جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يغضبنى كثيراً ما يعترى البعض من " نهم " نحو اقتباس الأقوال المأثورة ، وولع فى تمرير تصريحات شهيرة، أو " شير فى الخير" لـ "تويتات وبوستات" نجوم الصحافة والفن والإعلام والكرة
الكاتب الصحفى ( فلان ) يبايع مرسى ولاعب الكرة ( علان ) يؤيد الدستور و النجمة أو المطربة ( فلانة او علانة ) تهاجم البرادعى
سبب هذا الغضب، أنه بالحق يعرف الرجال ولا يعرف الحق بالرجال فالحق ثابت ومواقف الرجال متغيرة، ونسأل الله الثبات
لسنا بحاجة مثلا إلى شهادة بلال فضل مثلا عن دور الإخوان فى موقعة الجمل، والدفاع عن ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، حتى ندرك أن هذا الفصيل الوطنى أدى دوره الثورى ببطولة وتضحية وفداء.
لا أميل إلى "تنفيض" الصحافة العالمية بحثا عن سطر يمجد الإخوان، أو عنوان يشيد بمرسى أو تحليل يفضح "جبهة الإنقاذ" المفضوحة شعبيا بالأساس
لا أحرك "محرك البحث" جوجل بكلمات من نوعية "أعظم 100 شخصية فى التاريخ"، أو "عظماء علموا الإنسانية"، حتى أستمتع بأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير البرية وسيد البشرية، مع عدم اكتراثى لكل المقولات المطبوعة على حوائط "فيس بوك" فى مدح الرسول لبرنارد شو وأمثاله.
خطورة "الانتقاء العشوائى" الذى يهواه البعض حتى الإدمان كثيرة ومتعددة، من بينها أنها تعكس ضعف الثقة بالنفس والاحتياج الدائم لوسيلة مساعدة لتقوية وجهة نظرى وتقوية حجتى وبرهنة رؤيتى وهذا ما أعتقد أنه يخلق على المدى البعيد تواكلا وركونا وكسلا
فلماذا أتعب نفسى فى شرح مواد الدستور مثلا للناس وبيان إيجابياته وسلبياته، طالما أن جورنال معرفشى ايه العالمى أكد فى السطر العاشر من خبر صغير فى صفحة داخلية أنه الأعظم فى التاريخ
عندما تقدم للناس أن "تايم" اختارت مرسى أهم شخصية فى 2012 قد يعتقد بعض من لا يتابعون المجلة الشهيرة، أنها "النسخة الأمريكية" من "الحرية والعدالة لكل الأمريكان لكنه إذا قرأ التقرير المنشور فى نفس المجلة عن الرئيس مرسى ستجد أنها دست الكثير من عسل النحل "بلدغاته وقرصاته فى السم
من بين سلبيات هذا المنشورات أنها تربى شخصية أحادية التفكير، لا تبحث إلا عن كل مؤيد، ولا تعترف إلا بكل مساند، ولا ترى خيرا إلا فى المبايعين المادحين الشاكرين.
أما الأخطر على الإطلاق، هو تغير وجهات نظر أصحاب هذه المقولات والتى يتم ترويج مقولاتهم فعندما يكبس علاء الأسوانى فى حلقة تليفزيونية شهيرة الشفيق أحمد فريق يصبح أعظم ثورى حصل فى تاريخ البشرية وبعدما يطالب باستبعاد الأميين من الاستفتاء يتحول إلى استعلائى عنصرى من فلول الليبراليين
الأدهى فى سرعة النشر والنقل بدون التأكد من الخبر أو المقولة أن يخرج نفس الفنان المعروف أو الممثلة الشابة أو النجم الكروى لينفى ما يتم تداوله وينكر أن يكون له من الأساس حساب على "فيس بوك" او "تويتر" فتكون "الكسفة وحشة
الحق أقوى من أن يحتاج إلى الاستعانة بصديق
ساحة النقاش