حصلت "الوطن" على صور حصرية تنفرد بنشرها لأول عملية تحنيط حيوان كامل الجسد بالأعضاء والأحشاء، مع الحفاظ على أعضائه سليمة تمامًا، باستخدام "فطر مُكتشف"، حيث نجح فريق بحثي مصري "مستقل" في التوصل إلى ما عجز العالم أمامه، حتى اليوم، من أسرار علم التحنيط عند قدماء المصريين، وتمكن من تنفيذ أول عملية تحنيط مكتملة في العصر الحديث لحيوان كامل.
ويترأس الفريق البحثي عالم الصخور والحفريات طارق حسان، ويشاركه المهندس الزراعي محمد بغدادي وخبيرة الفطريات المهندسة سماح فؤاد والدكتور أحمد ياسين الباحث في علوم الوراثة.
اكتشاف "فطر" يسحب الماء من الأنسجة الحيوانية مع الابقاء عليها سليمة
وتكشف الصور جسد حيوان (أرنب) "محنط" وبعض أعضائه "قلب وكلي ورئة وقلب"، بعد مرور 65 يوما على سحب الماء من الجسد والأعضاء، وكذلك صور من تحت المجهر للأنسجة الحيوانية للأرنب المحنط، تكشف عملية سحب الماء منه. كما يحتفظ الفريق بصور عديدة لعينات سبق نشرها لعملية التحنيط، منذ 600 يوما ولا تزال العينات سليمة تماما حتى اليوم.
ويقول رئيس الفريق صاحب الكشف لـ"الوطن" إن عملية التحنيط تقوم على دهن الجزء المراد تحنيطه بالفطر المكتشف، ليقوم بدوره بسحب الماء من الخلية الحيوانية، ليتغذى عليه، ويؤدي بذلك الدور المطلوب والأهم في عملية التحنيط وهو سحب الماء من الجسد وبعد انتهاء الماء يدخل الفطر في مرحلة سكون تام، مع بقاء الأنسجة سليمة تماما، وقابلة لاستعادة حيويتها برش الماء عليها في أى وقت. ويضيف أن التحنيط يحدث باستخدام الفطريات، والانزيمات التي تفرزها تقوم بتحرر الماء من خلايا الانسجة الحيوانية، ما يُودي إلى التجفيف، والدراسات التي أُجراها الفريق تفتح الطريق ضمن ما تفتح للوصول إلى نشأة الفطريات بالأساس، وهو ما سيضمنه بحث علمي سينشره الفريق خلال أيام.
ويؤكد "حسان" أن الفريق متأكد تماما من نجاح عملية التحنيط الأخيرة لحيوان كامل الجسد مكتمل الأعضاء، دون نزع أحشائه ودون إضرار بالأنسجة، بعد مرور 80 ساعة عليها، وهو ما يعد "ثورة وانقلابا علميا" دون مبالغة، مشيرًا إلى أن هذه النتيجة تؤكدها حالة "الجفاف التام"، للمادة المحنطة، وهي حصيلة عمل وبحث لأكثر من ١٢٠ ساعة، ونحو ٥٠٠ يوم من التجارب، و20 عامًا من الدراسات.
"حسان": تجاوزنا الاعتراف وعدم الاعتراف بكشفنا العلمي.. ويمكن الاستفادة منه في الزراعة ونقل الأعضاء وعلاج السرطان
ويتابع "حسان" قائلا: "الفريق تجاوز مناقشة فكرة الاعتراف وعدم الاعتراف بالكشف العلمي"، ويؤكد واثقا أن نجاح التحنيط باستخدام الفطر يعد انتصارًا علميًا يقلب موازين علم التحنيط والهندسة الوراثية في العالم كله. ويقول إن معاهد علمية كبرى في بريطانيا تواصلت مع الفريق البحثي، وتحدثت عن الصدمة الشديدة التي انتابتها عندما علمت بنتائج العملية، ومن المقرر أن يزور مصر فريق بحثي من إحدى المعاهد البريطانية للقاء الفريق المصري والتعرف على الكشف العلمي ومشاهدة العينات المحنطة. ويوضح رئيس الفريق أن كافة التجارب العلمية يُجريها الفريق البحثي في أحد المعامل داخل مصنعه الخاص، وبشكل مستقل، وعلى نفقته الخاصة، وبدون تمويل من أى جهة داخل مصر أو خارجها.
رئيس الفريق: تمكنا من تحنيط جسد كامل بأعضائه وأحشائه لأول مرة بعد ساعتين فقط.. ومعاهد أوربية وأمريكية مذهولة بنتائجنا
ويلفت "رئيس الفريق" إلي أن آخر ما توصل إليه العلم في اليونان وألمانيا هو تحنيط الجسد منزوع الأحشاء والأعضاء بعد مررو 140 يوما، بينما يستغرق التحنيط المكتمل لدى الفريق المصري ساعتين فقط، ويضيف أن الغرب ظل لسنوات طويلة حتى اليوم يتعامل في مسألة التحنيط مع النسيج الحيواني نفسه، أما الفريق المصري فتعامل ولأول مرة مع الخلية الحيوانية، وتوصل إلى كيفية تحنيطها.
وعن التطبيقات العلمية لكشف التحنيط، يقول "حسان" إنه يمكن الاستفادة منه في علوم الهندسة الوراثية في زراعة الخضروات والفواكه، ونقل الأعضاء البشرية، ويضيف أنه جرت بالفعل تجربة سحب المياه من البطاطس وزرعها بعد 8 أيام فقط، دون انتظار فترة السكون المطلوبة لزراعتها والمقدرة بـ 3 أشهر، وجاري حاليا تجارب علمية على القطن، للتخلص من الدودة وآثارها. أما في التجارب البشرية، فالكشف العلمي الخاص بالتحنيط، يفتح الباب أمام تطور هائل في بحوث الخلية السرطانية وإمكانية تجفيفها والتخلص من خطرها، وفي مجال نقل الأعضاء البشرية وزراعتها يمكن تجفيف وتحنيط بعض الأعضاء، لتكون صالحة لنقلها من جسد إنسان وزرعها في جسد آخر، ولو بعد 5 آلاف سنة، حسب رئيس الفريق البحثي، الذي يوضح أنه بمجرد انتهاء تلك التجارب سينشر الفريق نحو ٢٠ بحثًا علميًا ستغير كثير من المفاهيم والنظريات العلمية في العديد من المجالات.
صورة من تحت المجهر لنسيج حيواني بعد تجفيفه وسحب الماء منه
الجزء الأمامي لحيوان (أرنب) بعد تحنيطه مع بقاء الأنسجة سليمة، وعينة خلية حيوانية بعد تجفيفها بواسطة "فطر مُكتشف"
ساحة النقاش