إبراهيم أحمد

الأسرة، المعرفة، الحياة

اقترب عمرى من الأربعين، و قد لاحظت مؤخرا التشابه الكبير بينى و بين أبى فى الأفعال و التصرفات. أفعل مثلما كان يفعل و آكل مثلما كان يأكل، أرتدى نفس ذوقه فى الملابس و أتبع نفس طقوسه فى البيت و العمل!

اندهشت حقا عندما اكتشفت أننى و أبى نفس الشخص تقريبا بالرغم من اعتراضى الدائم على قراراته و أفعاله، بالرغم من اعتقادى أننا من عوالم مختلفة. الآن أقدر أكثر فأكثر ما كان يفعله لى و لأخواتى. الآن و أنا فى سنى هذا أستطيع أن أفسر لماذا كان يفكر هكذا و أستطيع الآن فقط أن أبرر كل قراراته، و أن أضع نفسى موضعه آنذاك، و أندهش عندما أفكر فى اتخاذ نفس القرارات و أتبنى نفس وجهات نظره! بل حتى أخطائه أصبحت ألتمس له العذر فيها فأنا أيضا لى مثلها، كيف لى أن أهاجمه و أنتقده و ربما فعلت مثله تماما بل أنا متأكد الآن أننى سأفعل مثله فى كثير من الأمور إن كنت مكانه.

أبى، سامحنى، فعلا لقد تطلب الأمر عمرا لأدرك أننا نفس الشخص رغم اختلافاتنا فى التعليم و الثقافة و الطباع و لكن كل هذا سطحى و يبقى فى النهاية حقيقة أننى أشبه أبى تماما شكلا و موضوعا.

و لكنها حكمة الله فى تمرد الأولاد على آبائهم، لكى نأخذ دورنا فى التطوير و التقدم و عندما ننجب بدورنا يأخذ أولادنا دورهم، و نبدأ نحن بتفهم آباءنا و نتراجع بعض الشيئ عن عنفوان الشباب و نركن إلى ما وصل إليه آباؤنا لنفهمهم أكثر، هكذا هى الحياة.

بقلم: إبراهيم أحمد

كتبته متأثرا بمقال فى مجله زوايا ( اليمن ) للكاتب: محمد( أبو أحمد) و قد نشرته د. نبيهه جابر

  • Currently 108/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 960 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2010 بواسطة ibrahim

الترجمة

عدد زيارات الموقع

819,893