نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

من

وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ(10)

[ سورة فاطر]

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا لا أفسر ولا أضع كلام الله تبارك وتعالى في إطار فهمي، ولكني أحاول أن أقدم لحضراتكم ما لفت نظري بشدة في الآيات، بجانب ما رأيته يجري على قدم وساق في واقع حياتنا المعاصرة….

وفي الحقيقة أنه يهمني هنا شبابنا المسلم، فلديهم ثروة وكنوز قد يتوه عنها الكثير، والكلمة التى تخرج من أفواهنا هي التى تحدد مصيرنا عند ربنا، وهذا هو أخشى ما أخشاه على نفسي وأهلي وأحبابي..

فلنمضي على مُكث وبتمهل وتفكر وتدبر مع الآيات، ففيها حبل نجاتنا، وهي تحمل لنا الطاقة المطلوبة لنتفوق ونتميز ونحقق كل ما نتمناه في حياتنا الدنيا وفي الآخرة:

وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)

هنا نجد أنفسنا مع أهم مقومات الحياة، الماء والهواء، لا حياة لنا بدونهما، وكأني بالله العلي العظيم يذكرنا بأن مقومات حياتنا التى لا نستطيع أن نعيش بدونها غير دقائق معدودة هو سبحانه الذي يرسلها إلى حيث يشاء، ثم بها يُحًيّ الأرض بعد موتها، وبهذه الطريقة سيكون مصيرنا النهائي...

وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)

الآن وقد عرفنا ان ما نحتاجه لإستمرار حياتنا بيد الله تبارك وتعالى، وبما أننا لا نستطيع أن نستغنى عن الماء أكثر من مدة معينة تختلف من شخص لآخر حسب كمية الدم والمياه المخزونة في جسده، وبما أننا لا نستطيع أن نستغنى عن الهواء غير دقائق معدودة، إذاً ومن البديهي أننا لا نستطيع أن نغفل عن ربنا ولو ثانية واحدة، وسنكتشف ذلك من الآية التى تليها، فتابعونا ودققوا رحمكم الله، فإن كل ثانية تمر علينا هي جزء ثمين من رأس مالنا في الحياة ألا وهو عمرنا ...

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا

نحن في حياتنا اليومية نتعامل مع أصناف شتى من الناس، تعاملنا معهم يكون في البداية بالكلمة، نتبادل السلام والكلام ونبيع ونشتري، وهنا يكمن الشيطان الرجيم ليخرجنا من نور ربنا إلى ظلومات لا نعرف مدى خطورتها إلا عندما نفقد النور، وتُظلم الدنيا أمامنا  والعياذ بالله..

كلنا يبحث في حياتنا عن عزته، عندما ندرس فإن هدفنا الأول هو الحصول على شهادة نعتز بها ونعزز بها موقفنا في الحياة، وعندما نتاجر كذلك فإننا نبحث عن ما يغنينا وندعم به وجودنا، وكل تلك الأمور من العزة التى نبغيها لنحفظ بها كرامتنا ووضعنا الإجتماعي لا يملكها ولا يعطيها إلا الله تبارك وتعالى، هنا يقول الله لنا جميعا أن العزة كلها بل جميع أنواع العزة هي لله تبارك وتعالى.. إذاَ فلا يصح أن نغفل عن ذكر ربنا ولو ثانية واحدة ولو بحرف واحد نقوله في جميع معاملاتنا في الحياة.

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ

وهنا وصلنا لغايتنا الكبرى، وهي الكلمة، وعن الكلمة قال علماءنا الكرام الكثير جدا، هنا وفي جميع أنحاء البرية..

ومن أهمية الكلمة في حياتنا اليومية نجد أن الله تبارك وتعالى قد قسمها إلى طيب وخبيث ولا ثالث لهما .. وذلك نجده في الآية التالية من سورة إبراهيم:

ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ

ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ

يثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ

إذاَ الكلمة إما طيبة وإما خبيثة، والشيطان لا يهدأ حتى يعرينا ويسلخنا من كل ما هو طيب إن استطاع، ولكننا نلاحظ هنا في ختام الآيات أن الله تبارك وتعالى يثبتُ الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..

أي نحن في حاجة ماسة إلى أن نستحضر الإيمان بالله قبل أن نتفوه بكلمة واحدة، ولن يتم لنا ذلك إلا بكظم الغيظ، وبالعفو عن الناس، إن أطلقنا ألسنتنا في حالة غضبنا فلن نقول إلا خبيثا، ونكون قد أغضبنا ربنا وأرضينا الشيطان والعياذ بالله.. ولابد أن نحتاط من شياطين الإنس ..

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ(10)

[ سورة فاطر ]

الآن قد اتضحت الرؤيا، فمن كان يبغي العزة فلله العزةُ جميعا، والحصول عليها إنما يكون بالكلمة الطيبة وبالعمل الصالح ولا سبيل لنا سواهما، لنحصل على حياة طيبة هنيئة وسعيدة في رحاب الرحمن الذي علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان.

وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ(10)

سنجد في مشوار حياتنا من يمكر بنا، ويدبر لنا، ولكن عندما نحفظ الله فسوف يحفظنا ربنا بإذن الله تبارك وتعالى فهو يتولى الصالحين..

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

آخر سورة التوبة، وكأن كل مرة نتوب فيها إلى الله سنجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في انتظارنا يفرح لتوبتنا ويستغفر لنا ربنا ويطبطب علينا ويطيب لنا أفكارنا لأننا آمنا به واتبعنا سنته ولم نره ولم نسمعه وهو صلى الله عليه وسلم قدر ذلك فبكي عندما تذكرنا وقال لأصحابه أننا أحبابه، فحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بمثابة حبل النجاة وحزام الآمان من الظلام وكل التواهان.

لو راجعنا ما سبق من دروس مستفادة سنجد أننا أمام أهم أخلاقيات النداء الأول الذي قال فيه ربنا ينادي على من به آمن :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

هذا واستغفر الله لي ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. والحمد لله رب العالمين

 

 

 


 

 











  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 189 مشاهدة
نشرت فى 30 مارس 2016 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ibrahimelmasry

كما إنه ليس من المعقول أن نعمل في شركة ولا نطبق تعليمات هذه الشركة.. وكما إنه ليس من المعقول أن ينادي علينا رئيس أو مدير الشركة ولا نلبي فإنه ليس من المنطق وليس من المعقول أن نعبد ربنا ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء ولا نلبي نداءه .. خاصة وأنه سبحانه ينادي علينا ليعطينا مقومات الحياة ومقومات النجاح ومفومات التميز ومقومات التفوق بجانب أنه سبحانه يغذينا بتقوى الله لنتقي بها عذاب جهنم فإن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما ..
وقانا الله وإياكم عذاب جهنم

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,186

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »