همسة حب صباحية
الحياة على مرمى نغم
فراس حج محمد
على مرمى حزنٍ نقاومه بكل ما أوتينا من صلابة روح، نكتب أوجاعنا، لا لنتصالح معها، بل لتتصالح هي مع أنفسنا، فقد عاهدناها أن نتعايش معا، ونجاري الحياة بكل نتوءاتها وكلاليب شقائها، لنظل نشعر بإنسانيتنا التي إليها ننتمي، وبها نعيش، وبها نشكل أنفسنا التي تحيا وتتنفس!!
على مرمى الكلام الذي يفور بالزفرة تلو الزفرة، حسرة وألما قاسيا، نعدك أيها الساكن في دمائنا والمتربع في عروش قلوبنا، والمتجذر في تربة أرواحنا، أن نظل لك أوفياء، نناضل العبث دونك، ونزرع الورود كرمى لعطورك، ونتحلى بالشجو اللذيذ انتصارا لنشوتك القادمة!!
على مرمى قلب يسكنه الياسمين، ويفرح بألوان قوس قزح، وتكتبه القافيات قصيدة أقحوان، وتخامره كؤوس الوصال في أسفار العشق المتكاملة، سيظل الفرح يزرع في الصخور، وينقش في الجنون، ويفتح كل مسرب أقفلته الأيادي العابثة، سيظل الورد أحمر، ويظل الندى قطرات تبتسم على شفاه الأرجوان في شفتيكِ المصوغتين عنبرا وعبيرا.
على مرمى القمر الذي يراقب حزننا وسهرنا كل ليلة، وعلى مرمى نجمة يصبيها تعلقنا في غوايات الأرواح الهائمة، وعلى مرمى غصن نابت في غيمة مسافرة نحوك تهديك سلام القلب، يبتهل الحرف، ويرقص الوتر، وتتشبع الموجة كبرياء، لتسمو فوق كل وهن لنكون أقوى وأجمل!!
على مرمى رسالة هناك في سطور مكتوبة بين مسافة ومسافة، وشجرة متأصلة تفيء بظلنا حيث نهر من غرام، تبدو الرسالة بعض حلم لواقع تمنيناه أن يكون، فتبدو الجملة كضفاف منزروعة بالكلمات الناطقة المتسربة في أحشاء الوقت.
على مرمى من جنون وحنين وشوق أكتب لكِ أيتها الباذخة في رهافتها وطهارتها، فلا تيأسي، فبَعْدَ خطوةٍ من الآن ربما أتانا الساقي، ومعه الكأس فائضة بشراب الحياة التي نطمح أن نكونها، وتطمع طقوسها أن تتلذذ بوصالنا ذات ليلة فرح قادمة بأمنياتها.
لا تيأسي فالفجر على مرمى دعاء وابتهال وفرح، فاستقلي المراكب، وهيئي الأشرعة، واستجمعي كل قوة مكنونة في الذات لنكتب سفرنا في بطاقة الوعد، فلم يعد هناك إلا هذه اللمحة القاتمة وتبزغين آية في محراب العشق، أسمع صوتك يشجيني، وتسمعين بوح روحي تناجيك، فحياتنا على مرمى نغم!!