بقلم / خالد البطاوى 


يتمنى جميع الآباء لأبنائهم النجاح والتميّز، وأن لا يكونوا مثيرين للمتاعب. ومع اختلاف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأهل، وتأثيرها بشكل كبير على طريقة التربية، هناك بضعة عوامل مرتبطة بالأهل وأساليب يستخدمونها، استخلصها العلماء بعد العديد من الدراسات، وهي تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في نجاح الطفل. عوامل مشتركة يتمتع بها أهالي الأطفال الناجحين، مهما اختلفت أوضاعهم وقيمهم ومجتمعاتهم.

1. يختارون لأطفالهم أسماءً سهلة

تظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث مدى أهمية وتأثير اسم الإنسان على حياته، والمسار الذي يختاره، وحتى على عاداته وطريقته في الإنفاق. وتثبت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين تكون أسماؤهم جميلة وسهلة النطق وغير معقدة أو حتى شائعة، تكون لديهم فرصة أكبر للنجاح في حياتهم. 

1. يختارون لأطفالهم أسماءً سهلة
تظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث مدى أهمية وتأثير اسم الإنسان على حياته، والمسار الذي يختاره، وحتى على عاداته وطريقته في الإنفاق. وتثبت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين تكون أسماؤهم جميلة وسهلة النطق وغير معقدة أو حتى شائعة، تكون لديهم فرصة أكبر للنجاح في حياتهم. 
2. لا يعانون من ضغوط كثيرة
وفقاً لدراسة أجرتها أخيراً الباحثة النفسية بريجيد سكولت، فإن عدد الساعات التي تقضيها الأم مع أطفالها الذين هم بين عمر الثالثة والحادية عشرة، لا تساعد كثيراً في استشراف مستقبل الطفل وسلوكه وإنجازاته. وحده مبدأ "الأمومة المكثفة"، أي قضاء الأم وقتاً نوعياً برفقة أطفالها، هو الذي يحقق نتائج جيدة. 
يؤكد عالم الاجتماع في جامعة Bowling Green State كاي نوماغوشي، أن الضغط الذي تتعرض له الأم العاملة في محاولتها للتوفيق بين عملها وعائلتها ينعكس بشكل سلبيّ على أطفالها في المنزل، وعلى علاقتها بهم. وهذه نظرية مثبتة في كل العلاقات الاجتماعية، إذ تنتقل المشاعر السلبية وتؤثر على الآخرين المقربين منها. أي أن إحباط الأهل أو حزنهم، سينتقلان مباشرةً إلى أطفالهم.
3. يتمتعون بمستوى علميّ عال
بالرغم من أن نجاح الطفل غير مرهون دائماً بنجاح أهله، فإن دراسة أنجزتها جامعة ميشيغين عام 2014، أثبتت أن الأمهات اللواتي أنهين دراسة الثانوية أو الجامعة، سيربين أطفالهن بطريقة تدفعهم إلى التشبه بهنّ وإنهاء تعليمهم أيضاً. الدراسة التي استهدفت 14 ألف طفل دخلوا إلى الحضانة بين عامي 1998 و2007، أكدت أن الأطفال الذين يولدون لأمهات في سن المراهقة (18 عاماً أو أقل)، كانوا أقل عرضة لاستكمال تحصيلهم العلمي. الطموح العلمي معدٍ أيضاً.
4. يتمتعون بمستوى اقتصادي جيّد
الفقر يحد بشكل كبير من إمكانات الأطفال ونجاحهم، وإن كان ليس عاملاً حاسماً. ويعتبر الكاتب والباحث دان بينك في كتابه Drive، أن ارتفاع دخل الوالدين ينتج نسب نجاح أعلى في امتحانات السات SAT، وبالتالي يعني نسبة ذكاء أعلى لدى الطفل، مشيراً إلى أن الدراسة والاهتمام العلمي، اللذين يتطلبان كلفة مالية مرتفعة عادة، غالباً ما يساعدان على تعليم أفضل ونجاح أكبر.
