جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
علامة الاستفهام هي التي من الممكن أن تصف حال انسان تاه في طرقات هذا الزمن زمن تشويه الصور والمشاعر زمن إنقلبت فيه معايير الصدق والحق والخير والجمال حتى معايير الأحلام
علامة استفهام كانت في البدء تأتي في آخر جملة سؤالية أما اليوم فهي في بداية كل الجمل وفي خطوات أغلب الناس تأتي مع السحاب تمطر وتمشي دون أن تروي ظمأ الأرض
إنها علامة لوصف الحياة في هذه اللحظة من التاريخ بالكامل وهي نفسها تعبير لقمة اللاتكامل فيها وفينا
قبل الآن كنا بشر بصدق نحب بصدق ونكره بصدق نصادق بصدق ونصارع بصدق اصبحنا نتسائل دوما عن مشاعر الآخر تجاهنا ومشاعرنا تجاهه هل فعلاً يحبنا ؟ نحبه ؟ يكرهنا ؟ نكرهه ؟ لسنا متأكدين من أي شيء حتى من ذواتنا فقدنا اليقين في أحاسيسنا وتعاملاتنا وأفكارنا أصبحنا نعيش داخل دوامة من الشك واللاإستقرار وراية الاستفهام ترفرف فوق رؤسنا بل في رؤسنا وفي قلوبنا على الدوام
من يجيب على السؤال ؟ كيف ضاعت منا حروف الكلام ؟ من يبيع لنا حروفنا ؟ من يشترى منا اوهامنا ؟ من يعزف لنا على اوتارنا ؟ من يحذف من رؤسنا علامات الاستفهام ؟
كيف فقدنا محطات الوصول ؟ كيف تهنا معها وسط الزحام ؟ كيف افقدنا القدرة على صناعة الاحلام ؟ كيف فقدنا معها معنى السؤال ؟ إنها علامة إستفهام
نحن نسأل ونتسائل ولا جواب لدينا ولا جواب في الأفق القريبة والبعيدة ولا جواب اصلاً لأننا حذفنا من اللغة الجواب
فنحن بذاتنا أصبحنا على صورة علامات بل علامة وليست علامات علامة استفهام كبيرة احتلت كل كياننا وعالمنا المليء بالزيف
من يملك أي جواب ؟ من يستطيع ان يخلصنى من بئر السؤال أو يخلص نفسه على الأقل ؟ وبما يمكننى أن أصف حالنا المتوتر والقلق على الدوام ؟
أربعون عاما مضت من عمرى ولا أستطيع أن أفسر ما لا يفسر أو أن أبرر لنفسي أمور لا دخل لي فيها ولم اخطط لها
ووصلت الآن الى أن اضيف اسطري وكلماتي ايضاً الى قافلة الاستفهام هذه وأضع لكم علامة تسكننى هي : مجرد علامة إستفهام ؟
ساحة النقاش