مراكز الدراسات المستقبلية كمراكز للفكر Think Tanks (2)

د. ماجدة بكري

يمكن القول أن مراكز الدراسات المستقبلية هى أحد أهم أنواع مراكز الفكر فى العالم، و تعرف بأنها " كيان ، مجموعة ، مؤسسة، معهد، هيئة (حكومية أو غير حكومية) وظيفتها القيام بإجراء الدراسات والبحوث العلمية المركزة والمعمقة، ومحاولة إيجاد الحلول للمعضلات المتعلقة بمواضيع ذات طابع اجتماعى أو قضايا إستراتيجية سياسية أو القضايا المتأثرة بالثورات العلمية والتكنولوجية والقضايا العسكرية .

أنواع مراكز الفكر :
هناك أنواع مختلفة لمراكز الفكر فمنها : 

<!--مراكز تضم باحثين محترفين تنتج بانتظام دراسات وأبحاث تستفيد منها جهات معينة مثل مجلس المستشارين التابع للاتحاد الأوروبى (Council of Policy Advisors)

<!-- مراكز يغلب عليها الطابع الأيدولوجى وتدافع عن قضايا معينة (Advocacy Tanks) وتهتم بنشر أفكارها عن طريق الإعلام بواسطة خبرائها .

<!-- حلقات دراسية تجتمع حول حزب معين أو زعيم سياسى للتفكير فى مسألة محددة تندرج فى إطار السياسة العامة. وأشهرها تلك التى تتبع " مؤسسة فريدريش إيبرت " الألمانية.

<!-- مراكز تتخذ شكل جامعات بدون طلاب جامعيين يقوم عملها على إعداد تقارير وإنتاج كتب مثل "مؤسسة كارينجى" .

<!--مراكز دراسات مستقبلية تقدم سيناريوهات وأفكار ودراسات خاصة بالمستقبل فى مختلف الموضوعات ، مثل راند RAND وغيرها .

دور مراكز الفكر وأهميتها :

وبصفة عامة وكما يرى السيد ريتشارد هاس Richard N. Haass رئيس مجلس العلاقات الخارجية بالخارجية الأمريكية سابقاً، أن الدور الأهم لهذه الأنواع من المراكز هو..

" سد فراغ في غاية الأهمية بين العالم الأكاديمي من جهة ، وبين عالم الحكم والعمل من جهة ثانية "

حيث أن دافع الأبحاث فى المراكز البحثية والجامعات يكون فى كثير من الأحيان هو النقاشات النظرية المنهجية التى لا تمت بصلة للمشكلات الحقيقية الواقعية، وفى نفس الوقت يغرق صانعو القرار والرسميون فى مطالب صنع السياسات اليومية ويبتعدون عن النظر بشكل أوسع وأكثر تنظيماً فى المسارات العلمية المختلفة، ومن هنا جاءت مساهمات هذه المراكز فى سد الفجوة بين عالمى الأفكار والعمل .