نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->

والفجر وليال عشر (7)

وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)

وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)

أي شكوى من أي نوع ومن أي إنسان معناها الواضح والصريح هو هذه العبارة الدقيقة { فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }.. المرأة تشتكي من جوزها، الأب يشتكي منها، المواطن يشتكي من رئيسه، أي شكوى من أي نوع معناها الحقيقي { فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }.. يعلمنا الله تبارك وتعالى عن طريق سيدنا يعقوب عليه السلام  ماذا نفعل عندما يؤلمنا شيء قال عليه السلام :

{ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) }

 الناس لن يتركوك ولن ينفعوك وليس في مقدورهم أن يفعلوا شيئا لك عندما تشتكي لهم، غير كلمات يقولها البعض متأثرا ويقولها آخر وهو يتمنى أن يفر منك فرارا... ولنا آية أخرى عظيمة تؤكد المعنى:

قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ

الله سبحانه وتعالى هو الذي يسمعك ويطيب خاطرك ويفتح لك ابواب رحمته، ويرفع عنك همك وحزنك ويفرغ عليك صبرا فلا تشتكي لغير الله .. هذا من ناحية الشكوى ... أما من ناحية الرزق فهذا هو موضوعنا الآن ...

وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)

إذا عندنا هنا الإبتلاء في كل الحالات.. إذا أكرمك الله ونعمك فهو إبتلاء.. وإذا قدر عليك رزقك فهو إبتلاء... هل  أنتم معي ولا رحتوا فيييييييييييييييين .....

إذا ما العمل؟ إن عبارة أن ربنا أكرمني آخر كرم نسمعها كثيرا من كل واحد حقق ربحا أو شيئا أراحه نفسيا فيقول أنا الحمد لله ربنا كرمني آخر كرم ... بينما الآخر يشتكي إلى الناس هما هو اخترعه، وإهانة هو أهان بها نفسه، فاشتكي لمن لا يملك له نفعا ولا ضرا... ففضح أمره وعبر عن جهله لحقائق الأمور..

لابد لنا من أن نعيد على مسامعنا الآيات مرة أخرى لكي نفهم الحكمة منها .... فدققوا معي بكل كيانكم فهذه مفاجأة سترجنا رجا وتدك فينا الباطل دكا دكا ... وستطحن كل السلبيات العالقة بإذهاننا وليس لها مقام من الصحة ولا وزن في الواقع الذي نعيشه :...

فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)

هنا نرى أن الله تبارك وتعالى قد قسم  العالم كله فريقين .. فريقا اعتبر عطاء الله له وتنعيمه كرما.. وفريقا أعتبر حرمانه مما لدى الآخرين إهانة... الآن سنعرف رد المولى تبارك وتعالى على هؤلاء وهؤلاء..

كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)

يرد على الفريقين بكلا القاطعة.. كل من الفريقين خاطئ... ثم يحدد لنا المولى عز وجل ما يجب علينا فعله في حالة العطاء والتنعيم وفي حالة المنع ... أول ما يجب علينا فعله عندما نشعر بكرم الله لنا وعندما نشعر بنعمه الظاهرة والباطنة طبعا بعد الحمد لله وشكره.. إنما شكر النعم  هو أولا:

كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ

نعم ياسيدي الفاضل، تشعر بكرم ربك فعليك أن تكرم اليتيم وما أكثرهم في هذه الأيام، تشعر بتنعيم ربك لك فعليك بإكرام اليتيم وعلى فكرة إكرام اليتيم هو تأمين مستقبله، تعليمه أحسن تعليم وكأنه ابنك من لحمك ودمك، هكذا تكون إنسانا مؤمنا موحدا بالله وحكيما... حكيما لأنك عرفت الحكمة والغاية من إبتلاء الله لك بالمال وسائر النعم ... غير ذلك يكون هو الجهل بعينه.. جهل بحكمة الله من العطاء والمنع .. جهلا بحكمة وجودنا في هذه الحياة .. جهلا بأمر الله الذي كلفنا به عندما آمنا به ربا واحدا يعطي  ويمنع بحكمة بالغة بالغة بالغة.. حتى الفقير الذي لا يملك المال أجبره رسول الله بشمول اليتيم بعطفه وحنانه وذلك بالمسح على رأسة في حب وحنان.

ثانيا:

وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)

مفاجأة كبرى لبعضنا، لم يعطينا الله الصحة والمال والولد وسائر نعمه لنقول ربي أكرمني ... ولكن لنسعى على اليتيم ونأمر أهلنا ومن يعملون معنا بإطعام المسكين  وسنجد هذا واضحا في الآية التالية كما سنجد أيضا الجزاء الوافي من الرحمن الرحيم إذا ما فعلنا ما أمرنا:

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)

هذه هي الحكمة البالغة من العطاء، إذا أعطاك الله شيئا من المال ونعمك ببعض نعمه فابتغي وجهه سبحانه بما اعطاك ليقيك شر يوما عبوسا قمطريرا، كان شره مستطيرا.. ثم عطاءا آخر لا يمكن أن تحصل عليه بمال الدنيا وهو نضارة ونورا في وجهك وسعادة وسرورا في قلبك وحياتك كلها ....

وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ

أما هذا الذي يشكو ربه ويهين نفسه بشكواه ويجهل حكمة المنع جهلا مدقعا قويا.. فكم من غني كان مثواه جهنم والعياذ بالله مثل قارون... وكم من غني أكتفى بقوله ربي أكرمن وكان مصيره أن تكوى جبهته وجنبه بما بخل لدينا آية قوية ارتعدت لها مفاصلي نعوذ بالله العلي العظيم من البخل والشح ومن أن نكون من أهلها:

يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة

لقد وضع الله تبارك وتعالى لهذا الذي يشعر بالإهانة عند المنع شرطان جميلان مريحان للقلب والنفس والعقل والبدن قال الله تبارك وتعالى

وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)

أول شيء يفعله الذي يجهل حكمة ربه في المنع أنه يأكل التراث، أي يتخلق بأخلاق غير حميدة، وذلك لأنه نظر إلى ما عند الناس.. ونسي أن ربه عفاه من أشياء كان من الممكن أن تؤدي به إلى مصير مشئوم.. مثل قارون ومثل البخيل الذي يكوي الله جبهته وجنبه وظهره بنار ما بخل به ...

وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)

ثاني شيء يفعله هو حبه الشديد للمال، حبا يجعله يرتكب حماقات من أجل الحصول عليه، حبا يجعله يفقد راحة باله وربما احترامه لنفسه واحترام الناس له .. حبا قد يجعله يسرق أو يرتشي... فيطعم نفسه وأهله من حرام ... وإن لم يفعل ظل معذبا بهذا الإحساس بالحرمان أو بالإهانة...إن أسوأ شيء يفعله الإنسان بنفسه هو عدم الرضا بما قسم الله له،..

إلى هنا نأتي إلى نهاية رحلتنا اليوم مع الغني والفقير. مع الوهم الذي سماه أحدهم بالكرم والآخر بالإهانة،  غدا سنأتي إلى تصوير دقيق لنهاية العالم ... عالمك انت .. سنرى بعين اليقين كيف سينتهي بنا الحال... سنعلم علم اليقين بكل ما سيحدث في الغد القريب إن شاء الله .. فحتى ذلك الحين أستودعكم الله العلي العظيم الذي لا تضيع عنده الودائع.

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,308

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »