تختار البنات الحصان الوردي بدل سيارة الإطفاء، ويختار الصبيان القطار بدل أحدث لعبة من باربي حتى في العائلات التي تسعى إلى عدم تشجيع الصور النمطية عن الجنسين.
لماذا يحدث ذلك؟ لا شك أن بعض السلوكيات يتم اكتسابها وتعلّمها. مع ذلك، فإن الاختلاف بين الصبيان والبنات يصبح أعمق بحسب التنشئة التي يتربون عليها. يظن العلماء أنه حتى قبل الولادة، ينمو دماغ الذكور والإناث بشكل مختلف، فيبين كيف سيصبحون كأطفال وكاشخاص بالغين.

هل هناك ما يسمى دماغ الصبي ودماغ البنت؟

نحن نعرف أن هناك اختلافات فيسيولوجية بين الصبي والبنت سواء عند الولادة أو وهما يكبران. لكن تبقى مسألة كيفية تأثير هذه الاختلافات السلوكية على الشخصية بالتحديد لغزاً. على سبيل المثال، يقول العلماء من المحتمل أن يكون هناك منطقة في الدماغ تدفع الصبيان باتجاه الأشياء المتحركة والبنات باتجاه الرعاية والاهتمام، لكن لم يتم تحديدها بعد.

نمو الدماغ في الرحم

أثناء الحمل، يكون الصبي آلة من التستوستيرون. في الواقع، يولد الاطفال الذكور بكمية من التستوستيرون توازي ما يحمله شاب كبير في عمر سنّ الخامسة والعشرين! وبعد الولادة، ينخفض التستوستيرون بشدة إلى أن يصل الصبي إلى سنّ البلوغ.
يقوم التستوستيرون بعدة وظائف ومن بينها تشكيل نمو دماغ الذكور. كما يعتقد أنه يقلل الروابط بين خلايا الدماغ في بعض المناطق ويعزّزها في مناطق أخرى، وبهذا يجعل الصبيان يفضلون بشكل طبيعي القيام بأمور دون غيرها.
تصنع البنات أيضاً التستوستيرون قبل أن يولدن، لكن ليس بنفس الكمية التي تتواجد عند الصبيان. بينما تنتج الإناث الهرمون الأنثوي الأستروجين، يبدو أن تأثيرها ضئيل على نمو أدمغتهن. بعبارة أخرى، للبنات نفس دماغ الصبيان لولا أنه لم يتم إعادة تشكيله عبر التستوستيرون.

مقارنة بين دماغي الصبي والبنت وهما يكبران

عندما يولد الذكور والإناث، يستمر دماغهما باتخاذ مسارات مختلفة. وقد بين التصوير المسحي أن بعض المناطق تنمو أسرع في دماغ البنت فيما تنمو مناطق أخرى أسرع في دماغ الصبي. مما يعني أن دماغي الصبي والبنت من نفس العمر قد يتطوران على مراحل مختلفة. وفي النهاية، يصلان إلى نفس المستوى.
كما أن الحجم يختلف أيضاً. يظهر دماغ الذكور أكبر قليلاً بشكل إجمالي من دماغ الأنثى، مع أن هذا الاختلاف غير واضح. وقد بينت بعض الأبحاث أن منطقة الدماغ التي تتحكم باللغة والمشاعر لدى الإناث أكبر. كما أن الجزء الذي يربط بين فصيّ الدماغ أكبر لدى البنات منه لدى الصبيان. ويظن بعض العلماء أن ذلك يعني احتمال ميل الفتيات إلى استخدام الجزئين الأيمن والأيسر من الدماغ لحلّ المشاكل. وفي المقابل، وجد أن لدى الصبيان منطقة أكبر في الدماغ تتحكم بالمشاعر العميقة، مثل الخوف.
لا تعني هذه الاختلافات الظاهرية البسيطة في تركيبة الدماغ بالضرورة أن الصبيان أفضل من البنات في أمور معينة والبنات أفضل من الصبيان في أمور أخرى. تكون الأدمغة الصغيرة منفتحة على التأثيرات، وتكبر أو تتقلص مناطق اساسية في الدماغ بحسب طبيعة استخدامها.

هل يفكر الصبيان والبنات بطريقة مختلفة؟

يظهر الذكور والإناث نفس القدرات والإمكانيات. فهما متساويان في الرياضيات (الحساب)، مما قد يعني أن الفاصل المعروف في المهارات الحسابية في سنوات لاحق هو نتيجة الثقافة وليس البيولوجيا. وتكون الفتيات إلى حد ما أفضل في حفظ وإلقاء لوائح من الكلمات، وهنّ أفضل قليلاً في المهام التي تتطلب مهارة يدوية وسرعة في التفكير. أما الصبيان، فلديهم اليد الطولى في المهام المتهلقة بالحيّز والفراغ أو الفضاء، مثل ترتيب المكعبات لتشكيل أنماط معينة.

الدماغ ما هو إلا البداية

يمتاز الدماغ بالمرونة. يبني الاطفال روابط بين خلايا الدماغ، ويعثرون على اهتمامات مبتكرة ويعززون مهارات جديدة وهم يقرؤون، ويستمعون، ويشاهدون ويتعلمون. ربما تنتقل فتاة تلعب بالعرائس فقط طيلة شهر كامل إلى ألعاب البناء والسيارات في الشهر التالي. وقد تستمتع تماماً بدراجتها الهوائية وتتعلم كيف تصلح السلسلة.بينما قد لا يصبّ الصبي أبداً الشاي (خلال لعبة التخيّل) للدمية، لكنه يتعلم كيف يراعي حيواناً أليفاً ويربي فيما بعد طفلاً له. ليس هناك قانون محفور في الصخر!

المصدر: مركز الرحمة
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 444 مشاهدة

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,386,113

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط