الديموقراطية ما بين المفهوم و التطبيق و الأهداف ...........................................
بقلم – المستشار أحمد خطاب - نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان للشئون القانونية . •نحن نعيش في زمان أصبح العالم فية قرية صغيرة فباستطاعتك و انت في منزلك أو مكتبك أن تسافر الي أي مكان في العالم و أن تطالع جميع الأخبار العالمية بواسطة أجهزة الاتصالات المتطورة التي قفزت بالبشرية الي اعلي مراتب التطور . •وقد جلب لنا هذا التطور أنظمة حياتية وسياسية واجتماعية تتبارى فيها المجتمعات والدول ويتنافسون في تطبيقها ومن أهمها مصطلح الديمقراطية ، فالديمقراطية مصطلح يوناني قديم معناه سيادة الشعب أو حكم الشعب لنفسة ، والديمقراطية نظام سياسي اجتماعي تكون فيه السيادة لجميع المواطنين ويوفر لهم المشاركة الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة، والديمقراطية كنظام سياسي يقوم على حكم الشعب لنفسه مباشرة، أو بواسطة ممثلين منتخبين بحرية كاملة ، فالديمقراطية أسلوب حياة يقوم على المساواة وحرية الرأي والتفكير وتقبل الرأي والرأي الآخر , ولكن عندما يكون هناك من يستغلون الديمقراطية فاسدون يجيرونها للتعبير عن أحقادهم وأمراضهم النفسية ويلجئون إلى دول كل شيء لديها مسموح وتعتبر الشتائم البذيئة والتهم الكثيرة حرية للرأي والتعبير فهنا نكون قد خرجنا عن كل تطبيق سليم لمسمى الديمقراطية . •فعندما نطالع بعض المواقع التي تصدر في بعض الدول الغربية و يدعي القائمون عليها أنهم عرب ومسلمون ويمارسون فيها تحت غطاء الديمقراطية سياسة الشتم والذم و القدح لدولهم وأهلهم ومجتمعاتهم العربية ويصفونها بأقذر المصطلحات والشتائم تتعجب كقارئ بالصدفة لهذه المواقع بافتقار كتاباتها وكُتابها للموضوعية والحيادية وتشتم فيها رائحة الأحقاد الدفينة والعداءات الشخصية المرضية لدولة أو نظام حكم أو شخصيات وطنية لا لشيء سوى إفراغ ما في جعبتهم من أفكار شاذة مريضة أو لإبداء رأي مدفوع الأجر أو تنفيذا لسياسات وأجندات معادية هدفها النيل من المناضلين الشرفاء أو الشخصيات الشعبية المحبوبة لدى مجتمعاتها . •والغريب في الأمر أن يجدوا في غطاء الديمقراطية فرصة لإخراج قذارة الأنفس الدنيئة فيكثر في مقالاتهم وكتاباتهم الشتائم التي يعاف الإنسان التلفظ بها أو سماعها فهي بذلك لا تعبرعن رأي أو فكر أو نقد حقيقي وإنما هي تعبّر عن أشخاص من أرباب السوابق والفتن والدسائس الذين تجتمع فيهم كل التناقضات الفكرية والنفسية وهم يبدلون الرأي والموقف لمن يدفع أكثر. •ليس من الخطأ أن تكون صاحب فكر ومنهج مؤيد أو معارض تدافع عنه في كل مواقفك وتبيع كل شيء من اجل الحفاظ عليه ولكن العيب أن يكون لك عشرات المبادئ والمواقف التي تتنقل حسب الأهواء والرغبات لأشخاص يدفعون أكثر وتشتري بها كل شيء ترغب فيه . •الديمقراطية تعني التعبير عن الرأي بمنظور واضح في التأيد أو المعارضة المبنية على الحيادية والمصلحة الوطنية لا المصلحة الشخصية ، وتعني توجيه النقد البناء القائم على احترام الرأي والري الأخر وطرح الفكرة بموضوعية ونزاهة بهدف التقويم والتغير للأفضل لا التعبير عن الفكرة بالشتائم والقدح الذي لا يعبر إلا عن مكنونات عنصرية ضيقة و مصالح شخصية وغرائز وصولية استرضائية لجهات هدفها التقليل من الانجازات الوطنية وتثبيط العزائم ونشر الأفكار الهدامة . •و من سنة نبينا نستلهم الحكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن آدم إذا لم تستحي فاصنع ما شئت وقال الشاعر و إذا أتتك مذمتي من ناقص......فهي الشهادة لي بأنـي كامل . فمن البديهي أن يتعرض أي مبدع أو مخلص للطعنات و ربما السب و الشتم ، كتنفيس من هؤلاء المرضى عما يشعرون به من غيره وحقد تجاهه ، و مذمة الناقص للمبدع هي الشهادة فلولا تميز المبدع و نجاحه لما تعرض للحسد ، وقد عرفنا من آبائنا أن الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى ، والرجل الذي يشرب من الماء النقي ينعم برؤية صورته الواضحة على سطح الماء ، أما من يرتوي من المستنقعات فلا يسلم من القاذورات و لا يأمن الانزلاق إلى قعر ما ارتوت منه نفسه .