Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

 

يسقط في الحسابات الأوروبية.. ويتأرجح تركياً

 عهود مكرم (بون)

الموقف الأوروبي متمسك بالخيار السياسي لحل الأزمة السورية وهو خيار يرتكز على المقررات الدولية ويتسم بكل الأحوال إنه لا يوجد حل بوجود الأسد. ولكن رغم ذلك تابعنا تحفظات عدد من المصادر الأوروبية خصوصا خلال انعقاد قمة الـ 20 في هانغتشو في الصين، والسبب أن العديد من الاتصالات الثنائية ما بين زعماء الدول قد جرت خلال هذه القمة للتشاور حول كيفية الخروج من أزمة سورية ووضع الأسد في مرحلة قادمة بعد وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لتوصيل المعونات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب ومناطق أخرى. إلى جانب ذلك، برزت تساؤلات أوروبية تعلقت بموقف تركيا من الأزمة السورية؛ ففي وقت ما كانت أنقرة تدعم الموقف الأوروبي ككل ومفاوضات جنيف وجهود المفوض الأممي ستافان دي ميستورا وهي جهود تنطوي على مشاركة جميع الأطراف في مفاوضات لوقف إطلاق النار والاتجاه إلى مرحلة انتقالية لا يكون الأسد طرفا فيها وهو موقف يلقى ترحيبا كبيرا من مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل الذي أكد مرارا بأنه لا يوجد حل عسكري لسورية.

ورغم وضوح هذا الموقف نشهد ارتباكا ما لدى الأوروبي وسببه حسب مصادر خاصة بـ «عكاظ» هو دخول تركيا في حلبة الحرب في سورية وتراجع أنقرة عن المطالب الأوروبية المتعلقة بالأزمة السورية وبالأخص بوضع الأسد.

ورغم الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة بين بروكسل وأنقرة نرى تفاوتا في الآراء ومطالبة الجانب الأوروبي بالالتزام ببنود جنيف ومرحلة انتقالية دون الأسد وقبلها التوصل إلى وقف إطلاق النار والتعامل مع الأسد من منطلق الاتهامات العديدة الموجهة إليه لاستخدامه أسلحة كيماوية ضد الشعب السوري وهذا بناء على تقارير دولية تم عرضها على الأمم المتحدة والجهات المسؤولة.

وفي ظل هذه السيناريوهات المتعددة يأتي دور الأمم المتحدة والمعني بالأخص بالمعونات الإنسانية، فحسب آخر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية والصادرة بنهاية شهر أغسطس الماضي جاء فيه أن الأمم المتحدة تدعم بطريقة غير مباشرة عائلة الأسد و285 شركة سورية يملكها أقارب الأسد وزوجته أسماء.

 

إذن، نحن بصدد تجاوزات لا ينبغي تجاهلها هذا في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي للتوصل إلى حل في سورية ووقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة للمعونات الإنسانية، وفي كل الأحوال يمكن القول إن المشهد الأوروبي يتسم بوضوح في الرؤية إذ ينطوي على أنه لا يوجد حل يحقق السلام في ربوع سورية يكون للأسد دور فيه.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2016 بواسطة drelsawaf

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,268

ابحث