطار من فرحه ودمع حين
صرنا نشدو مع البلابل طنين
وعبرنا دروب اليأس المكين
لكن عواصف قلبك
أشاحت بوجهها اللعين
سأطوي غرامك
ولن أعيش عذابك
فلقد طار طائر الحب الحزين
وغدوت أعجوبة السنين
فكفاني منك هوى
أبدًا لن يحين.