اف تكوين الأسرة
أهداف تكوين الأسرة
يهدف الإسلام من تكوين الأسرة إلى تحقيق أهداف كبرى تشمل كل مناحي المجتمع الإسلامي، ولها الأثر العميق في حياة المسلمين وكيان الأمة المسلمة .
ويمكن إجمال هذه الأهداف في ثلاث نقاط رئيسية:
1- الهدف الاجتماعي الذي يتحقق به تماسك المجتمع وترابطه وتوثيق عرى الأخوة بين أفراده وجماعاته وشعوبه بالمصاهرة والنسب قال تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشراْ فجعله نسباْ وصهراْ وكان ربك قديرا) .
2- الهدف الخلقي اعتبر الإسلام بناء الأسرة وسيلة فعّالة لحماية أفرادها شيبا وشباباْ ، ذكوراْ وإناثا من الفساد، ووقاية المجتمع من الفوضى،إن تحقيق هذا الهدف يكون بالإقبال على بناء الأسرة ، لأن عدم ذلك يحصل به ضرر على النفس باحتمال الانحراف عن طريق الفضيلة والطهر ، كما يؤدي إلى ضرر المجتمع بانتشار الفاحشة وذيوع المنكرات وتفشي الأمراض الخبيثة .
3- الهدف الروحي، إن بناء الأسرة خير وسيلة لتهذيب النفوس وتنمية
الفضائل التي تؤدي إلى قيام الحياة على التعاطف والتراحم والإيثار،حيث يتعود أفرادها على تحمل المسئوليات، والتعاون في أداء الواجبات .
ومن خلال تحقيق هذه الأهداف الكبرى، يمكن أن تحقق هناك أهداف أخرى في ظلال الأسرة، مثل إقامة شرع الله، وتحقيق مرضاته، لأنّ البيت المسلم ينبني على تحقيق العبودية لله تعالى، ولذلك ورد تعليل إباحة الطلاق حين تطلبه المرآة بالخوف من عدم إقامة حدود الله قال تعالى:( فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) .
كما أنّ الأسرة تحقق حفظ النوع الإنساني بإنجاب النسل ، ثم تتحمل المسئولية بتربيتهم وتوجيههم بما يسهم في بناء شخصيتهم السوية، لأن الإسلام جعل الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يقوم على رعاية الطفل ، واعتبر كل انحراف يصيب الناشئة مصدره الأول الأبوان ، لأنه يولد صافي السريرة ، سليم الفطرة ، قال عليه الصلاة والسلام: ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) .
ولهذا أثبتت الإحصاءات العلمية أن تربية الملاجئ تؤثر على نمو الطفل واتزانه العاطفي ، كما أثبتت أن فترات الطفل هي سنواته الست الأولى ، وأن طفل الأسرة المستقرة المتوافقة ،غير طفل الأم العاملة المرهقة والمشتتة فكريا في أداء وظيفتها، كما أن نتائج التفكك الأسري في الغرب، سبب الجنوح والتشرد والجريمة والانحراف لمعظم الناشئة .
فالأسرة هي البيئة الأولى التي ينشأ فيها الأطفال صالحين كما أنها المجال الفريد لغرس عواطف حب الله ورسوله وحب المسلمين ، الذي تزول
معه كل عوامل الشحناء والصراعات المختلفة ، فيخرجوا إلى الحياة رجالاً عاملين نافعين يكونون لبناة صالحة للمجتمع .
د . إدريس بن حامد محمد
مشاركة
حسن عبدالمقصود على
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش