اطلع على الصحرا

وقف الفنان الكبير عادل إمام يستمع للمشاجرة التي بين جاره وزوجته، وفجأة يفتح الزوج الباب ليجده أمامه .. فينصحه عادل: "اطلع على الصحرا" !!! .. لقد كانت المشاجرة تبدو خاصة بأمور عادية تخص الأسرة، ولكن الحقيقة أنها كانت عارضاً لمرض خطير وهو عجز الزوج جنسياً ..  وهذه هي مشكلتنا .. أنه عندما تتعرض الأسرة لمشكلة جنسية تتجاهلها تماماً ولا تحاول حلها .. والنتيجة: تزداد المشاكل بين الزوجين، وكلما تهدأ مشكلة يتشاجران على أمر آخر وهكذا لا تنتهي المشاكل بينهما، وهذا كله بسبب اصرارهما على عدم التطرق للمشكلة الأساسية. ومن ضمن المشاكل الجنسية الحساسة عجز الزوج جنسياً، فنجد الزوج يشعر بأنه غير قادر على إشباع زوجته جنسياً، مما يجعله حسّاساً لأي كلمة أو تصرف تقوم به الزوجة، فيهيج ويثور عليها بسبب هذا التصرف أو القول، ولكن السبب الحقيقي لثورته هو شعوره بالضعف وأنه غير قادر على لإشباعها جنسياً. أما الزوجة فهي تحاول أن تنكر احتياجها للإشباع الجنسي، مبررة هذا بأنها أمور من الممكن التغاضي والتسامي عنها، ومع ذلك نجدها عصبية المزاج، وحتى لا تجرح زوجها تحول غضبها وعصبيتها إلى أولادها. كل هذه العوارض ولا يحاول أي من الطرفين أن ينظر إلى المرض محاولاً علاجه. الزوج يشعر بالخجل أن يلجأ للطبيب، والزوجة لا تريد أن تضغط على زوجها حتى لا تجرح مشاعره. ولكن هل يظل الوضع كما هو عليه؟.

عزيزي القارئ .. إن العجز الجنسي له أسباب كثيرة منها النفسي ومنها الجسدي، وكل منهما من الممكن علاجه ولكن بشرط أن تعلن عن هذا الاحتياج. إن الجرح الذي نتغاضى عنه ولا نحاول علاجه أو تطهيره، بمرور الوقت يتلوث ويصبح خطيراً، لذا فالإعلان عن هذا الاحتياج مهم. ويجب أن يعرف الزوجان أن العجز الجنسي لا يقلل من رجولة الزوج، فالرجل هو القادر على إدارة بيته بالحكمة والحب، والحكمة والقوة الحقيقية للرجل تظهر في هذه المواقف عندما يعلن احتياجه دون خجل ويصرخ من أعماقه "آه" .. حتى يجد المساعدة.  لذا على الزوج أن يختار بين أن يعيش حياته مع زوجته في مشاجرات ومشاحنات، وبين أن يعلن عن احتياجه ويجد المساندة ويكمل الطريق مع زوجته بسلام. فقط عليه أن يقول:" أنا أحتاج"