5. يدركون أهمية النظام الغذائي السليم.
يدرك الناجحون أن النظام الغذائي السليم والطعام الصحيّ يساعدان بشكل كبير على زيادة التركيز وتحسين الإنتاجية. وتؤكد طبيبة علم النفس السريري للأطفال كاثرين أدير، في كتابها Protecting Childhood and Family Relationships in the Digital Age، أن تطوير العادات الغذائية السليمة لدى الأطفال، والتي ثؤثر جسدياً وعقلياً عليهم، تتطلب تدخلاً مباشراً ومساندةً كبيرة من الأهل. وتنصح الأهالي بمساعدة أطفالهم على تنمية قبولهم لأجسادهم، وتحصيل صورة إيجابية عن ذاتهم لتنمية قدراتهم وذكائهم.
6. يهتمون بتطوير علاقتهم مع أطفالهم.
استنتجت دراسة أجريت عام 2014 واستهدفت 243 شخصاً، أنّ الأطفال الذين ولدوا في مستوى اقتصادي ومعيشي فقير، لكنهم حصلوا على اهتمام كبير من أهلهم في سنواتهم الثلاث الأولى، لم يحققوا فقط مستوى تعليمياً أفضل، بل علاقات صحية ومتوازنة مع الآخرين.
ويساهم الأهالي الذين يسعون لتطوير علاقتهم مع أطفالهم، من خلال تخصيص وقت لنشاطاتهم معاً، في توفير قاعدة آمنة لهم تسهلّ اكتشاف العالم وفهمه بطريقة سليمة.
ويقول عالم النفس والدكتور في جامعة مينيسوتا، لي رابي: "الاستثمار في العلاقة بين الوالدين والطفل في وقت مبكر قد يؤدي إلى عائدات طويلة الأجل تتراكم وتظهر خلال حياة الفرد".
7. يعلمون أطفالهم الرياضيات بعمر مبكر
أثبت تحليل أجري عام 2007 على 35 ألف طفل في مرحلة ما قبل المدرسة في كندا والولايات المتحدة الأميركية، أن تعليم الطفل الرياضيات في وقت مبكر يمكن أن يتحوّل في المستقبل إلى ميزة مهمة.
ويشير الباحث في جامعة "نورث وسترن"، غريغ دنكان، أن تحصيل الطفل مهارات الرياضيات، خصوصاً في معرفة الأرقام وتدرجها، والمعادلات الرياضية في عمر صغير، لا يساهم فقط في بناء طفل بارع في الرياضيات، بل في تطوير حياته ومستقبله بشكل عام.
8. يشجعون أطفالهم على المشاركة في الأعمال المنزلية
"الأطفال الذين لا يقومون بتنظيف أطباقهم بأنفسهم، يعتادون أن الآخر هو من يقوم بالعمل لأجلهم"، هذا ما أكدته جولي هايمز، مؤلفة كتاب How to Raise an Adult.
وأوضحت أنه يجب تعليم الأطفال ضرورة المشاركة في كل الأعمال، وأنهم بهذه الطريقة، سيتعلمون أهمية التعاون مع زملائهم في العمل مستقبلاً لأنهم سيدركون معنى أن تكافح لتنجز عملاً، وكيف يكونون قادرين على إنجازه بشكل مستقل.
ومن خلال مشاركتهم في تنظيف الصحون وإخراج القمامة وغسل ثيابهم بأنفسهم يدركون أنهم يقومون بهذه الأعمال الحياتية ليكونوا جزءاً من هذه الحياة، بحسب هايمز.
9. يتوقعون دائماً الأفضل من أطفالهم.
استناداً إلى إحصاءات أجريت على 6600 شخص ولدوا عام 2001، أثبتت دراسة لجامعة كاليفورنيا أن توقعات الأهل لمستقبل أطفالهم، يساهم بشكل كبير في بنائه. والأهل الذين يديرون أطفالهم لتحقيق أهدافهم في التعليم، يحققون ذلك بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والاقتصادي، الذي يتمتعون به.
لذا يجب أن يتوقع الأهل دائماً الأفضل لأطفالهم، وأن يسعوا لتحقيق ذلك، على اعتبار أن "ما يتوقعه أي شخص للآخر قد يكون بمثابة نبوءة له".
10. الأم عاملة
على صعيد عمل الأم، كشفت دراسة أجرتها كلية هارفرد للأعمال، أن هناك فوائد إيجابية كثيرة للأطفال، الذين يتربون في منزل تعمل الأم خارجه. وتوصلت الدراسة إلى أن الفتيات اللواتي تعمل أمهاتهن، تابعن تحصيلهن العلمي، وحصلن على وظائف رقابية، وبأجر مرتفع بنسبة 23% أكثر من الفتيات اللواتي تقتصر مهمات أمهاتهنّ على الأعمال المنزلية.
ورأت أنهنّ أيضاً يصبحن بارعات في الأعمال المنزلية، وفي رعاية الأطفال. ويقضين سبع ساعات إضافية أسبوعياً لتأدية الأعمال المنزلية، و25 دقيقة إضافية عن الأخريات في العمل المنزلي.
11. يطورون مهارات أطفالهم الاجتماعية
تابع باحثون اجتماعيون في جامعتي بنسيلفانيا وديوك، 700 طفل من مرحلة رياض الأطفال إلى عمر الـ25، وأثبتوا وجود رابط قويّ بين المهارات الاجتماعية التي يكتسبها الطفل في عمر صغير، وبين نجاحه في حياته بعد عقدين من الزمن.
وأكدت الدراسة، التي استمرت عشرين عاماً، أن الأطفال الذين تكون شخصيتهم متفهمة للآخرين، ولمشاعرهم، وينجحون في حل مشاكلهم بأنفسهم، يحصلون على وظائف أفضل في المستقبل، وفي عمر أصغر.
12. يبنون ثقة متبادلة مع أطفالهم
من جهة أخرى، أثبتت الباحثة العلمية في جامعة كاليفورنيا بيركلي، ديانا بومريد، أن هناك 3 أنواع من الأهل. الأهل المتساهلون الذين لا يطبقون مبدأ العقاب ويتساهلون مع أطفالهم. الأهل المستبدون، الذين يتعاملون بأسلوب قمعيّ وقاسٍ، ويراقبون أطفالهم بشكل مكثف. وأخيراً الأهل العقلانيون، الذين يعرفون كيف يوازنون بين التساهل والسلطة، ويقومون بتوجيه أطفالهم بعقلانية.
وأكدت الباحثة بومريد أن النوع الأخير هو النوع الأفضل، أي "تربية الطفل على أن يكبر على احترام السلطة، دون الشعور بأنها تخنقه أو تعرقل حياته".
13. لا يمنعون أطفالهم من ارتكاب الأخطاء .
يؤكد العديد من علماء النفس أن تجاهل الأهل لخطورة الإحباط، الذي قد يشعر به الطفل عند فشله في عمل معيّن، يؤدي إلى نتائج سلبية.
وبالتالي يجب على الأهل تكريس مفهوم القوة والصمود لدى أطفالهم، أي تشجيعهم دائماً على المحاولة مرة أخرى، وعلى عدم اليأس، لأن الفشل في شيء محدد لا يعني الفشل في الحياة. وهو ما يؤكده عالم النفس في جامعة بانسيلفانيا مارتن سليغمن إذ يشير إلى أن الطفل الذي لا يستسلم لأخطائه، يكون أكثر أبداعاً ومرونةً، وأكثر بعداً عن الحزن والاكتئاب.
وهذا يعني أن لا تمنعوا أطفالكم من ارتكاب الأخطاء، بل ادفعوهم لأن يتعلموا منها.

 

 

المصدر: عزة
janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2019 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

328,772
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية