جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
براكين ثائرة في الصدور .. دموع كالحمم تحرق الوجوه .. ومرارة غصّت بها الحلوق .. وبسمة اختفت وتلاشت .. بل توارت خجلاً فلم يعد لها مكان وإن ارتسمت على الشفاه فهي بسمة مزيفة لا تدل على مكنون النفس فكيف يهنأ موجوع ؟؟ وكيف يسلوا مفجوع ؟؟ وكيف لعين جريح أن تعرف معنى الهجوع ؟؟
أينما نظرت لا ترى إلا جراحاً نازفه .. أشلاء متناثرة .. براءة طفولة مغتالة .. كرامة شيوخ مذلّه .. و أعراض حرائر منتهكه ..
شربتي يا أمتنا كأساً من الذلِّ والهوان .. تجرعتي من كؤوس المرارة أصنافاً وألوان ..
فنصرناك بمظاهرات مشت وأعلام أحرقت وهتافات علت وما لبثت تلك الجموع أن تفرقت و تلك الهتاف أن خفت
آلمني وأحرق وجداني وزلل فكري وكل كياني سؤالك من الجاني ؟؟ من بالذلّ رماني ؟؟ قولي بربك ما دهاني ؟؟
لم أكن لأتخيل يوماً بأنني على مجدك قد جنيت وعلى أملك قد قضيت لم أكن لأصدق يوماً أنني كنت سبباً في ذلّك وهوانك لم أكن لأفكر يوماً بأنني بطعنة في القلب قابلت إحسانك
قضيت حياتي كلها في الإسقاطات وكالببغاء أردد الشعارات رميت الحكام بتهمة التخاذل ونسيت أنني أول من تخاذل
أطلقت الصفر على الألف مليون ونسيت بأنني أول أصفارها نعم أصبحت صفراً عندما تناسيت بأنني جزءاً منك إن صلحت رفعت من قدرك وإن فسدت كنت عدداً زائداً عليك
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ولا يعز من ابتغى العزة بغير الله ..
وعدنا الله نصراً إن نحن نصرناه وكيف ينصره من عصاه ؟؟ وبعد عن هداه .. واتخذ إلهه هواه ..
ينبغي أن نعترف صراحة بأننا السبب في ذلك وهوانك .. ينبغي لنا أن نبدأ من اليوم بترميم بناءك
ينبغي لنا أن نعي بأننا في بناءك لبنات .. فلنغير من أنفسنا لنزيد بناءك قوة وثبات .. حتى تعود لك عزتك .. وتعودي لسابق مجدك ورفعتك ..
لنصنع فجراً جديداً لمجد أمتنا ونسأل الله العون لنا في مسيرتنا وليكن شعارنا إصلاح النفس أولاً .. حتى لا يكون كلا منا هو الجانى
ساحة النقاش