أمينة خفاجي
اللسان الي جانب دوره في مضغ الطعام وفي التذوق والكلام وبلع الطعام فإن له أهمية كبيرة في الكشف عن الأمراض التي تصيب الانسان,
وهذا مايوضحه الدكتور مصطفي السمري الأستاذ بجامعة عين شمس, مشيرا الي أن لون اللسان الطبيعي هو القرنفلي أو الأحمر الوردي فإذا تغير لونه وصار باهتا فهذا دليل علي الاصابة بفقر الدم( الانيميا) أو ببعض الطفيليات.
وإذا كان لونه أصفر وبخاصة أطرافه فإن ذلك يدل علي ارتفاع نسبة الصفراء في الدم أو الاصابة بمرض الصفراء أو أمراض الكبد والقنوات المرارية.
وإذا أصبح لون اللسان أحمر ناريا فإنه يدل علي نقص فيتامين( ب) المركب ومرض البلاجرا( نقص حمض النيكوتيك), والالتهابات الموضعية التي قد تصيب اللسان.
ويضيف ان تحول لون اللسان الي الأزرق دليل علي الاصابة بهبوط القلب أو هبوط وظائف التنفس أو وجود عيب خلقي بالقلب, أما اللون الأسود علي سطح اللسان فإنه ينتج عن العدوي بإحدي الفطريات أو تناول بعض المضادات الحيوية, ويصبح اللسان بنيا أو أصفر داكنا في حالة كثرة التدخين أو نتيجة لمرض التسمم البولي.
ويشير د. مصطفي السمري الي أن ملمس اللسان له دلالة أيضا فسطح اللسان الطبيعي( خشن) نتيجة لوجود نتوءات صغيرة علي سطحه فإذا أصبح أملس ناعما فإن ذلك يدل علي حدوث أنواع معينة من الانيميا, ولأن اللسان الطبيعي رطب مبلل فإنه يصبح جافا في حالات الجفاف أو الاسهال الشديد والتسمم البولي, والتنفس عن طريق الفم بسبب وجود لحمية خلف الأنف في الأطفال.
ويؤكد أن هناك علامات علي اللسان تساعد علي الكشف المبكر عن بعض الأمراض, فإذا غطي اللسان بغطاء أبيض رفيع فذلك يعطي انطباعا بأن الصحة جيدة, أما إذا أصبح اللسان ذا غطاء سميك فإن ذلك علامة علي حدوث الجفاف مثلما يحدث في كثير من الحميات مثل حمي التيفود والاسهال والتسمم البولي, وربما يغطي اللسان بطبقة بيضاء جيرية لدي الرضع, وذلك نتيجة للاصابة ببعض الفطريات. وإذا كانت هناك تشققات طبيعية علي سطحه فإنها عادة يولد بها الطفل, وهناك تشققات نتيجة لبعض الأمراض مثل مرض الزهري أو التهاب اللسان المزمن.
ويشير د. السمري الي ان اللسان الطبيعي يمكن ان يتحرك في جميع الاتجاهات وبدون أي رعشات لانه يستمد حركته من العصب الثاني عشر المخي لذلك فإنه يتأثر بالأمراض التي تصيب هذا العصب مثل الشلل ففي هذه الحالة ينحرف طرف اللسان الي الناحية المصابة, وقد تنتاب اللسان بعض الحركات غير العادية كما في حالة الاصابة بمرض باركنسون أو إدمان الكحوليات.
أما الرعشات التي تنتاب اللسان فترجع الي التوترات العصبية أو إدمان الكحوليات أيضا أو التسمم الدرقي أو غيره, وقد تقل حركة اللسان عن معدلها الطبيعي كما هو الحال في ضعف العضلات الشديد.
وقد يزيد حجم اللسان عن حجمه الطبيعي أو يتضخم في حالة المرض المنغولي الذي يصيب بعض الأطفال أو أمراض هبوط وظائف الغدة الدرقية, وكذلك في حالة تضخم الأطراف نتيجة زيادة إفراز هرمون النمو في الفص الأمامي من الغدة النخاعية.
بينما يقل حجم اللسان في مرض الزهري أو في حالات الجفاف أو في بعض التشوهات الخلقية لدي بعض الأطفال.
ويوضح الدكتور مصطفي السمري أن هناك بعض العلامات التي تساعد الطبيب علي تشخيص الحمي القرمزية وهي أحد أمراض الطفولة المعدية الحادة التي تصيب الأطفال بين سن الثالثة والثامنة من عمرهم, والتي تتميز بالتهاب الحلق وتغيرات مميزة في لسان المريض وطفح قرمزي اللون لذا سميت بهذا الاسم, ثم حدوث تقشر في الجلد بعد الطفح, ومن العلامات المهمة لتشخيص الحمي القرمزية أنها هي التي تصيب اللسان فبداية يغطي اللسان بطبقة بيضاء تبرز من خلالها تنوءات اللسان الحمراء فيشبه ثمرة التوت, وبعد ذلك تسقط هذه الطبقة البيضاء تاركة اللسان أحمر اللون مع بروز نتوءاته الحمراء فيشبه ثمرة الفراولة.
ساحة النقاش