يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ104 البقرة

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:-2.85pt; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:14.2pt; text-align:right; text-indent:-42.55pt; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ104 البقرة

رقم الآية هو 104 .. معنى ذلك أن هناك عدد 103 آية قرآنية هي كلام الله لعباده لكي نتعلم منها ونستمعها ونستنبط منها ما فيه خير لديننا ودنيانا .. ثم يجيئ النداء بأحب الألقاب التى عرفنهاها من خلال الآيات السابقة { يا أيها الذين آمنوا } .. لقد عرفنا المعنى العميق والدقيق لكلمة الإيمان.. وربما دخل الإيمان فعلا قلوب من اتبعوا المنهج واتخذوا الإسلام دينا.. واتبعوا الرحمة المهداة للعالمين محمد ابن عبدالله.. صلى الله عليه وسلم .. بعد أن آمنا بالله.. وتوطدت عوامل الإيمان في نفوسنا.. الآن ينادينا ربنا ويؤكد لنا صفة الإيمان به سبحانه وتعالى... وهذا في حد ذاته تشريف كبير.. يدخل على قلب المؤمن سعادة وبهجة وخوف ورهبة وخشوع...

    يقول فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله .. أنه عندما ينادينا الله بيا أيها الذين آمنوا.. فهو سبحانه وتعالى ُيثبت لنا الإيمان ويحثنا على الإستمرار فيه، والإستماع إليه سبحانه لنأخذ عنه المنهج .. منهج الإيمان ليزداد في قلوبنا علوا ورسوخا }..

     وقد لفت نظري في هذا النداء أنه أول مراحل الأدب مع الله.. هل سنستمع إليه؟ فقد انهى سبحانه وتعالى الآية يأمرنا فيها بالإستماع؟  ..

      لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا

ومن ناحية أخرى .. المولى عز وجل يعلمنا أدب من أجل وأهم الآداب على الإطلاق.. وهو أدب الكلام.. أدب المخاطبة.. أدب التعامل مع الآخرين، فهو وسيلتنا الوحيدة لنسموا ونرقى في تعاملنا مع الآخرين.. فإذا استطعنا أن نتبع تعليمات ربنا في مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسوف ننجح في مخاطبة الآخرين ممن يكبروننا سنا ومقاما..

      كما إنني أرى في النداء توجيه من المولى عز وجل لندقق في اختيار الكلمات التى نتكلم بها .. فلا ننطق بكلمة لها معنى ظاهر جميل، ومعنى آخر قبيح،.. وهذا من صفاء النفوس وطهارة القلوب.. أن يتوافق الظاهر مع الباطن...

      ثم  أن الآية الكريمة نستشف منها أيضا شيئا في منتهى الأهمية بالنسبة لشباب المسلمين .. وهو تعلم لغة الآخرين.. لغة أعدائنا وأصدقائنا ممن يتكلمون بلغات غير اللغة العربية، وذلك حتى نكون على المستوى اللآئق من الثقافة والعلم للتعامل معهم..

      كما أن الآية الكريمة تحسنا وتدفعنا لنتعلم لغة عدونا  لكي لا يتسللون إلى إلينا بكلمات رنانة تحمل في طياتها كل ما هو خبيث، كما هو الحال في سبب نزول هذه الآية الكريمة... فقد كان اليهود يخاطبون رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له راعنا.. وهذه الكلمة في لغتهم معناها قبيح، فانتهزوا فرصة أن المسلمون يستعملونها ليسخروا بها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. سخر الله منهم وأزلهم .

      أما الآن فسأقدم لحضراتكم بعض الآيات التى توضح لنا قوة الكلمة وأهميتها البالغة سواء في الإيجابيات أو السلبيات... والله ولي التوفيق:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)  تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) ابراهيم

      الكلمة الطيبة تصل في علوها ورقيها إلى عنان السماء.ثم أن أهل الأرض وأهل السماء منها يطعمون.

وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26 إبراهيم }

     أما الكلمة الخبيثة والعياذ بالله عندما تخرج من فيه صاحبها تكون كقنبلة الجراثيم تؤذي كل من سمعها ، والحمد لله أنه سبحانه لم يجعل لها قرار في الآرض.

      قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) أل عمران..

أرأيت معي كيف أن الكلمة البليغة الرشيدة ممكن أن تجمع بين الناس على خير مهما اختلفت  أشكالهم وألوانهم ومللهم!!!!!

      وفي نفس الوقت هناك كلمة لا وزن لها .. ولا معنى لها، ولا تقدم ولا تؤخر..{{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }} المؤمنون.

        الآن أنتبه قليلا.. ودقق فيما ستقرأ لأنه كلام الله وهو إلزام لكل مؤمن بالله :

إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26) سورة الفتح.

      أخي في الله .. ارى والله أعلى وأعلم أن المولى عز وجل قد ألزم كل مؤمن ومؤمنة بكلمة التقوى، وذلك منذ أن فتح الله على المؤمنين وجعلهم حملة لواء المسلمين وأعزهم بالإسلام، وقد أنتبه سيدنا عمر ابن الخطاب إلى تلك الحقيقة فقال قولته المشهورة: لقد أعزنا الله بالإسلام ، فإنا طلبنا العزة من غيره أذلنا الله } وهذا ما يحدث للمسلمين في كل مكان.. كل من يلتمس العزة من غير الله أذله الله.. لأن العزة لله جميعا:

الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) النساء

      أدعوا الله عز وجل أن نعود إلى سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونتبع سنته، ونستمع لكلام ربنا ونأتمر بأمره وننتهي بنواهيه، وهذه هي رسالة كل شاب مسلم يريد العزة له ولأهله وبلده.. عليه أن يعود إلي ديننا الحنيف ففيه النجاح والفلاح والصلاح..

      اللهم ردنا إليك ردا جميلا .. واحفظ شبابنا من الهلاك والضياع.. ووحد صفوفنا وألف اللهم بين قلوبنا وطهرها من الدنس وطهر عقلونا من كل ما علق بها من أفكار لا تحمل في طياتها إلا الهلاك والدمار .. اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا .. وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين واجعلنا من تابعين نبيك محمد الذي بعثته بالحق هدى ورحمة للعالمين واجعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. آمين آمين يارب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث هدى ورحمة للعالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

11/01/2012