المقصود بالفرصة الوقت المناسب فالفرصة التربوية هي الوقت أو الظرف أو الموقف أو الحالة المناسبة التي تجعل أي عمل تربوي ثمرته أعلى لأن الاستجابة فيه ستكون أعلى من غيره
ومثال ذلك لما ركب ابن عباس خلف النبي صلى الله عليه وسلم وجد هذه فرصة تربوية يعلمه فيها شيئا قسيكون لهذا التوجيه التربوي خصوصية عنه فقال له ياغلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ....) الحديث
ولما رأى امرأة تبحث عن ابنها بلهفة فقال لأصحابه ابحثوا عنه فجاءوا به فلما رأته أمه أخذته فألصقته بصدرها وهي تبكي فبكى الصحابة وهنا وجدها النبي صلى الله عليه وسلم فرصة ليوجه توجيها تربويا فقال صلى الله عليه وسلم: أترون هذه طارحة ولدها هذا في النار؟
قالوا لا
قال :فالله ارحم بعبه من هذه بولدها) متفق عليه .
لذا فالأب والمربي الناجح ينتظر هذه الفرص ويكون جاهزا لها لأنها بالتراكم تبني شخصية الابن
ومن هذه الفرص التقديم لأبنائنا في الجامعة بعد نجاحهم في الثانوية
التقديم للامتحانات فرصة لترسيخ مبدا أن المسلم يعيش حياته كلها لله وأن المسلم صاحب رسالة في الحياة وغايته رضا الله تعالى وهدفه اقامة الدين وهذا لهدف يحتاج الى أهداف فرعية وبالتالي يعيش الانسان من أجل هدف وغاية
وعلى هذا الأساس فتعليمي رسالة ووظيفتي بعد التخرج رسالة وزواجي رسالة
هذا الأساس يصبح بتكراره أرضية قوية يقف عليها ابني فيصبح شخصية قوية واعية لها هدف وأمل وطموح يتعدى الحياة الدنيا لأنه صاحب أمانة وغايه ان يلقى الله وقد أدى هذه الأمانة وترك بصمة في حياته
هذا الأساس العظيم يساعد الابن في كل مراحل حياته على تخطي العقبات وعلى الاحتساب وعلى التطلع للآخرة وعلى عدم احتساب الأمور كلها بحسابات مادية
التقديم فرصة لنعلم ابننا أن القرآن والسنة أعطانا أسسا للقرار السليم
فقال تعالى (ومالهم به من علم ان هم إلا يظنون) الجاثية
إذا القرار يؤخذ بنا على علم على معلومات موثوقة من الواقع ولايؤخذ على ظنون وأننا سمعنا معلومات شائعة عن الكلية مثلا
وقال تعالى( قالوا وجدنا آباءنا كلك يفعلون ) فالقرار لايؤخذ بالتقليد الأعمى
فرصة أن أعلم ابني ان القرار يمر بمراحل كل مرحلة تأخذ حقها تماما قبل ان ننتقل الى المرحلة التالية
في القرآن الكريم وصى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله )
فالتشاور مرحلة دراسة القرار (وشاورهم في الأمر ) تليها مرحلة جديدة وهي العزم على الفعل (فاذا عزمت فتوكل على الله )
فلانأخذ القرار قبل دراسته من كل جوانبه فاذا أخذنا القرار وحسمناه فلا نتردد ولانرجع للمرحلة الأولى طالما ليس هناك جديد يؤثر في القرار
مرحلة دراسة القرار تبدأ بجمع المعلومات ف، "لاقرار بدون معلومات"
وأفضل مكان لجمع المعلومات عن الكليات وميزاتها وعيوبها هو الكليات نقسها يعني يذهب الابن بنفسه الى الكلية لأنه سيجد هناك زملاء جدد وزملاء قدامى وأساتذة وموظفين يعني سيجد معلومات ووجهات نظر كثيرة
لانريد أن نفاجأ بعد دخول الابن بمعلومات كانت غائبة لذلك اوصي
ويساعدنا على اتخاذ القرار التشاور قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (وشاورهم في الأمر ) وقد شاور النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه فلو كان أحد يستغني عن التشاور لاستغنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا نستشير كل أحد انما نستشير من نثق في حسن تقديره وفي اخلاصه في النصيحة
ـ التقديم فرصة لتربية ابنائنا على وضع كل البدائل والخيارات أمامنا والتفكير فيها وتحديد ايجابياتها وسلبياتها
ـ فرصة لتربية أبنائنا على التقكير والاختيار على اساس صحيح لا على أساس العاطفة ولا على اساس عشوائي خصوصا عندما أجد ابني معتاد على اللا مبالاة
المعنى الثاني هو مادورنا نحن كاسرة في مصير الابن وحياته؟
فهذه فرصة نضع الأساس لهذا الدور فدورنا ليس اتخاذ القرار بدلا منه ولا العكس سنتركه لمعاناته وحيرته وحده وانما دورنا هو مساعدته على وضوح الرؤية والبدائل المتاحة وحسنات كل بديل وسيئاته اما الحسم والاختيار فهو له وحده لأن هذا مستقبله
وقد نحتاج الى كلام صريح من نحو نحن يابني لن نأخذ لك قرارك لكن مسؤليتنا أن نساعد ك على وضوح الرؤية قبل الحسم وبذلك نكون قد عودناه الاعتماد على النفس ان كان منتظرا منا أن نحل محله كما طمأناه اننا لن نتدخل في حياته ان كان قلقا لايريد أن نتدخل
التقديم للجامعة فرصة للتذكير بصلاة الاستخارة فعن جابر رضي الله عنه قال : علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستخارة في الأمور كلها . قال اذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من دون الفريضة ثم ليقل ..........)
ثم ذكر دعاء الاستخارة وهو دعاء مغروف
وفق الله كل اسرة للاستفادة من فرصة التقديم للجامعة في تربية ابنائها
ساحة النقاش