نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

authentication required

كهف الآمان الذي يحمينا من الشرك بالرحمن
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا
*****

أعتقد والله أعلى وأعلم أن الشرك هنا واضح تمام الوضوح من خلال المقارنة بين الغني والفقير، بين الظالم والعابد، بين الصالح والطالح… وأول مواطن هذا الشرك نجده في مطلع الآية:وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)ظنه بأنه خالد مع نعم الله، وعدم تصديقه بقيام الساعة، وغروره الكبير الآثم بالله العلي العظيم، كل هذه مواطن للشرك بالله العلي العظيم والعياذ بالله.قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)بسرعة اتخذ المؤمن طرف الحوار وبدأ في إعطاءه درسا قاسيا في الأخلاق، ووضح لنا أن الشرك يخرج الإنسان من الإيمان.وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)بعد أن عرفه موقفه، واخبره أن شركه بالله قد أخرجه من الإيمان، بدأ ينصحه لعله يرتجع، وهذا هو حال كل من آمن بالله ربا واتخذ الإسلام دينا ورضي بمحمدا نبيا ورسولا صلى الله عليه وسلم .. هو محاور زكي وفطن ويبادر بالخير وفي منتهى الأدب.فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)الذي أعطاك هذا قادر على أن يعطيني خيرا منها، ثم هي معرضة إلى زوال، ومن يتضح لنا أنه كان يقصد جنة الخلد، وهذا من قوله خيرا منها، فجنة الخلد هي خير وأبقى.أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)حتى الماء لو نفذ وجف النهر فلن تستطيع أن تحصل على ماء تسقي به أو تشرب، والماء هو أو عناصر الحياة.وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)الآن عرف أنه كان مشرك، أشرك بالله نفسه وشيطانه، فظن وفكر واغتر واتبع هواه، وهذه هي مواطن الشرك الظاهر والخفي، فالشرك الظاهر هو أن نغتر بنعم الله، أو نشرك به شيئا أو أحدا بمعنى عدم إخلاص عبادتنا لله وحده سبحانه. أحذر من اتباع الظن، فهو شرك بالله، خاصة وأنه سبحانه قد أمرنا أن نجتنب كثيرا من الظن لأن بعضه إثم، وأحذر من اتباع هواك، أو أن تسلم عقلك لغيرك ليحشوه بكل أنواع الشرك وانت ناعس ونايم على ودانك ، فعندما يأخذك صاحبك لمعصية وتطيعه فقد أشركت بطاعة الله طاعة صاحبك، وعندما تحدثك نفسك بمعصية فقد أشركت مع الله نفسك، وعندما تمشي في الأرض بالنميمة والفساد فقد أشركت بالله وعصيت أمره…وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)لا تنتظر النصر من مخلوق، ولا تعتد بما لديك من قوة أو من مال أو عزوة أو فصيلة أو منصب أو من جاه، فكل ذلك زائل ولن يبقى لنا إلا وجه الله العلي العظيم. هو ينصرنا وهو يرحمنا وهو يوفقنا وهو سبحانه يقينا شر أنفسنا.هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)الولاية الحق لله رب العالمين، هو خير من يعقبك في عقبك وفي بيتك وفي أولادك وفي مالك وفي زوجك، وفي مشروعك وفي أرضك وفي مصنعك وفي كل اتجاهات حياتك، فتوكل عليه وكن دائما في عصمته وحمايته راجيا رحمته.وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الكهفهاهي الحياة، في لحظة تنتهي، بكل ما فيها من هيلمان وصولجان وسلطان، زرعة أو نبتة تزدهر وتنمو ثم تذبل وتموت ويحملها الريح.نصيحة وملاحظة في غاية الأهمية:كل ما سبق هو فهمي الخاص للآية، ومجرد خواطري عنها، وهي ليست تفسيرا فلست أهلا لذلك.. والحمد لله رب العالمين أن جعل فينا علماء أتقياء نجباء ملأوا الدنيا بتفسيراتهم التقية والغنية، فعليكم بالرجوع إليها، بل علينا جميعا أن لا نتكل على تفسير أو شيء من هذا القبيل، ولكن نتخذ كل ما يقال كمصابيح تنير لنا طريقنا إلى الواحد القهار وتعيننا على صحيح العبادة لله رب العالمين.. ومما لا شك فيه أن لكل إنسان رسالة خاصة جدا من الله، وجدها سيدنا سليمان في حديث النملة لقومها، وأخبر بها الهدد مليكه { ملك الجن والإنس والريح سليمان عليه السلام } وأنت وأنا سنجد رسالة ربنا الخاصة بنا في عموم حياتنا، في آية، أو حدث، أو مصيبة، أو إبتلاء، فلابد من أن نكون مع الله مستيقظين غير متواكلين، وكفانا ما نرى الآن من !! ومن!! ومن!!. وكل ما يمر بنا بسبب التواكل الإستهتار والتفريط في جنب الله..أدعو الله لي ولكم أن يديم علينا نعمه وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأسأله سبحانه لي ولكم من كل سأله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.هذا وما فيه من صواب فمن الله وهو رزقا حسنا لمن به اتعظ، وما به من خطأ فمني واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم.استودعكم الله دينكم وآماناتكم وتقواكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.سبحانك اللهم وبحمدك.. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
م
م

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2014 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,487

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »