(طلب العلم فريضة على كل مسلم) هذا الحديث النبوي العظيم قد
شرع حكما ووضع قاعدة هامة في حياة كل مسلم وهى أن : كل من يتصدى لعمل وجب عليه أن يتعلم
الأحكام الخاصة بهذا العمل.
 ومن هنا قال  أئمتنا العظماء حفظهم الله :
 إذا بلغ الصبي وجبت
عليه الصلاة وبالتالي وجب عليه أن يتعلم  أحكام
الوضوء والصلاة ، فإذا جاء رمضان وجب عليه أن يتعلم  أحكام الصيام، فإذا ملك نصابا من المال وجب عليه
أن يتعلم أحكام الزكاة، فإذا أراد أن يتزوج وجب عليه أن يتعلم أحكام الزواج والطلاق،
وكذا إذا أراد أن يحج وجب عليه أن يطلب العلم بمناسك الحج .
ولأننا مطالبون بأن نؤدي أوامر الله بالطريقة التي أمر بها هو
سبحانه وتعالى وعلى السنة التي بينها رسوله صلى الله عليه وسلم .
وقبل كل ذلك فإن العبد الذي يحب الله تعالى ويذل له يحب أن يعرف
ما يحبه مولاه في هذا العمل وما يكرهه لأنه ما يريد أن يؤدى هذا العمل إلا لأنه قد
علم أن الله تعالى يحبه .
 فكيف إذاً سيتعبد لربه
بعمل دون أن يتعلم كيف تكون العبودية لله بهذا العمل.
وكما أن طلب العلم هذا واجب على كل مسلم فكذلك تعليم العلم وتبليغه
للمسلمين واجب على العلماء وعلى كل القادرين على ذلك؛ فالله تعالى سيسأل كل عالم: لماذا
لم يعلم الناس العلم؟؟ كما سيسأل كل جاهل: لماذا لم يتعلم العلم .؟؟
هذه الحقيقة تبرز لنا في موسم الحج وفى أيام العمرة.
وفى سفري إلى العمرة لاحظت أن عددا من المعتمرين لم يكلف نفسه
بالعلم والسؤال عن الفريضة التي سيتقرب لله بها والمناسك التي سيؤديها.
كما لاحظت أن هناك جهات كثيرة عليها دور يجب أن تؤديه في هذا
المجال.
وقد التقيت بحجاج سابقين قالوا: إن بعض الحجاج يذهبون وهم لا
يعرفون ماذا سيفعلون هناك بل قالوا: إننا رأينا حجاجا كبار السن ذهبوا ومكثوا في  الفنادق إلى أن عادوا فرحين بهذه الرحلة السعيدة
ولم يؤدوا المناسك وهم يظنون أنهم بذلك قد حجوا.
قالوا: إن مساجدنا تظل تخطب عن الحج ومناسكه فترة طويلة ولكنها
تبدأ بعد رحيل الحجاج و سفرهم إلى الحج فهي تخاطب غير المعنيين بالأمر.
يقولون ذلك أسفا على افتقادهم لتعلم مناسك الحج في المساجد.
وفى المقابل هناك جهات تقوم مشكورة بدور مطلوب في توعية الحجاج
مثل إذاعة القرآن الكريم التي تبدأ مبكرًا بتوجيه الحجاج بل تجعلنا جميعا نعيش مشاعر
الحج وروحانياته.
كذلك هنالك مساجد ومراكز شباب تدعوا الحجاج إلى حضور محاضرات
لشرح المناسك إلا أن هذه الجهود المشكورة غير كافية.
مطلوب أن تتعدد وسائل الإرشاد والتوجيه حتى يمكن الوصول إلى
كل الحجاج بمختلف أماكنهم وثقافاتهم ومستوى تعليمهم.
مطلوب أن تنتبه المساجد إلى أن خطابها للحجاج يجب أن يبدأ قبل
أن يرحلوا؛ وأن تنوع وسائل تعليمها لهم ولا تقتصر على خطبة الجمعة.
مطلوب من كل وسائل الإعلام أن تبكر بالقيام بواجبها ومسئولياتها  وأن تؤدى حق الله عليها تجاه هذه الفريضة بتوجيه
الحجاج وتعليمهم وإرشادهم شرعيا وصحيا ومعيشيا ومن كل النواحي اللازمة.
ونحن على ظهر السفينة عُرض علينا شريط فيديو عن احتياطات الأمان
وقد تم إعداده تحت رعاية الشركة السياحية التي تتبعها الباخرة فلوتم إعداد مثل هذا
الشريط عن مناسك الحج والعمرة لكان هذا هو الواجب المطلوب من كل القادرين على هذا الأمر
فنيا وماديا وشرعيا ولدعونا كثيرا للذين شاركوا في تعليمنا كما دعونا للذين قاموا متطوعين
بجهود فردية بتوعيتنا استنادا إلى علمهم أو إلى سابق خبرتهم.   
طلب العلم بمعرفة مناسك الحج فريضة قبل السفر للحج .
وتوعية الحجاج قبل سفرهم للحج فريضة .
وتوعية الحجاج هي الواجب وهى الدور المأمول من كل الهيئات الدينية
والمؤسسات القادرة على ذلك .
 ونسأل الله تعالى أن يتقبل من كل قائم بمسئولياته، وان يجعل ذلك في ميزان حسناته.. آمين

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2016 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

293,927