مع دخول الاجازة الصيفية تظهر بعض مشكلات الشباب لذا هناك بعض النقاط أو المفاهيم المهمة التي تفيدنا نحن الآباء وكذلك الشباب
ــ أن الأسرة المسلمة أسرة صاحبة رسالة
وذلك لأن كل فرد فيها رجلا كان أو امرأة شابا أو شيخا الأب والأم والأبناء والجد والجدة بل كل مسلم هو صاحب رسالة
فغايته محددة وهي رضا الله تعالى (عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير كله في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ( متفق عليه ورضا الله عن العبد هو الذي يحقق رضا العبد عن الله وعن الحياة (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وهذه هي السعادة
ورضا الله تعالى يتحقق بتحقيق العبودية لله
المسلم يعرف من هو وما هو دوره في الحياة قال تعالى (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون)
والعبودية لله شرف وصف الله به نبيه صلى الله عليه وسلم وهو في أعلى مقام فقال (سبحان الذي أسرى بعبده)
المسلم صاحب رسالة فغايته رضا الله تعالى بتحقيق العبودية لله
فأسال نفسي : كيف اكون عبدا لله في كل حال؟
في سرائي وضرائي، في غناي وفقري، اثناء الدراسة واثناء الاجازة، وأنا أعزب وانا متزوج،
وكيف أحقق عبوديتي لله في تربيتي لأبنائي
وأؤمن بأن تربية ابنائي أمانة في عنقي ورسالة أنا مسؤل عنها أمام الله وفي الحديث (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته... ) (إن الله سائل كل راع عما استرعاه) فنحن نربي أبناءنا لأنها أمانة لا لكي نتفاخر بتربيتهم ولا لنصل بها الى منصب أو مال
هدف المسلم هو اقامة الدين
ولايتحقق ذلك الا ببعض الواجبات الشرعية:قال تعالى (والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
فيجب أولا أن أتعلم ديني وهذا واجب بل فرض على كل أب أن يعلم أبناءه دينهم يعرفهم بربهم ويعرفهم كيف يعبدون ربهم كيف يتوضأ ؟كيف يصلي
وياجماعة من العيب على الأب أن يبلغ ابنه ويحتلم وهو لايعرف ما معنى أنه بلغ ولا احتلم ولا كيف يغتسل
واذا بلغ الابن واحتلم وجب على الأب أن يعلمه الفرق بين مرحلة البلوغ وبين ما كان عليه في مرحلة الطفولة وأنه قد أصبح محاسَبا على أفعاله ولم يعد من الآن يمكنه أن يفوت صلاة كما كان يفعل فترك صلاة مكتوب كما أن كلماته أصبحت مكتوبة
ـ واذا بلغ الابن وجب عليه أن يتعلم امور دينه
واذا لم يعلم الابن ابنه فانه سيتعلم ولكن من أصحابه وزملائه ومما يشيع في وسط الشباب من مفاهيم ومعان بعضها صحيح وأكثرها ضلال وخطأ
واذا كان العلم بالأمور الشرعية فرضا عينيا فان تعلم العلوم التي تسهل للناس حياتهم فرض كفاية كما أن العلوم التي نعلمها لأبنائنا في المدارس تساعده على تعلم دينه فكيف يقرأ القرآن اذا لم يتعلم في المدرسة القراءة والكتابة ؟
كما أن قراءته للقرآن تختلف اذا كان متعلما للجغرافيا والتاريخ والحساب عنه اذا كا جاهلا قال تعالى (
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)
ـ فرض على كل مسلم أن يتعلم كيف يقرأ القرآن فالقرآن رسالة الله الى كل انسان وكل أب سيسأله الله تعالى: هل قرأت رسالتي؟
هل كلفت نفسك أن تتعلم كيف تقرأها ؟
عل علمتها لأولادك؟
والابن اذا بلغ وجب عليه أن يتعلم كيف يقرا رسالة الله اليه
