نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

 

 

 

 النداء الرابع

دورة التخلي قبل التحلي

**

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) { البقرة}.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، أما بعد أحبتي في الله، قبل هذا النداء آية جميلة جدا، ممكن نتخذها مدخلنا الكبير إلى السعادة الحقيقية والأبدية، تجمع كل الأخلاق النبييلة والصفات التى يحبها كل البشر، والتى يسرها الله لكل من أراد أن يتحلى بها، بشرط أن يفرغ قلبه وعقله من كل السلبيات، من الهوى ومن الكلام الفارغ ومن الأفعال وكل ما يخرجنا من رضى الله إلى طاعة الشيطان، والآية تقول :

لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)

وكأني بالله تبارك وتعالى يقول لنا قبل أن نلبي نداءه الرابع علينا أن نكون من الأبرار، ثم يشرح لنا من هم الأبرار:

﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ ﴾

ليس البر، أن نتبع فلان أو علان من المذاهب والطرق والآراء، ولكن البر ما وضحه لنا ربنا من أعمال صالحة سبقتها أفكار صائبة وعقيدة قوية صحيحة لا تزلزلها الأحداث والأغيار..

وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ

بلوك واحد كمرحلة أولى من الإيمان، أن نؤمن بالله، فلا نتكلم بما يغضبه، ولا نحشو رؤسنا بأفكار الناس ونترك رب الناس، ولايمكن أن ننسى اليوم الآخر لحظة واحدة، قبل أن تعتنق فكرة معينة تذكر أنك ستموت غدا وربما الآن فهل هذه الفكرة ستكون عائقا في سبيل مرضاة ربك؟ هل ستغضب ربك؟ هل ستدعم إيمانك بالله ؟ إن كانت الإجابة نعم فتوكل على الله واعتنقها وقم بتطبيقها حرفيا وعلى حسب مالديك من كتاب الله وسنة رسوله …

وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ

طبعا كلنا عرفنا أن هناك ملائكة تصاحبنا وملائكة تستغفر لمن في الأرض، وملائكة تستغفر للذين آمنوا، وملائكة يصلون على النبي وأُمرنا أن نصلي معهم عليه صلى الله عليه وسلم، ثم نطبق ماجاء في كتاب الله، ونتبع سبيل المؤمنين مع النبيين.

وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ

الآن جاء دور التطبيق العملي للإيمان، نخرج من أموالنا على حبنا له اليتامى والمساكين إلى آخر كل تلك الفئات التي ذكرها الله تبارك وتعالى في الآية.

وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُو

وهنا خلق كريم يقربنا من الله ومن الناس أن نفي بعهودنا، لتستمر الثقة بين الناس في التعامل، تلك الثقة التى كانت تميز الرجال، كان الرجل ُيُعرف بكلمته، وبمدى أحترامه لكلمته فهو محترم عند الناس، وكان الذي يُخل بعهده تجد من يقول لك إن أردت معاملته في بيع أو شراء( سيبك منه ده ملوش كلمة).

وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ

الصبر والصلاة في نداءنا الثاني ها نحن نحتاج إليهم الآن، سبحان ربي الرحمن المستعان، ياخذ بأيدينا وكأننا أطفال صغار، حتى لا نقع ولا نتوه ولا يضحك علينا الشيطان.

أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)

سنحاول أن نطبق مالدينا خطوة بخطوة، وسنستعين بالله الرحمن المستعان وبكثرة الإستغفار والإنفاق في سبيله والعفو عن الناس ومحاولة استرداد الثقة التى فقدناها.

والآن مع النداء الرابع، ومسئولية تطبيقه تقع على القائمين على أمر الناس، وكل ماعلينا نحن كمحكومين أن نحاول ألا نتورط في سفك الدماء ولو بتأييد من يسفكونه.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) { البقرة}.

 

أدعو الله لي ولكم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يمدنا بما نحتاجه من عون ومساندة، وأن يأخذ بيدنا ويقومنا، وأن ينير لنا حياتنا كلها، وأن يولي علينا من يقودنا إلى نصر الله وأن يحفظ أولادنا وآباءنا وأهلينا من الضلال والضياع والفساد.

والحمد لله رب العالمين.

 


<!--

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2014 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,499

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »