يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) الأنفال.
إن حياتنا الحقيقية تكمن في تلبية دعوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،وإن أخشى ما أخشاه أن نكون وقد جرفنا التيار المعاكس، فهذا ما يحدث عندما يسبك أحد فتسبه، فقد دخلت معه في نفس الدائرة، والتى تدل على سوء خلقه، وقلة صبرك.
ففي هذه الحالة قد استطاع من يسبنا ويدبر أمر هلاكنا أن يخرجنا من النور إلى الظلومات التى هو فيها يحي بقلب قد مات. وإننا لنرى ذلك واضحا على مسرح احداث الواقع في بلادنا، لقد نجحوا في أن يدخلونا في دائرتهم المظلمة وأن نفعل مثلهم يسب بعضنا بعضا ويلصق به التهم.
وهنا يأتي دور نصيحة الشيخ الشعراوي رحمه الله والتى تجدونها كل يوم منشورة في التويتر بالإنترنيت.. قال رحمه الله :
لنتذكر دائما أبواب الرحمة المفتوحة لنا .. نرفع أيدينا إلي السماء .. ونقول يا رب رحمتك .. تجاوز عن ذنوبنا وسيئاتنا.
وإني هنا تذكرت آخر سورة البقرة، والتى سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ آخرآيتين من سورة البقرة كفتاها.. وفي هذا المقام هي خير دعاء فلندعوا به لعل الله يرحمنا ويجنبا سوء ما يمكر به الماكرون:
آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة.
إن كنت لا تصدق أن هناك الآن من يمكر بنا، فاستمع إلى قول ربك في محكم آياته:
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) الطارق
{ يكيدون كيدا } أنهم يكيدون الآن وسيظلوا يكيدون لنا حتى يأتي أمر الله، ولو دققت معي النظر في الآية ، تجد أن الله سبحانه وتعالى قبل أن يخبرنا بأنهم يكيدون لنا قد أقسم بالسماء ذات الرجع، والأرض ذات الصدع، أنه قول فصل، نهائي لا رجعة فيه ولا شك ولا ريب.
لذلك عندما تقرأ أو تسمع شيئا عن أخيك المسلم فتذكر هذه الآية، لقد وقع المسكين في كيد شياطين الإنس والجن، فلا تكن عونا لهم عليه، ولكن أدعو الله له وللمسلمين بالخير، فقد وعدنا ربنا بالإحابة بعد أن أمرنا سبحانه بالدعاء.
اللهم ربنا قد وقعنا فيما لا تحبه ولا ترضاه لنا بظلمنا لأنفسنا، فاغفر لنا ربنا، وردنا إليك وإلى ردا جميلا يارب العالمين، ليس لنا رب سواك، وهانحن حالنا وقد راح منا كل عزيز، وغلبت علينا شقوتنا،فاغفر لنا ربنا، إنا تبنا إليك، يارب العالمين يارب ابراهيم ومحمد يا أرحم الراحمين، أكشف ما بنا من ضلال وعذاب وهوان... ولا تولي علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، ربنا إنا تبنا إليك، ارحم فينا ضعفنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، ولا تعاملنا إلا برحمتك يارب العالمين فقد وسعت رحمتك كل شيئ وعذابك تصيب به من تشاء، اغفرنا ياكريم، اغفر لنا يا ارحم الراحمين، يارب إنا عودنا إليك فلا تردنا على أعقابنا فليس لنا رب سواك يارب يارب يارب العزة سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العلي العظيم.
اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش