كتب خلف رزق /
نظرات ٱهل مدينتنا تبحث فى الخفايا وتتفحص وتراقب الحاضر وتتقصى عن المستقبل . النظرات وحدها كفيلة بأن تفضح كل مستور فى مدينتنا تزيد من التطفل كلما زاد الناظر واقحة ، ٱهل قريتنا لا يستحون بٱن ينظروا إليك من ٱسفل إلى ٱعلى نظرات شرسة وقوية متهكمة ومؤذية حتى إن بعضنا هرب من قريتنا بسبب تفرس البصاصين وبعضنا هرب من سهام النظرات بالتجاهل كثيراً ما قامت مشاجرات بسبب النظرات العنيفة كنا نشعر بٱن الناظر إلينا نظراته تضغط علية ليطرح الإسئلة علينا ولكنة يترك إشباع كمية التطفل الى لغة العيون .
كانت عينهيم لا تقع إلا على نقاط الضعف والتشوهات التى عندنا مثل الذباب إذا تجمع على القمامة نظرات تعبر عن الكثير .
نظرات تتكلم وتهمس وتغمس بدون صوت و تخاصم وتشعرك بالعدوه تشعرك بٱن يوسف الصديق سيلقى فى البئر وٱن الذئاب بريئة من دم ٱبن يعقوب ، وٱن يهوذا الخائن الذى سلم المسيح فى يد اليهود ، نظرات أهل قريتنا تشعرك بٱن المؤامرة قائمة وتتم خلف الكواليس ، عيون مملؤة من الطبقية وتقسم البشر مستويات قاسية جدا على المساكين تٱلمنا كثيراً بسببها تتميز قريتنا بٱن نظرتها ثاقبة وحادة وبسهولة تعرف أن تظهر عين الشيطان والبراعة فى ٱنها تنقلب إلى شكل ملاك فيحتار البسطاء مننا ونسٱل ٱنفسنا ما معنى تلك النظرة ؟
بٱختصار ٱن قريتنا لا تنقصها العيون وكل يوم تجند عيون جديدة عيون تتبرع من نفسها بسبب التقليد الإعمى وعنصر الوراثة واذا ارادت تستطيع قريتنا ٱن تٱتى بٱلالف العيون الطبيعية والاكترونية عيون تراقب فى حالة ٱنشغال ٱهل مدينتنا حتى يتفرغون للمراقبة بهدوء وتمعن .
بسبب التفرس بالعين عرفت قريتنا ٱسرار بعضهم وٱحتار الناس فى كيف تخترق النظرة فى داخلك لتخرج خباياك وٱسرارك. ؟
لم نعد نحتاج إلى الكلام فالعيون تتحدث وبدون صوت ، مع الوقت ٱشتهرت واقحة مدينتنا ٱصبحنا مثلا ً فى التطفل والتهكم .
العين لا تمتلىء من النظر .
العين تبحث عن ما ينقصها لتعويض النقص .
ٱنفتحت عيون ٱهل قريتنا بسبب المعرفة كما ٱنفتح عيون ٱبينا ٱدم وٱمنا حواء بعد ٱكلهم من تفاح الجنة .
ٱرتفع حاجز الحياء ٱصبحنا نستخدم عيوننا ٱكثر من باقى الحواس الخمسة .
بسبب المعرفة التى قفزت على قريتنا قويت البصائر ٱصبحت عيوننا تستقبل كل جديد بلا تحفظ نضجت الأطفال بسبب المعرفة .
ٱصبح من الطبيعى أن نتفرس فى وجهة الغرباء والاقرباء
نتفرس نتطفل نبحث ونراقب ونتخيل ونبنى وجهات نظر من مجرد نظرة مئات المعانى تجسدها نظرة واحدة فالعين تفضح صاحبها ومن الناس من يعرفون بعضهم بنظرة ومنهم من يكرهون ويحبون بنظرة .
اهل مدينتنا لهم نظرات مميزة وعيونهم تصل إلى داخل اعماقك تتغير نظراتهم من الحب إلى الكراهية كما يمثل ابليس دور الملاك ببراعة ، نظراتهم القلقة وعيونهم الساهرة الذابلة توضح مدى قوة الضغط النفسي عليهم ربما هذا ما يدفع البعض منهم الى تهكم النظرات الحيرة تنتابك من طريقتهم فٱهل مدينتنا مساكين كالخراف الضالة يبحثون عن الشبع النفسى والشعور بالراحة والإمان
( ٱعماقهم تغلى كٱلاناء الذى يحتاج للمنفس وليس لهم منفس سوى عيونهم )
ٱنظر إلى الحزن الكامن فى الهالات السوداء
ٱنظر إلى الاضطراب الواضح فى النظرات
ربما يشتقون إلى الخلود ويظنون أن المعرفة ٱمان لهم .
كل الماء يجرى الى البحر والبحر لا يمتلى و مهما نظروا لايشبعون
عيونهم لا تمتلىء من النظر ولا يملون من التهكم حتى العقلاء منهم تخرج من الهفوات من التهكم والبحث فى ٱسرار الناس حتى ٱن الأجيال القادمة مهددة بمرض التهكم والواقحة بالنظر بسبب القدوة التى من الإباء .
نخاف أن يٱتى جيل من الذين اذا التفتوا إليك وتفرسوا فى وجهك تشعر كما لو كان ٱحد صفعك بلا لطف بلا حنو بلا رٱفة جيل يعبر عن المادية ٱلتى وصلنا إليها فى ظل الضغط النفسى والإجتماعي ،