ظهور نتيجة أحد الأبناء حدث
وبالتالي هو فرصة للتربية على بعض العقائد والقيم والمفاهيم المهمة لأن التربية غرس مفاهيم أو بنائاها أو تغيير وهذا كله يحتاج الى حب وتقدير واهتمام وقرب بين المربي ومن يربيه
وفي ظهور النتيجة عدة نقاط مهمة
1ـ ان اهتمام الاب أو المربي بالنتيجة يعني انه مهتم بالابن وما يخصه وهذا مما يقرب الابن من ابيه وينمي الحب بينهما ويشعر الابن بتقدير الأب له
2ـ الاهتمام بالنتيجة اهتمام بتعليم ابنه ومشجع له على التعليم
3ـ النتيجة فرصة للتربية على الشكر لله تعالى والاعتراف بفضله وأن التوفيق من عند الله
ـ فنذكره به ويفضل أن تشارك الأسرة كلها في شكر نعمة نجاح الابن باعتبارها نعمة على الأسرة كلها وبالتالي يتربى ابناؤنا على الحب والاهتمام ببعض
ـ وسيكون مناسبا هنا أن نقرأ سويا درسا في الشكر ومعناه وكيف نشكر النعمة بل يمكن أن نطلب من ابننا الناجح أو أحد أبنائنا تحضيرهذا الدرس عن الشكر والقاءه للأسرة
ـ من الطرق التي يمكن شكر الله تعالى بها سجدة الشكر عند سماع الخبر وهذه سنة أقرها النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك البشارة لمن جاء بالخبر ونسميها الحلاوة وهذه أيضا سنة ـ الصدقة ـ الاجتماع على حمد الله تعالى وهذا ماقام به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أحد
ـ معنى شكر الناس ففي الحديث لم يشكر الله من لم يشكر الناس فيعلم الابن أن يشكر أمه التي سهرت معه وأستاذه وكل من أعانه على النجاح
ـ وبذلك نكون قد علمناه معنى آخر وهو أن النجاح فيه شركاء عليه أن يعترف لهم بالفضل
4ـ ومعنى الانتقال من الفرح الى الاستعداد للخطوة التالية اذا كانت هناك خطوة مطلوبة مثل التقديم في التنسيق مثلا
5ـ ـ النجاح فرصة لاظهار الاب اعتزازه بابنه وتقديره له والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان لكل واحد من أصحابه عنده قدر معين يشعر به فهذا الصديق وهذا لالقاروق وهذا سيف الله المسلول وهذا خالي وسلمان منا آل البيت وأنت مني كهارون لموسى وهذا أمين هذه الأمة ومن أاراد أن يتعلم الحلال والحرام فمن فلان وهكذا وهذا شعور يحتاجه الابن وحصوله عليه وقاية له من بعض الأمراض النفسية كما يحتاجه الأب لأنه يزيد من شعوره بنعمة الله عليه
لكن يراعى هنا عدم خروج الاعتزاز بالابن الى حد الغرور والاستعلاء على الناس ومعايرة الراسبين أو عدم احترام مشاعرهم
6ـ من المهم أن يسوي الأب او المربي بين كل أبنائه في مظاهر فرحه بهم حتى لايكسر خاطر أحد منهم
ومن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الآباء التفريق بين الأبناء في التعبير عن المشاعر لأسباب خارجة عن ارادة الابن كأن تكون البنت دميمة أو لها ظروف خاصة فتهتم الأسرة بأختها الجميلة وتهملها أو يهتم باحد ابنائه لشبهه بجده او لطاعته له
7ـ من المهم عدم المقارنة بين الابناء وأقرانهم أو اخوانهم في التحصيل الدراسي حتى لانربي أحقادا بينهم
كما أن الصحيح أن هناك فروق فردية بين كل انسان وآخر
8ـ ومن المعاني المهمة أن كل انسان قد خصه الله تعالى من النعم والمواهب والقدرات التي قد لاتوجد عند غيره
9ـ وأننا لسنا مطالبين بايجاد قدرات ليست موجودة فينا لكننا مطالبون باستعمال أقصى درجة من النعم التي أنعمها الله علينا والعمل بأقصى طاقة أمدنا الله بها
