بقلم ..... رشا راضي رجب
احياناَ تتحدث مع أحدهم فيبدأ فى قص موضوع أو بالذات مشكلة خاصة لديه،
فتجلس لتستمع وتدعوا الله فى داخلك أن تكون سبباً فى تخفيف هذا العبء أو حل تلك المشكلة له،
حتى وإن لم تستطع إيجاد الحل ،فتبادر بتقديم الدعم النفسى له والشداد من أزره قولا وشعوراً صادقاً مالم تتمكن من أن يكون فعلاً،
وبعد لحظات من الإستماع المركز تتفاجأ أن المشكلة التى تُروى وتٌسرد تفاصيلها أمامك ،
لتمر كشريط الفيلم أو كمسرحية تعرض عرضًا حى ، فى الأصل مشكلتك !!!
وأن معاناته هى فى الحقيقة معاناتك، وان ما يُسرد هو - ما تسرى به دماء قلبك حتى التشبع فى أوردة وشرايين عقلك - دماء تحمل الداء الذى منه تئن والذى لتعابير وملامح وجهك يرسم ويشكل ،
دونما أن تتلفظ به أو عنه تُعبر ،والذى يختزل فى ثناياه ربما مرارة سنوات منها تهرب وتفر،
تتحول حينها من المستمع أو المشاهد إلى المؤلف وصاحب الفكرة أو كاتب الأصل ،
أو كجذوة اللهب المستترة فى جذع .... ولكن فى صمت،
تبدأ فى الحيرة ؟
هل أكًمل حديثى معه أم أتعلل وأهرب منه؟
ثم تتبادر إلى ذهنك رسالة خفية لا يشعر بها إلا أنت،
ولمَ الفرار؟ أوليست تلك حقيقة ماتعانى وما منه عانيت،
أنت لست وحدك ،وإن تعددت السيناريوهات فهناك من مثلك يشعر وهناك من يتألم،
فتهدأ وتقرر بداخلك المواجهة والإستمرار وتظل كهذا مستمعاً وطبعا دون أن تمل،
فينهى حديثه وتتنمى أن تلقى نفسك بين ذراعيه أو أن يفعل هو هكذا ،
فأنت تريد أن تمتص ألمه كما تدعى وفى الأصل أنت من فى حاجة إليه،
فيطلب منك الآتى :
رجاءاً دلنى على ما أفعل ؟ دلنى كيف يكون الحل؟
تسأل نفسك مئات المرات :
كيف السبيل للخروج من هذا الوضع ؟ فٌيصر هو و يتلمس منك الحل !
فما يكون منك إلا أن تقدم له ماتراه الحل المناسب لتلك المشكلة،
فيتفاعل معك ،ويفرح به، ويسأل يريد أن يعرف أكثر وأكثر ،
يريد أن يرحم نفسه أو أن يستريح مما به نزل أول حل،
ويشكرك ويمضى ربما يتركك ولا يعود تارة أخرى إليك،
لكنه ما رحل بالكلية فقد ترك لك مشكلتك واضحة محددة بارقة أمام عينك،
فتحاول التناسى واللجوء إلى شىء آخر عله يخفف من تلك الحالة التى إنتابتك،
ومن هذا التساؤل الذى لنفسك وجهت الآن ،
ماهذا ؟
أنا من قدمت له الحل !
انا من واجهته بحقيقة المشكلة وبتفاصيل الوضع !
أنا أنا ... ءأهرب من نفسى لأتلافى مع نفسى التقويم والارشاد والحل!؟
لماذا أفعل هكذا ؟ أوليست لكل مشكلة حل؟
لما الهروب منها ألأنك لا تقدر على الحل ... فكيف؟ وانت من وجهت،
ام إنك تخشى أن تعترف بحقيقتك أو أن تلزم نفسك بممارستك هذا الحل،
لماذا كل هذا ؟
أما تبادر إلى ذهنك لثوانٍ أنه ماتم ماهو إلا رسالة ربانية لتك لتبدأ مع نفسك بالحل،
إستعن بالله ، توكل على الله ، وأبدأ فما عاد أمامك من عذر.