حمى الاباحية

 

توجد العديد من التساؤلات المختلفة في مغزاها ومضمونها وهي التي جعلتني أفكر أن أكتب هذا المقال .. منها .. هل جميع الأوضاع الجنسية مع الزوجة مُباحة وغير ممنوعة كما في الأفلام الإباحية؟؟ .. هذا السؤال في حد ذاته كتساؤل لم يصدمني لكن تلك الكلمتان الأخيرتان فيه "الأفلام الإباحية"، جعلتني أتساءل: "لماذا يذهب البعض لرؤية تلك المُدمرات البصرية التي لا تترك في النفس إلا صوراً مشوهة عن المرأة أو الرجل والعلاقة الجنسية؟ أين ذهبت طهارة المضجع المقدس وأين نظرتنا للزواج بشكله وهيئته المقدسة؟."

 يقول الكتاب المقدس:

"لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ." (عبرانيين 4:13)

 تأثير  المشاهد والصور الإباحية .. وبناء الحصون:
يعتقد البعض أن كلمة إدمان هي فقط مختصة بالمخدرات أو ممارسة الجنس وغيرها لكنه يغفل أحياناً عن المفهوم الكامل للإدمان والذي يشمل الجنس السلبي أيضاً أو بكلمات أخرى التعود المستمر أو المتقطع على تلك المشاهد التي تنطبع على مرآة مخيلته مما يصعب اقتلاعها من جديد إلا بعد علاج خاص طويل .. مع العلم أن من يتعود على تلك المشاهد يصبح مع الوقت ضحية بشعة لها لأن تلك المشاهد تسبب تكدساً في مجال عقله الواعي فيرسلها أتوماتيكياً لعقله غير الواعي الذي يقوم بتفنيطها وتنظيمها ليحولها إلى قنبلة موقوتة – سلاح يصوبه لنفسه ضد نفسه – من النجاسة في منطقة اللاوعي تهدد سلامة أمنه النفسي وتشوه صورة الواقع الاجتماعي ونظرته لنفسه والآخرين.

 وهذا ما يسميه الكتاب المقدس "الحصون": "إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ." كورنثوس الثانية 4:10

الأفلام والصور العارية والميديا الإباحية جميعها يملأ مساحة كبيرة من ذهن الضحية، ذلك الجزء الذي يجب أن يترك صافياً، والذي منه يعكس الإنسان نظرته لمن حوله، وأسمي هذا الجزء المرآة الداخلية للذات .. والتي تتشوه بصور أشخاص آخرين عرايا لا يمتون بصلة ما إلا كونهم نماذج عارية رخيصة في النهاية بالنسبة لتقييم الإنسان لها، بالرغم من بحثه الدائم عنها وعدم قدرته على الاقتلاع عنها، فتجده يلجأ إلى الانعزال والانطواء .. أو بكلمات أبسط يجد الضحية من قرارة نفسه في تناقض عندما يقارن بين نفسه وبين ما يراه من سلوك يصنعه هو يرفضه. 

 

المشاهد الإباحية تخلق عالم غير واقعي للضحية:

·    بالنسبة للزوج عندما يشاهد تلك المشاهد ويرى أن الممثلين يقومون بأمور لا يستطيع هو أن يقوم بها، يبدأ في الشعور بالإحباط، فهو رجل ويريد أن يختبر تماماً ما يراه أمام عينيه!! لكنه يجد أن قدراته ليست بالوفرة الكافية ليقدم نفس الآداء لشريكة حياته، هنا يصاب بالإحباط والذي يمكن أن يصيبه بعدم القدرة على التمتع بشكل طبيعي بالإمكانات الطبيعية التي خلقها الله له. وأيضاً تجده يطلب متطلبات كثيرة من زوجته ربما تتضايق منها .. وبعدم تجاوبها معه تضع أول مسمار في نعش زواجهما. أما عندما توافق الزوجة على أفكاره عندها يراها الزوج لا شعورياً غير مختلفة عن هولاء اللاتي يراهن في مشاهده السرية فيبدأ في احتقارها لا شعورياً. بصفة عامة لا يحصل الزوج على نفس النتيجة الذي يراها في المشاهد الإباحية لذا تجده ساخطاً على زوجته وليس لطيفاً معها. بل ويعتقد أن زوجته غبية وليست مثل الأخريات .. قد يعتقد البعض أنني أوجه حديثي في الأغلب للرجال بشكل مكثف .. نعم هو كذلك لأن الرجل يعمل بالنظر ليس كالمرأة، والنظر يطبع صوراً في الذهن والذهن يخلق مشاهد حية للممارسة السلبية، وهذا ما يسميه الكتاب المقدس "شهوة" وإن لم تستثنى المرأة من ذلك فهي تنظر بغرض المقارنة وليس الاشتهاء كالرجل.

·    بالنسبة للزوجة التي يطلب منها زوجها أن تقوم بأوضاع بهلوانية غير طبيعية أثناء العملية الجنسية  أو المعاشرة من مناطق غريبة ربما تشعر في قرارة نفسها بأنها رخيصة وأنه لا يهتم بما يُريحها وكل ما يرضيه هو أن يفعل ما يريد هو فقط .. هذا كله لأن زوجها لجأ يوماً إلى رؤية ما لا يجب أن يراه وانطبعت تلك الصور في ذهنه بأوضاعها المختلفة. ولأن هذا الموضوع حساس جداً فهي تكتم بداخلها كل هذه السلوكيات ولا تشارك أحداً بها، مما يسبب يوماً الانفصال. أما في حالة موافقة الزوجة على مطالب زوجها من باب أن تكون لطيفة معه فهي تشعر أنه لا يقبلها إلا إن فعلت ما يطلبه مما يجعلها تضع العلاقة الجنسية مع زوجها في إطار البيع والشراء وكل شيء له مقابل .. هي تعطيه الشكل الذي يريده بغض النظر إن كانت تستمتع بما يفعلان أم لا، فقط لكي تنال رضاه.

·    بالنسبة للشباب المقبلين على الزواج .. تلك الأمور هي أمور مدمرة تماماً لما يُعرف ببراءة العلاقة الزوجية .. الشاب يدخل على زوجته المستقبلية كما من ذئب يفكر في التهام الدجاجة .. فهو ممتلئ بالحصون القديمة النجسة والتي غذت مُخيلته عن الجنس بشكل مشوه طوال تلك الفترة من عمره .. علاوة على نقص الوعي فغالباً ما تحدث الكارثة، وتعتبره زوجته وحشاً كاسراً لا يرغب إلا في التهامها بطريقة وحشية. تكلم مع الشباب اليوم فتجدهم يقولون لك: "العين بصيرة واليد قصيرة من أين لنا المال والظروف للزواج .. يجب أن نقضيها بشكل أو بأخر !!" .. هؤلاء الشباب يبيعون نقائهم النفسي وعفتهم بأبخس الأثمان!! وهم لا يدركون الحقيقة أن كل صورة أو مشهد يرونه هو بمثابة مسمار يُضرب في لوح خشب رقيق ومع الوقت يفقد اللوح تماسكه ويتفتت .. الثمن هو تفتت التركيبة النفسية لهولاء الضحايا .. وفقدان عفتهم الروحية والجسدية. 

نتائج إدمان الصور والأفلام الإباحية:

فقدان الإنسان علاقته بالله وتدهور عام في العلاقات.
الشعور الدائم بالذنب وإستقذار النفس.
الشعور بالخوف من أن ينكشف الأمر ويعرف الآخرين بما يفعله.
الوقوع في تجارب جنسية آثمة.
احتقار الجنس الآخر ورؤيته بشكل يجافي الحقيقة.
نصائح هامه جداً:

بالنسبة للرجل توقف فوراً عن مشاهدة تلك المناظر القبيحة وتذكر أنك الضحية قبل كل شيء .. فسوف تخسر الكثير والكثير. وبالنسبة للمرأة .. سوف تفقدين براءتك أمام شريك حياتك مما يؤثر حتماً على علاقتك به.
قم بتفريغ حاسبك الآلي والجهاز النقال الذي تحمله من كل مواد مشينة لأنها ببساطة سموم تدمر حياتك وحياة من يجدها.
تذكر أن العالم لا يعطي شيئاً بالمجان وإلا سوف يخسر سمعته كعالم واقف ضد الله .. العالم يقدم لك تلك السُميات بالمجان ليبعدك عن نفسك أولاً ويمتص رحيقك ويجعلك تشعر بالإنحطاط وعدم الاستحقاق.
ضع في مخيلتك أن كل هولاء الممثلين والممثلات ممن تراهم مصيرهم هو النار الأبدية المعدة لإبليس .. فهل تريد أن تصاحبهم إلى هناك وتكون معهم؟.
ابتعد فوراً عن مناطق الإثارة الجنسية والتواجد بمفردك في البيت مع تلك المواد السُمية .. لأنها ببساطة هي نفسها المواد الدعائية لتجارة الشيطان بحياتك.
بالنسبة للزوج .. زوجتك هي أنت .. جسدك .. هل تريد أن تقوم بإيذاء جسدك وتجعله رخيصاً جداً .. ماذا سوف تكون نظرتها لك وأنتم معاً على المائدة وأطفالكم من حولكم؟ زوجتك لا تريد أن تكون مغتصباً إياها بطريقتك وأفكارك وسلوكياتك غير  الطبيعية.
في كل مرة تشاهد هذه المناظر فأنت تضع حجراً في حصن عقلك اللاواعي ليقوم إبليس بامتلاكك منه .. كل نظرة تختلس لتلك الأمور أنت تسرق شريك حياتك – في المستقبل – أجمل اللحظات معه أو معها.
العلاج الوحيد والأكيد هو كلمة الله:

اتجه إلى كلمه الله وأقرأها بل التهمها واجعل نفسك تلهج فيها نهاراً وليلاً فتنهدم كل حصون قد صنعت في حياتك بواسطة تلك المواد السامة التي قمت بتعاطيها .. كلمة الله قادرة أن تنساب في نخاع عظامك فتخلع أمراضك سواء واعياً بها أو غير واعي .. وهي سلاحنا الوحيد ضد هجمات إبليس واستراتيجياته لهدمنا وتدميرنا. 

 

"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." عبرانيين 4 : 12

 

 

 

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 171 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,770,953