10ـ النتيجة فرصة للتربية على معنى مهم وهو ان الانسان عبد لله ويجب ان يكون عبدالله في كل أحواله حتى في حزنه وفرحه فنلتزم بالضوابط الشرعية فنفرح ولكن لانعصي الله ولا نسرف في الفرح ولا نقتر
11ـ ومن المعاني المهمة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ، إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ). رواهُ مُسْلم
12ـ اذا رسب الابن فهنا يجب على الأسرة
أولا حمايته من الانكسار
ثانيا تربيته على الطريقة الصحيحة للتعامل مع الفشل
أ ـ هذه ليست نهاية المطاف وانما علينا
التقييم للوقوف على الأسباب + اعادة المحاولة
ب ـ ليس عيبا أن نغير الهدف اذا ثبت لنا عدم مناسبته
ج ـ الحياة واسعة وقدراتنا كثيرة ولكل انسان ما يناسبه من مجالات الحياة
التقييم الصحيح يحتاج الى صدق مع النفس
وهنا تظهر حكمة المربي حيث من الصعب أن تحمل انسانا على الاعتراف بأخطائه وتحمل مسؤليتها لذلك على الأب أن ينتبه الى أمورمنها:
ـ أن يكون كلامه عن ضرورة التقييم سرا بينه وبين ابنه ولايواجهه على الملأ بأخطائه حتى لايتهرب منها
ـ أن يكون رفيقا به حتى يتقبل التقييم
ـ أن يساعده على الوصول للتقييم الصحيح فلا يبدو للابن أن الأب متحامل عليه ينتظر له الفشل بل تكون الأسئلة في البداية تشبه التماس الأعذار
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابي الجليل كعب بن مالك وكان قد تخلف عن الجيش الذي خرج به الرسول صلى الله عليه وسلم للجهاد وامر كل المسلمين بالخروج معه لكن سيدنا كعب انشغل ببعض شؤنه ولم يخرج معهم فلما رجع الرسول صلى اله عليه وسلم ذهب كل من تخلف يعتذر اليه ويبدي سبب تخلفه والرسول يقبل أعذارهم اما سيدنا كعب فقد كان من كبار الصحابة وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه ولذلك لما جاء وسلم على الرسول سلم عليه وتبسم تبسم الغضبان حتى يعرف كعب أنه قد أخطأ ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : تعال. وأخذه جانبا فمشى كعب حتى جلس بين يديه فسأله: ما الذي خلفك ؟
الم تكن قد ابتعت ظهرا يعني هل الذي منعك أنك لم تشتر ماتركبه ؟
أي أنه بدأ بالتماس العذر له وبالتالي شجعه على أن يقول الصدق
قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي واللَّه لَوْ جلسْتُ عنْد غيْركَ منْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَني سَأَخْرُج منْ سَخَطه بعُذْرٍ، لقدْ أُعْطيتُ جَدَلا، وَلَكنَّني وَاللَّه لقدْ عَلمْتُ لَئن حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذبٍ ترْضى به عنِّي لَيُوشكَنَّ اللَّهُ يُسْخطك عليَّ، وإنْ حَدَّثْتُكَ حَديث صدْقٍ تجدُ علَيَّ فِيهِ إِنِّي لأَرْجُو فِيه عُقْبَى الله ، واللَّه ما كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، واللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلا أَيْسر مِنِّي حِينَ تَخلفْتُ عَنك.
قَالَ: فقالَ رسولُ الله ﷺ: أَمَّا هذَا فقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضيَ اللَّهُ فيكَ
فكذلك يجب أن يكون المربي رفيقا قريبا معينا لمربيه على الوصول للحقيقة والاعتراف بها ثم لينظر بعد ذلك ماذا سيفعل حتى لو كان سيعاقبه
بالتأكيد هناك فرق بين معملة المستهتر الذي لايهتم ومعاملة الجاد المجتهد اذا كبا كبوة
ساحة النقاش