وكذلك يجب على كل مسلم أن يحفظ شيئا من القرآن على الأقل ماتصح به صلاته
ويجب على الابن اذا بلغ أن يحفظ شيئا من القرآن ثم يستحب أن يحفظ القرآن لأن حفظ القرآن تربية وتزكية للقلب
قال النبي صلى الله عليه وسلم (الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )
والبيت الخرب تجتمع فيه الكلاب والهوام والحشرات فكذلك القلب الخرب تجنمع فيه الهواجس والمخاوف وكل الأمراض من الاكتئاب والادمان والانحلال والضلال
فاذا كان كذلك عندما نلقن ابناءنا هذا الفهم:
أنه صاحب رسالة
وأن غايته رضا الله بتحقيق العبودية لله
وأن هدفه في الحياة يجب أن يكون اقامة الدين اصبح للتعليم قيمة واقبل على التعليم بروح طموحة محبة للتعليم
أما ما نفعله نحن من تلقيتن الأبناء أننا لانريد من التعليم الا الشهادة حتى يقضي الجيش سنة بدلا من 3 سنوات فنحن بذلك نمسح شخصية الابن ونقضي على اقباله على التعليم والعلم ونجعله شخصية منكسرة يتعلم وهو لايحب التعليم ثم يلتحق بكلية لايحبها ثم يلتحق بعمل لايحبه هل هذه شخصية ؟
الأمر الثالث الذي تتحقق به عبوديتنا لله واقامة الدين هو العمل بما نعلم فالعلم لأجل العمل
الرابع أن ندعو الى الاسلام والى ما عملنا به التواصي بالحق
ثم التواصي بالصبر فالصبر لابد منه للحياة
جاء ناس الى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فأعطاهم ثم سالوه فأعطاهم ثم سألوه فقال : ما يكون عندي من شيء فأدخره عنكم ) ثم وضع قاعدة مهمة في الحياة (وما أعطي عبد عطاء خيرا وأوسع من الصبر) فالصبر شيء وعطاء يعطاه العبد
الصبر قوة وطاقة يعتمد عليها في الحياة
ونحن حين نربي ابناءنا بالصوم صوم رمضان وصوم السنن بعد رمضان فنحن بذلك ندربهم على الصبر
وعندما ندربهم عل الصبر نعطيهم مفتاحا من مفاتيح الحياة لايمكن أن يستغنوا عنه أبدا
قال تعال (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )
عندما تكون الأسرة قائمة برسالتها تصبح اسرة عالية الهمة سامية الاهداف والطموح
عنما نربي ابناءنا هذه التربية
بالتالي لايوجد لدى ابنائها وقت فراغ
الاجازة الصيفية فرصة لتربية ابنائنا
وعندما نهتم بتربية ابنائنا نجد الاجازة فرصة تتيح لنا من الوقت ما نقوم به في انهاء جزء مما نريده ولا يمكن عمله في الدراسة مثل حفظ القرآن ،وتعلم العلوم الشرعية، ومثل السفر والرحلة لأن حياة الابن في مجموعة ولو لبعض الوقت هو الذي ينمي صفاته وشخصيته عندما يتعامل ويحتك بالناس
ولكن لابد أن ينضم الى رحلة أن أعرف سيخرج مع من؟
وماهو برنامج الرحلة ؟
حتى لاينضم الى صحبة فاسدة ولا الى برنامج فيه من المعاصي ما يفسد الابن
ومثل العمل حتى يتعلم الابن الاعتماد على النفس لكن لانلغي الاجازة وندخل الابن على العام القادم بالدروس والمذاكرة فلا يستريح بين السنتين لأن هذا سيسبب مشكلة أثناء الدراسة وهي كراهة الدراسة والمذاكرة لأنه تحمل فوق طاقته
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
رسائل للآباء
حفظوا ابناءكم القرآن فهو مفتاح للسعادة
القرآن يرفع الهمة ويعلى الطموح ويشغل الأبناء عن الفراغ
فهموا ابناءكم غايتهم وهدفهم في الحياة
رسالة الى الأبناء اياكم والفراغ فالفراغ مدمر لشخصيتكم
احفظوا القرآن وتعلموا العلم واعملوا ما تنفعون بها أنفسكم وأهليكم ووطنكم
ساحة النقاش