يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
( البقرة )
الصيام جنة، وهو حصن من حصون المؤمن، وكل عمل لصاحبه إلا الصيام، يقول الله : الصيام لي، وأنا أجزي به
الراوي أبو أمامة الباهلي المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 5198خلاصة حكم المحدث: صحيح
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
مع محاضرة جميلة عن الصيام والغاية منه للدكتور محمد هدايا:
قديمآ تعلمنا أن الصيام كتبه الله تبارك وتعالى ليشعر الغني بالفقير ، هذا كلامٌ لا يُسمن ولا يُغني من جوع !!
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
الله تبارك وتعالى أوجد الحكمة والعلة في مطلع آيات الصيام (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون )) و"لعل" في كلام الله تبارك وتعالى تُفيد الغاية ..
"غايتي من فرض الصيام عليكم أن تخرجوا بعد رمضان على التقوى " تقوى مُنقطعة النظير تختلف عن تقواك قبله ،بـ : الامتناغ عن الظلم؛ الكف عن الخوض في أعراض الناس؛ منع حتى الخيال ليفكر في المحرمات ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فإذا كانَ يومُ صومِ أحدِكُم فلا يرفُثْ ، ولا يصخَبْ ، فإن شاتمَهُ أحدٌ أو قاتلَهُ ، فليقل : إنِّي امرؤٌ صائمٌ "
لم يقل رسول الله فإذا كان " نهار " صوم أحدكم ، لأنك بعد العشاء يظل اسمك صائمآ ولو سابَّك أو قاتلك أو شاتمك أحد...فلا ترد عليه...
الرسول يُريد أن يُعلمك أن الصيام يقودك الى البِّر ، التقوى ، الإحسان ، وكل الأمور التي ساعة يُوسوس لك الشيطان بعكسها ، الصيام يُذكِّرك و التقوى تدفعك أن ترد هذه الوساوس بعد رمضان...
لذلك ، الذي يأتي الحرام بعد رمضان فليعلم تلقائيآ أنه ما صام على مراد الله ،بل وهناك شكٌ كبير في هل قبل الله منه هذا الصيام "الأعوج" ، لأنه ما تحقق فيه قول الله (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون))
الصيام فريضةٌ غايتها التقوى، فإن لم تتحقق التقوى... فما فائدة الفريضة ؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
لعل شرح الدكتور محمد هدايا يجعلنا نفهم الحكمة من الصيام، خاصة وإن راجعنا الآية رقم 177 قبل النداء الرابع والتى حددت لنا كل مواقف البر، والتى سنجدها في طريق حياتنا كإمتحانات يضعها الله تبارك وتعالى لنا حتى نتاكد من مستوى التقوى لدينا، وحتى نعرف ما الذي ينقصنا بالتحديد لكي نصل إلى درجة البر والإحسان، وفي عجالة سنسترجع سويا آية البر ومواقفها الجميلة :
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)
وهكذا نرى أنه لكي نصل إلى تقوى الله بالصيام الصحيح قبل رمضان وبعده علينا أن نتبع كل ما سبق من خطوات قد تدربنا عليها في النداءات التى درسناها واستعرضناها سويا.
رابط النداء في مركز الخليج بتاريخ10/6/2014
ساحة النقاش