٢١ كانون الثاني ٢٠١٩ بغداد 1- اواسط الستينيات اطلعت على دراسة غربية عن عمل اجهزة المخابرات و تطوير عملها في الحرب النفسية التي تؤكد على وصف (العدو) بأوصاف سلبية كالجبن و الغباء و التخلف و التركيز عليها و تكرارها حتى تصل الى اقناع (العدو) نفسه بتلك الأوصاف فتكون قد وصلت قمة النجاح . و يكون (العدو) قد هبط الى ادنى مستوى حين يصدق تلك الأوصاف و يبدأ بترديدها و (تحقير نفسه) . 2- هذه المعلومة في ذهني و انا اتابع التعليقات التي تنتشر على (الفيس) انتشاراً وبائياً و أميز ما يقوله مواطنون مخلصون يدفعهم حبهم لشعبهم و حرصهم على تنبيهه ليتخلص من حالته المؤلمة عما تنظمه و تنشره أجهزة المخابرات الغربية و الأمريكية خاصة وفق الخطة التي ذكرتها في (1) . و منها مثلاً (فديو) لفتاة تتكلم باللهجة السورية و تشتم سورية و العرب جميعاً و تنفي (عروبة سورية) بل ان (العرب أقلية) و تقول بحماسة (لك شو انتو ؟ شو يعني صلاح الدين ؟ لك انتو عايشين قبل 1400 سنة ) . ثم تفلت منها عبارة تكشفها (انا مش شمتانة لأني غربية) . و الفتاة مقبولة الشكل معتنية بمظهرها و ملابسها التي تكشف الصدر و الذراعين و هي تجلس خلف مقود سيارتها الفارهة و هذه كلها (عوامل مساعدة) على الإستماع . و الفديو على صفحة عنوانها (احرار القومية العربية) و الناشر يتخذ اسم (الباسل الحجازي) و هذه الأسماء لها دلالاتها ايضاً في تقبل (الفديو) . 3- اريد في النهاية التأكيد على حقيقة علمية معروفة و هي انه لا يوجد شعب كله شجعان او جبناء . او كله اذكياء او اغبياء . او كله مخلصون او خونة .... او غير ذلك من الصفات . بل يوجد في كل شعب اشخاص بصفات ايجابية و آخرون سلبية . و نحن مثل غيرنا من شعوب الأرض . و الأخرى ان كثرة المنافقين و الإنتهازيين امر طبيعي عندنا و عند غيرنا فالدوافع الشخصية لكل فرد هي محركه الأول كما يقول علماء الإجتماع . و الذين يغادرون (دائرة الفردية) الى (الدائرة العامة) قليلون . و الأقل هم الذين يثبتون حتى النهاية كأبطال و شهداء . 5- النظام السياسي يكشف جانباً . فإن كان القادة السياسيون وطنيين و مخلصين و نزيهين و كفوئين سيستعينون بأمثالهم لإدارة البلد . و اذا كانوا عكس هذا سيستعينون بأمثالهم ايضاً و اعتقد ان هذا الأمر واضح تماماً في العراق خاصة . و لا يجوز ان نلوم الشعب كله فهو في حالة ثورة كاملة تفتقد القيادة الوطنية التي تحول دون ظهورها و تصدرها عوامل عدة . 6- اذا كان الذي يشتم الشعب يعتبر نفسه واحداً من افراده فقد شتم نفسه . و اذا اعتبر نفسه خارج الشعب فليس من حقه ان يشتمنا الا اذا كان جزء من المخابرات الأجنبية . 7- ارجو ان نثق بأنفسنا و بشعبنا و بقدرتنا على قلب الواقع السيء . وقد فعلنا ذلك من قبل مرات . و سيرى المشككون و المتشككون صدق ما اقول حين تنطلق جموع المظلومين الجياع لتمسك بخناق اللصوص و المرتشين و العملاء و أسيادهم و مستخدميهم .
