فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

وخزة ضمير

الطفولة الغائبة في عيدها

فراس حج محمد



احتفى موقع جوجل، كعادته في إحياء المناسبات المهمة باليوم العالمي للطفولة الذي يصادف هذا اليوم 20- نوفمبر، وكانت الأمم المتحدة قد أقرت يوما للاحتفال بالطفل عام 1954، فغدا يوما عالميا لتقدير موقع الطفل في الحياة الإنسانية، فهم زينة الحياة وسرها وبهجتها، وهم المستقبل والغد الآتي، وانبثق عن ذلك فيما بعد الإعلان العالمي لحقوق الطفل عام 1959، واتفاقية حقوق الطفل عام 1989، وأنشئت للغرض نفسه منظمة اليونيسف التي تعنى أساسا بالرعاية الصحية للأطفال. 
فهل ستتذكر الأمم المتحدة والعالم وشركة جوجل ملايين الأطفال على امتداد البقعة الجغرافية ممن يعانون من ويلات الحروب والقتل اليومي والتشريد؟ وهل سيتذكر العالم ملايين الأطفال ممن لم يعيشوا طفولتهم نتيجة ظروف أهلهم الاقتصادية والاجتماعية المزرية؟ وهل ستتذكر الدول الصديقة الغنية أن هناك أطفالا يقتاتون على ما يلقى في حاويات الزبالة من بقايا طعام المترفين؟ وهل ستتذكر الدول الوطنية وصانعو السياسات أن هناك جيلا قادما عليهم رعايته وتوفير الحقوق الأساسية له من مأكل وملبس وتعليم وترفيه وأمن؟
هل سيتذكر العالم المستقبل ولبنات هذا المستقبل أم أنهم قد انشغلوا بما يسد الأفق والتفكير، فلا خطط ولا إستراتيجيات ولا أفق مفتوحا لهؤلاء الذين ليسوا هم أبناءنا فقط، بل هم صانعو حياتنا؟ وهل سيلتفت المفكرون ممن غاصوا في شئون عامة وخاصة إلى ضرورة العمل على هذه الفئة التي هي ضعيفة بحكم المرحلة والتركيبة البيولوجية والنفسية؟
لعل هذا الموضوع من الأهمية بمكان لأن يتحدث فيه كل ذي فكر، وأن يوليه كل صاحب مسؤولية الاهتمام المرجو، فكل ما في هذه الحياة يدور في فلك الطفولة، ليس من أجل الطفولة بحد ذاتها، بل لأنها تلك المرحلة التي يجب أن تكون في بؤرة كل دولة وصانع قرار، فإذا ما أردنا حياة حرة وكريمة وخالية من العطب فلا بد من الاهتمام بالأم والأب وكل العناصر البشرية الأخرى المشكلة للحياة الإنسانية، لتهيئة المناخ الفكري والنفسي للطفل ليعيش حياته مستقرا بعيدا عن أي خلافات أو منغصات، و"حماية الطفل من أي إيذاء أو سوء معاملة في جميع أنحاء العالم".
إن مما يؤسف له حقا، تخلي بعض الحكومات عن واجبها الأخلاقي والإنساني في رعاية الطفولة، لتترك الأمر بأيدي الجمعيات والمراكز غير الوطنية، ظنا منها أنها تساهم معها في تحمل أعباء في البناء والتوجيه، ونسيت تلك الحكومات أو تناست ما تجره تلك المؤسسات المدعومة بالدولار الأمريكي أنها توجه البلاد بكاملها الوجهة غير الصحيحة، فماذا على تلك الحكومات لو اقتطعت من نثريات الوزراء المتكاثرين في حكوماتها القليل من تلك المخصصات لتصب في برامج رعاية الطفولة بفكر يرعاه المخلصون والواعون في هذه الدولة أو تلك؟ 
علينا أن نتذكر جميعا ما جاء في تقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة الاستثنائية السابعة والعشرين المعنية بالطفولة والذي عقدت عام 2001، "لقد كنا جميعا أطفالا في يوم ما. ونحن نتقاسم جميعا الرغبة في تحقيق رفاه أطفالنا، ذلك الرفاه الذي لم ينفك أبدا، وسيظل يشكل الطموح الذي تتعلق به البشرية قاطبة أكثر من أي طموح آخر". 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 182 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2013 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

723,265

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.