Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

 

    بين القلب والعقل.. أوروبا تبحث عن طوق نجاة

 عهود مكرم (بون)

المعادلة التي طرحها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكير هي عملة ذات وجهين؛ الوجه الأول يتعلق بالقلب والثاني ملتزم بالعقل. وإذا انضم الوجهان سويا فإن هذا هو المنطق وطوق النجاة الذي حاول يونكير شرحه أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ وقبل انعقاد القمة الأوروبية غير الرسمية أخيرا في العاصمة السلوفاكية براتسلافا وأمام جامعة زيوريخ هذا الأسبوع. يونكير وضع هذه المعادلة في ضوء سعيه لما يمكن وصفه «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» للكيان الأسرة الأوروبية بعد استفتاء «البريكست البريطاني» وعقد أول قمة أوروبية دون بريطانيا.

ومع توجهات يونكير رئيس وزراء دوقة لوكسمبورغ الأسبق وحرصه الشديد على الحفاظ على وحدة الـ27 دولة في الاتحاد وتمسكه بمفهوم القلب والعقل جاءت كلمة رئيس المفوضية الأوروبية أخيرا في جامعة زيوريخ السويسرية بمثابة الحدث المهم في دولة خارج الأوروبي رغم ارتباطها بالعديد من العلاقات مع بروكسل. وقد ارتكزت الاحتفالية التي دعت إليها جامعة زيوريخ وحضرها رئيس جمهورية الاتحاد السويسري يوهان شنايدر آمان على مرور 70 عاما على قيام رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل بزيارة زيوريخ برفقة زوجته ومقولته الشهيرة أنه كان يتمنى أن يكون رئيسا للولايات الأوروبية المتحدة

وإذا كان يونكير قد حذر خلال وبعد براتسلافا من تفكك الاتحاد الأوروبي فإنه في زيوريخ حرص على الربط بمقولة تشرشل وما بين الجغرافيا والتنمية البشرية والديموغرافية في الحالة التي تمر بها أوروبا مع زيادة عدد اللاجئين، ومع إخفاق في حل الأزمة السورية بعد التوتر إزاء خرق وقف إطلاق النار والجدل الذي تشهده الساحة في هذا الصدد، معربا عن أمله باستئناف تحرك قوافل المساعدات الإنسانية في سورية في أقرب فرصة ممكنة. واهتم يونكير في كلمته بسرد ما سبق وقاله تشرشل عن الولايات الأوروبية المتحدة، إذ ركز رئيس المفوضية الأوروبية على أهمية الترابط والابتعاد عن فكرة الدول الصغيرة كما هو الوضع بالنسبة لدوقة لوكسمبورغ مسقط رأسه، وقال إن مستقبل أوروبا لن يتحقق إلا عبر الوحدة الأوروبية وإن مجموعة الدول الصناعية الكبرى الـسبع ستتلاشى لتحل مكانها مجموعة الدول الـعشرين الاقتصادية. وأوضح في محاضرته في زيوريخ أن القارة الأوروبية لن تبقى كما هي، منوها بأنه في عام 2100 سيكون هناك في هذه القارة 4% فقط من أصل أوروبي، لا سيما حين يتعلق الأمر بنزوح اللاجئين والهجرات إلى أوروبا سواء شرعية أو غير شرعية.

المصدر: جريدة عكاظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 135 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2016 بواسطة drelsawaf

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,257

ابحث