نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

إذا مسك الضر فإلى الله تضرع

وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ

[سورة يونس].

وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ‏

أحيانا الأحزان تسكن قلوبنا دون أن ندري، وذلك لأننا نتأثر بما نرى ونسمع، وهذا من فضل الله تعالى لأن الإحساس نعمة كبيرة من الله ...

أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ

لفت نظري هنا كلمة (  إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ).. وكأن الضر يصيبنا كأنذار لنا بأن الله يريدنا، إن يردن الرحمن.. استعمل الله تبارك وتعالى اسم الرحمن، حتى ترتاح قلوبنا وتطمئن نفوسنا، فسوف نذهب إلى الرحمن الرحيم ...

وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ‏[ سورة يونس]

إذا كل ما يصيبنا مما يزعجنا لن يكشفه عنا إلا الله تبارك وتعالى .. فلماذا لا نختصر الطريق والوقت ونذهب منيبين إليه ندعوه ونستهديه ونستغفره :

وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ

يمسنا بالضر لنسرع إليه ندعوه ونتضرع ونمرمغ وجوهنا في التراب بين يديه حتى ترتاح قلوبنا وتستسلم نفوسنا لربها الذي خلقها فسواها وهو سبحانه خير من زكاها.

وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(107يونس) ‏

هنا سنسترجع سويا شيئا من القرآن حتى نستوعب هذه الآية جيدا .. هل تتذكرون قول ربنا تبارك وتعالى عندما قال :

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

وقال أيضا تبارك وتعالى:

فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا

والآية التى لدينا اليوم تتحدث على الضر والخير على حد سواء .. فهما من الله، فالضر مس من الله يعني بمنتهى اللطف يلفت ربنا نظرنا قبل أن نهلك ونضيع ويستلمنا الشيطان والعياذ بالله.

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا ‏عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ‏

( سورة يونس ).

أجمل ختام للآية الكريمة بأن خاطب الله عامة الناس أن الذي بين يدينا الآن هو الحق من ربهم، وفيه هدى للنفوس .. يعني كل من يريد أن يرقى بنفسه ويطوعها ويزكيها عليه أن يجعلها تتعرف على ربها وعلى ما أعد لها من خير .. وأن يذكرها دائما بأن الحياة رحلة قصيرة ستنتهي يوما ما .. وأن هناك حساب وعقاب وثواب .

خلاصة الكلام:

عندما نخرج عن الطريق المستقيم لأي سبب من الأسباب فإن الله تبارك وتعالى يبتلينا ليردنا إليه ويطهرنا من الذنوب، ويظل يبتلينا حتى نصحح مسارنا ويعتدل الرسم البياني من حالة الهبوط إلى حالة الصعود، وذلك بدليل الآية التالية:

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

[ سورة البقرة ].

وقال أيضا تبارك وتعالى :

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

[سورة البقرة].

سبب كل هذه الإبتلاءات لا يخرج عن كلمة سلبية مظلمة .. أو عمل غير صالح فلندقق فيما نقول ولا نتكلم إلا بالطيب من القول.

أقول هذا واستغفر الله لي ولكم .. والحمد لله رب العالمين.

 

 






  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 288 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2016 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,125

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »