اللسان أخطر عيوب الإنسان
========
اللسان السليط يكب صاحبه فى النار فمن أخطر عيوب اللسان، الخوض في الأعراض والألفاظ النابية والكذب في الحديث، وهو صفة المنافقين، :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم
حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان )،
وحديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين أيضا فيه زيادة : ( وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر )،
فأول هذه الصفات القبيحة الكذب، وقد يتخذ البعض بالكذب في الحديث من باب المزاح، ومن باب إضحاك الناس، وهو لا يدري أنه يحمل نفسه أوزاراً، ويعرضها أخطاراً، وهو جالس يتفكه بالكلام فيما لا يعينه، قال صلى الله عليه وسلم:
«من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، فالمسلم يحفظ لسانه إلا فيما فيه فائدة، ما فيه خيرٌ له، وخيرٌ للمسلمين، قال تعالى:
«وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً»،
كان أبو بكر رضي الله عنه يأخذ بلسان نفسه ويقول:هذا الذي هو أوردنا الموارد. وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول: أيها اللسان قل خيراً تغنم أو اسكت عن شرٍ تسلم، وإلا فإنك ستندم.، قال الله جلَّ وعلا:
«لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيما»
وقال الحكماء:إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب.
واللّه تعالى يقول: «وما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» (ق: 18).
والإنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه؛ حيث إنه يسجل عليه، وكل إنسان مطالب أن يحفظَ لسانَه عن جميع الكلام إلا كلاماً فيه النفع والفائدة، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم :«مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ».
ومن الوصايا النبوية ما قاله صلى اللّه عليه وسلم: «لا تُكْثِرُوا الكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فإنَّ كَثْرَةَ الكَلامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعالى قَسْوَةٌ للْقَلْبِ، وَإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ تَعالى القَلْبُ القَاسِي».
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «مَنْ وَقاهُ اللّه تَعالى شَرَّ ما بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَشَرَّ ما بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّةَ»
وقال عقبة بن عامر رضي اللّه عنه لرسولَ اللّه، ما النجاة؟ قال: «أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان، تذل له وتخضع، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.
وقال ابن مسعود: والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان. فاللسان سلاح ذو حدين إذا حفظه صاحبه كان من أعظم أسباب النجاة ومن أسباب دخول الجنة، ومن أطلق له العنان يرتع به فيما حرم الله كان من أعظم أسباب دخول النار.
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟».
الخوض في الأعراض
من صفات المؤمنين أنهم يحفظون ألسنتهم من الخوض في أعراض الناس، ويبتعدون عن اللغو في الكلام، قال الله عز وجل
«وإذا مروا باللغو مروا كرامًا» (الفرقان: 72).
والإنسان مطالب أن يستعمل الألفاظ السهلة التي تؤدي المعنى بوضوح، وألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء، ولا يصغي إلى متفحِّش.
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت عليهما أم المؤمنين السيدة صفية بنت حُيَي، رضي الله عنها، فقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، تعني أنها قصيرة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لمـَزَجَتْهُ. أي أن تلك الكلمة قبيحة لدرجة أنها تُنْتِنُ ماء البحر لِقُبْحِها وسوئها.
وقيل: اخزن لسانك إلا عن حق تنصره، أو باطل تَدْحره، أو خير تنشره، أو نعمة تذكرها. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ فقال: مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده.
كذبة أبريل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدِّيقاً. وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذَّاباً».
وعن صفوان بن سليم قال: قلنا يا رسول الله، أيكون المؤمن جباناً؟ قال: «نعم». قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: «نعم». قيل: أيكون المؤمن كذَّاباً؟ قال: «لا».
ويظن بعض الناس أنه يحل له الكذب إذا كان مازحاً، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في أول أبريل (نيسان) أو في غيره من الأيام، والكذب حرام مازحاً كان صاحبه أو جادّاً.
وكذبة إبريل عادة رذيلة لدى بعض الشعوب. ولم يأت في الشريعة يومٌ أو لحظة يجوز أن يكذب فيها الانسان، وليس في الإسلام كذبة إبريل ولا كذبة بيضاء ولا كذبة سوداء، فالكذب كله محرّم، إلا ما استثني منه للإصلاح ونحوه.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقاً، وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة (ثلاث مرات)».
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
====
موقع بسمة امل
ساحة النقاش